تشجيع إقامة شراكات إستراتيجية بين سيدات ورجال الأعمال في المملكة
استكمل المنتدى الوطني لسيدات الاعمال الذي ينظمه مجلس الغرف السعودية بفندق الفورسيزن بالرياض أعماله امس، بعقد جلسة العمل الثانية بعنوان: “الاستثمارات النسائية في المملكة بين التنوع والتركز”، والتي رأستها عضو مجلس الشورى الدكتورة حنان الأحمدي، وتحدثت فيها الدكتورة وفاء بنت ناصر المبيريك من جامعة الأميرة نورة وفاتن بنت يوسف بندقجي والدكتورة إلهام منصور عثمان الدخيل.
وهدفت الجلسة إلى التطرق لطبيعة الاستثمارات النسائية وتوزيعها حسب النشاط والمجال، كسجلات رسمية ومنتسبة في الغرف التجارية في مناطق المملكة الرئيسية، وذلك من خلال تناول أربعة محاور رئيسية تتمثل في استعراض السمات الديموغرافية لقطاع الأعمال للسيدات في السعودية، وتحديد القطاعات الرئيسية ومجالات الاستثمار التي تتجه لها سيدات الأعمال محلياً، وتوصيف أنشطة استثمارات سيدات الاعمال، وأسباب التوجه نحو الاستثمار في مجالات محددة والعزوف عن مجالات متاحة أخرى.
وتشير نتائج الدراسات إلى أنه قد حدثت تغيرات كبيرة خلال العشر سنوات الماضية فيما يتعلق بتأسيس المشاريع والدخول في مجال العمل الحر لسيدات الأعمال، حيث ساهم القرار 120 في تسهيل استخراج التراخيص للسيدات من خلال افتتاح أقسام نسائية في الجهات الحكومية ذات العلاقة بإصدار التراخيص، كما أن التحول للحوكمة الالكترونية والذي صدر بالأمر السامي الكريم رقم 7/ب/33181 وتاريخ 10/7/1424ه، المتضمن وضع خطة لتقديم الخدمات والمعاملات الحكومية إلكترونياً؛ أدى إلى تحول عملية استخراج السجل التجاري والتراخيص التابعة من وزارة التجارة أمر سهل على الذكور والإناث على حد سواء.
المنشآت التجارية النسائية
وشهدت الجلسة مناقشات حول قوة الرقابة على المنشآت التجارية النسائية ودعت لمزيد من التسهيلات لتلك المنشآت ومراجعة الاجراءات وتطويرها، كما اكدت على دور لجان الغرف التجارية في التواصل مع الجهات الحكومية والضغط لتحقيق مصالح رجال وسيدات الاعمال وطرح مشكلاتهم والسعي لحلها.
وتطرقت المناقشات لافتقاد سيدات الأعمال للغة الأعمال والأرقام والتي تعتبر من اهم مقومات النجاح، كما اشير لدور الاسر المنتجة ودورها وتم التأكيد على ضرورة تصحيح مفهوم الاسر المنتجة ليصبح المشاريع الصغيرة حيث أنه التسمية الصحيحة على مستوى الدول المتقدمة وجرى التنويه بالدراسة التي أجرتها وزارة العمل حول العمل من المنزل والأسر المنتجة والتي خلصت لنتائج ايجابية ابرزها وضع لائحة للعمل من المنزل واقتراح هيئة للعمل من المنزل كما تم عمل حصر للجهات الداعمة. وكان من أبرز توصيات الجلسة الدعوة لخلق البيئة الاستثمارية الداعمة للمشاريع الصغيرة خاصة النسائية والتوسع في نشاط الاسر المنتجة وتحويلها لصناعات صغيرة تساهم بشكل واضح في الناتج الإجمالي المحلي.
كما دعت لتفعيل دور المؤسسات التعليمية والأكاديمية في النشاط الاقتصادي بعمل البحوث والتدريب وتبني المواهب والمبدعين.
دور ريادة الأعمال والابتكار في الاستثمارات النسائية
أما جلسة العمل الثالثة وعنوانها: “دور ريادة الأعمال والابتكار في الاستثمارات النسائية”، والتي كان المتحدث الرئيس فيها رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، فيما رأست الجلسة الدكتورة نادية محمد باعشن، وشارك فيها كمتحدثين عبير العيسى، والمهندس فؤاد بن محمد موسى.
وهدفت الجلسة إلى التعرف على الاستثمارات الحديثة الواعدة القائمة على مجالات الاقتصاد المعرفي، وتشخيص البيئة الداعمة لمثل هذا النوع من الاستثمار المحلي ومدى تمكين سيدات الأعمال لها كإحصائيات وتجارب ناجحة على أرض الواقع وتحديد المعوقات والحلول، وذلك من خلال مناقشة (3) محاور رئيسية تتمثل في توجه السيدات إلى مجال الأعمال الابتكارية والاختراعات، والتحديات التي تواجه سيدات الأعمال محلياً في مجالات ريادة الأعمال، واستعراض تجارب محلية واعدة لرائدات الأعمال. وتشير بيانات الابتكار المحلي من خلال معرض “ابتكار 2013م” المنعقد في منطقة الرياض، إلى أن عدد المبتكرات السعوديات اللاتي شاركن كمبتكرات بلغ 95 مبتكرة في مختلف المجالات من أصل 200 مبتكر مشارك. وتشير الدراسات إلى وجود قصور في توفير الفرص الحقيقية لتنمية مهارات الباحثات في ظل غياب تبادل الخبرات مع الجامعات الأخرى ومراكز الأبحاث داخل المملكة أو خارجها، إلى جانب عدم وجود آلية لتوفير التمويل اللازم للمشاريع البحثية، هذا بالإضافة إلى النقص في الكوادر الفنية والخطط التطويرية، وهو ما يؤثر في مستوى إنتاج البحوث مشكّلاً عائقا في مسيرة البحث العلمي والتطوير التقني والإبداع.
وسلط صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، الضوء على فعالية “ستارت آب ويكند” والتي تعد من أفضل الفعاليات التي لها علاقة بإنشاء الشركات وريادة الأعمال بالمملكة، نظراً للعمل المكثف الذي تم لدراسة عدد من الأفكار لإنشاء شركات تكون ناجحة.
وقال: ان البيئة في المملكة محفزة للرجل والمأة وان هناك مشاركة قوية من السيدات وان البيئة تسمح لها بالنجاح والدولة داعمة وهناك توجيهات لكل القطاعات للاهتمام بالمرأة ولفت لتكوينهم في المدينة برنامج خاص لتفعيل دور المراة كما أشار الى أن مساهمة المرأة في مجال تقنية الأقمار الصناعية تقدر بنحو 30%.
وتطرقت الجلسة إلى ضرورة تحديد الهدف القومي كما أشارت الى أن الخطة الخمسية التاسعة والعاشرة ارتكزت على تحويل المجتمع السعودي لمعرفي وتحويل الاقتصاد السعودي لاقتصاد معرفي لتنويع الاقتصاد.
واشير لتميز السعوديات في مجال الابتكار والابداع وفوزهن بكثير من الجوائز المحلية والدولية، كما جرى التأكيد على دور ريادة الأعمال في تنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل للسيدات.
كما تم الاشارة لضعف آليات التسويق بالنسبة للمشاريع الصغيرة وضعف الجراءة على الاستثمار المالي مما جعل اغلب الاستثمارات تقليدية خاصة الاستثمارات النسائية والتي صارت تتركز في المجالات التي تختص بالمرأة، ودعت التوصيات الى اعداد برامج تخص المشاريع النسائية في مجال الابداع والابتكار وعرضها على مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتبنيها.
تطوير وتنمية الاستثمارات
فيما تتناول الجلسة الرابعة، التي ترأستها سيدة الأعمال نشوى بنت عبدالهادي طاهر “التجارب الإقليمية في تطوير وتنمية الاستثمارات النسائية”، وتتحدث فيها خلود عبدالقادر عضو جمعية سيدات الأعمال في مملكة البحرين، وابتهاج محمد الأحمداني، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة قطر، ورئيس منتدى سيدات الأعمال ووداد بنت عبدالمجيد بوشماوي من غرفة التجارة والصناعات التقليدية في دولة تونس وهيفاء بنت فاهوم الكيلاني، رئيسة المنتدى العربي الدولي للمرأة، وستلقي مدير إدارة القطاع النسائي بمجلس الغرف السعودية د. ريم بنت أحمد الفريان الكلمة الختامية للمنتدى.
وتهدف هذه الجلسة إلى التعرف على تجارب دولية على مستوى الدول الخليجية والعربية والتي تعد متقاربة من البيئة الاقتصادية والاجتماعية والإسلامية للمملكة العربية السعودية، وذلك من خلال استضافة كل من تجربة مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية وتركيا والمملكة الاردنية والكويت ودولة الامارات وتونس، حيث سيتم استعراض ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطبيق الإطار الشامل على تجارب دعم سيدات الأعمال الدولية، وعرض تجارب خليجية وعربية في مجال دعم سيدات الأعمال “مصفوفة الدول المقارنة”، ودور المنظمات المتخصصة في تصميم النماذج الاستراتيجية لتنمية ودعم سيدات الأعمال.
وتظهر التقارير والدراسات الدولية إلى أن مستوى ريادة الأعمال للمرأة مازالت منخفضة، وتشير إلى أن البيئة المحيطة هي العامل الأساسي في تحفيز ريادة أعمال المرأة. فيما تتمثل أهم المعوقات التي تواجه المرأة في المعوقات المهارية والاجتماعية والأسرية. كما أشارت التقارير الدولية إلى أنه بالرغم من ارتفاع المستوى الاقتصادي للمرأة خلال القرن الواحد والعشرين عما قبل، إلا أن مستوى التمكين الاقتصادي للمرأة ما زال دون المأمول، منوهة إلى أن الدول ذات الدخل الفردي المنخفض ترتفع فيها نسبة المبادرين وارتفاع نسبة المبادرات التي تتسم بوجود حاجة كدافع رئيسي لإنشاء مشاريع تجارية.
التوصيات
وفي ختام المنتدى ألقت الدكتورة ريم الفريان كلمة ختام المنتدى والتي شكرت فيها نيابة عن مجلس الغرف السعودية, مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا المنتدى الهام، ورؤساء الجلسات والمتحدثين والحضور الكريم.
وقالت ان عمق النقاش والحوار الجاد الذي شهده المنتدى للموضوعات والقضايا التي تهتم بتحسين بيئة عمل الاستثمارات النسائية وكيفية الارتقاء بالعمل النسائي الحر، والثمار الناتجة عن تبادل المعارف وتبادل وجهات النظر، لا يدل فقط على الأهمية الكبيرة للموضوعات التي تناولها المنتدى، وإنما على الأفق الواسع والرؤى الواضحة للمشاركين في المنتدى تجاه تطوير قطاع سيدات الأعمال في المملكة وقيامهم بدور أكبر في التنمية الاقتصادية، والذي يتجلى بدقة ووضوح في جوهر جلسات المنتدى الوطني لسيدات الأعمال على مدى اليومين.
وأضافت أن نجاح المنتدى ينعكس في التوصيات التي خلص إليها والتي ومن أهمها: أهمية تفاعل الراغبات والباحثات عن العمل مع الفرص الاستثمارية من خلال القنوات المتاحة، وأهمية زيادة الصلاحيات الخاصة بالأقسام النسائية في المؤسسات والهيئات الحكومية التي تقدم خدمات لسيدات الأعمال والاهتمام بإشراك السيدات في الإدارة العليا للمؤسسات والشركات الكبرى، على سبيل المثال سابك وأرامكو، وفي صنع القرارات الاقتصادية، والاهتمام بتقديم البرامج الابتكارية للجهات الداعمة والراعية لها مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أهمية تطوير الأنظمة واللوائح المتعلقة بالاستثمارات بشكل عام والاستثمارات النسائية بشكل خاص، وتشجيع إقامة شراكات إستراتيجية بين سيدات ورجال الأعمال في المملكة، والاستفادة من التجارب الإقليمية الناجحة في الاستثمارات النسائية.
المصدر: صحيفة الرياض