سوريا: غارات مكثفة قرب مستشفى جسر الشغور بعد هجوم المعارضة

أخبار

واستمرت الاشتباكات العنيفة بين «مقاتلي فصائل إسلامية من جهة، وقوات النظام المدعمة بلواء الفاطميين الأفغاني ومقاتلون من كتائب عراقية من الطائفة الشيعية وقوات الدفاع الوطني وضباط إيرانيين وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، قرب قرية المشيرفة على الأوتوستراد الدولي بين جسر الشغور وأريحا، وفي محيط تلة خطاب وعلى بعد مئات الأمتار قرب معمل السكر ومناطق أخرى في محيط جسر الشغور، ما أدى لاستشهاد مقاتل من الكتائب الإسلامية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تمكن مقاتلو جبهة النصرة والفصائل الإسلامية من التقدم والدخول إلى أحد المباني في المستشفى الوطني» الواقع عند الأطراف الجنوبية الغربية لجسر الشغور. وأضاف أن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي النصرة والفصائل الإسلامية من جهة وقوات النظام المتحصنة داخل المبنى من جهة أخرى».

وبعد سيطرة مقاتلي المعارضة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب في 25 نيسان (أبريل) الماضي، تمكنوا من محاصرة 250 شخصاً بين عسكري ومدني داخل المستشفى. وقال عبد الرحمن إن بين المحاصرين «ضباطاً كباراً وعائلاتهم وموظفين كبار في محافظة إدلب».

ومنذ خسارة النظام سيطرته على المدينة، يحاول مقاتلو جبهة النصرة والفصائل الإسلامية دخول المستشفى بحسب المرصد، فيما تكرر قوات النظام محاولاتها للتقدم من أجل تحرير المحاصرين فيه.

ولا يمكن التكهن بقدرة العناصر المحاصرين في المستشفى منذ أسبوعين على الصمود في ظل عدم إمدادهم بالسلاح والمؤن.

وباتت قوات النظام وحلفاؤها وفق «المرصد»، على بعد كيلومترين عن المستشفى. وأشار إلى الطيران الحربي كثف غاراته مستهدفا مناطق الاشتباكات على أطراف المدينة وفي محيط المستشفى، لافتاً إلى تنفيذه الأحد 16 غارة على الأقل.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات المدافعة عن المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور تقضي على عشرات الإرهابيين عند المدخل الجنوبي والشرقي للمدينة». ونقلت عن مصدر عسكري إشارته إلى «انهيار التنظيمات الإرهابية التكفيرية في جسر الشغور ومحيطها نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها».

تمكن مقاتلو جبهة النصرة وكتائب إسلامية اليوم الأحد من اقتحام أحد ابنية المستشفى الوطني في مدينة جسر الشغور في شمال غربي سورية حيث يُحاصر 250 جندياً ومدنياً منذ أسبوعين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهتها، قالت شبكة «الدرر الشامية» بأن مقاتلي «غرفة عمليات معركة النصر» التي تدير هجوم المعارضة، نفّذوا عملية ثانية استهدفت المستشفى بعربة مفخخة، مشيرة إلى أنه بعد التفجير «جرت اشتباكات عنيفة في محاولة لفرض السيطرة على المستشفى، آخر معاقل قوات الأسد في مدينة جسر الشغور، الذي تزامن مع أكثر من 40 غارة جوية منذ الصباح نفّذها الطيران الحربي والمروحي، استهدفت محيط المستشفى والقرى القريبة من المدينة».

كما أشارت إلى «معارك دامية بين كتائب الثوار وقوات الأسد التي تحاول التقدُّم على الطريق العام بين فريكة وجسر الشغور؛ بهدف السيطرة على الحواجز المنتشرة في المنطقة والسيطرة على معمل السكر»، في حين قال نشطاء معارضون بأن النظام ارسل تعزيزات من مدينة أريحا آخر مدينة خاضعة لسيطرته في محافظة إدلب، إلى جسر الشغور.

وفي شمال شرقي البلاد، «دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من جهة، وعناصر تنظيم» الدولة الإسلامية» (داعش) من جهة أخرى في ريف بلدة تل تمر الغربي على الطريق الدولي المؤدي إلى حلب وسط تقدم لوحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة»، بحسب «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «تعرض أماكن قرب حيي الصناعة والكنامات بمدينة دير الزور وأماكن أخرى في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور لقصف من قبل قوات النظام». ودارت مواجهات «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية « من طرف آخر في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في قرية حطلة ما أدى لاندلاع نيران في الأراضي الزراعية للقرية».

تقدم للمعارضة قرب دمشق

وحقق مقاتلو المعارضة أمس تقدماً اضافياً في الغوطة الشرقية لدمشق، في وقت عقد فصيل مسلح للمعارضة صفقة تبادل جديدة مع القوات النظامية في ريف درعا جنوب البلاد، تضمن اطلاق عنصر في مقابل افراج السلطات الأمنية عن امرأتين من معتقلات النظام.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة امس ان «الفيلق الاول» في الجبهة الجنوبية لـ «الجيش الحر» اطلق سراح أحد الأسرى المحتجزين لديه في صفقة تبادُل مع قوات النظام في درعا.

وذكر المكتب الإعلامي للفيلق أن «كتيبة المجاهد أبي طارق الصبيحي» قامت بعملية تبادُل أسرى مع النظام، حيث أطلقت سراح المساعد مالك نايف بلان من السويداء قرب درعا، في مقابل تحرير امرأتين من درعا كانتا معتقلتين لدى النظام.

وبث «الفيلق الأول» على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو أظهر عملية تبادُل الأسرى حيث تم تسليم المرأتين إلى ذويهما بدرعا.

وجرت في مرات سابقة صفقات تبادل مشابهة بين النظام ومقاتلي المعارضة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان مناطق في بلدة الفقيع تعرضت لقصف من قبل قوات النظام بالتزام مع «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط بلدة الفقيع قرب اللواء 15 شرق مدينة إنخل، وسط قصف متبادل بين الطرفين».

في ريف دمشق، أعلن «جيش الاسلام» بقيادة زهران علوش ان «مقاتليه نفّذوا عملية انغماسية في قوات الأسد المتمركزة في بلدتَيِ الزمانية والدير سلمان في الغوطة الشرقية، أسفرت عن مقتل أكثر من 25 عنصراً بينهم ضباط وجرح آخرين، والاستيلاء على كمية من الأسلحة».

وكان «جيش الإسلام» أعلن اول أمس عن سيطرته على قطاع كامل من جهة الإسكان في منطقة تل كردي في الغوطة الشرقية وقتل عشرات الجنود، في إطار العملية التي أطلقها لـ «تحرير» نقاط عسكرية في المنطقة.

وقالت «شبكة سمارت المعارضة» امس ان «40 عنصراً من قوات النظام قتلوا خلال اشتباكات في منطقة تل كردي في الغوطة الشرقية لدمشق»، لافتاً الى انه سيطر على «قطاع» في منطقة تل كردي خلال الاشتباكات مع قوات النظام، واستولى على رشاشي «دوشكا» ومجموعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة الى بعض الذخائر، ودمّر دبابتين وعربتين ومضاد طيران.

وكان هذا التقدم الثاني لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق بعد استعادة السيطرة على بلدة ميدعا بعد يومين من سيطرة القوات النظامية عليها.

المصدر:  لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –