أكد قادة عسكريون ومحللون سياسيون وقيادات في المقاومة الشعبية في اليمن أن تضحيات الإمارات من أجل تحرير المنطقة من شرور المخطط الإيراني ستظل خالدة في التاريخ وستدون بأحرف من ذهب، لما قدمته وتقدمه من أدوار في ميادين الشرف والبطولة، والتي جسدت اللحمة العربية في تلبية نداء الواجب الوطني والإنساني تجاه الأشقاء العرب. وشددوا على أن مواقف وتضحيات كثيرة سطرتها القوات المسلحة الإماراتية منذ انطلاق عاصفة الحزم في اليمن وحتى اللحظة، ورسمت قوافل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نداء الواجب الوطني والدفاع عن المنطقة العربية، ملحمة بطولية وفدائية رائعة ستحفر في ذاكرة أبناء اليمن على وجه التحديد على مر العصور. كما شددوا على أهمية استمرار التحالف العربي في التصدي بكل قوة وحزم لكل ما من شأنه أن يقوض أمن الوطن العربي ويهدد استقراره.
شهداء الإمارات.. شرف وعزة
وقال العميد الركن فضل باعش، قائد قوات الأمن الخاصة في عدن ولحج وأبي: «شهادة وفاء وعرفان نقدمها لشعب وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للتضحيات العظيمة التي قدمتها خلال معارك تحرير عدن والمحافظات المحررة ودورها الريادي والبارز في التحالف العربي وتحطيمه للأذرع المجوسية التي أوشكت العبث بأمن واستقرار الوطن». وأضاف في حديث لـ«الاتحاد»: أن الشهداء الإماراتيين الأبرار سقطوا بميادين الشرف والعزة دفاعاً عن الدين والعرض والأرض والأمة خلال معارك التحرير ضد عصابات الحوثي والمخلوع، ودماؤهم الغالية دينا علينا وواجب علينا رده، وإننا نقف اليوم إجلالاً وتعظيماً لتلكم الأرواح الطاهرة لأبناء الإمارات والتي امتزجت مع أرواح شهدائنا لتكون أرواحاً عظيمة وغالية على قلوبنا».
وأكد أن قيادة الإمارات لن تتوانى مطلقاً منذ لحظة إعلان عاصفة الحزم وتشكيل التحالف العربي عن مساعدة ونصرة الشعب اليمني الشقيق من أجل الحق والوطن والمنطقة، مضيفاً«إن القوات المسلحة الإماراتية أسهمت بشكل كبير في تحرير المدن اليمنية وتطبيع الأوضاع فيها، عبر جملة من المشاريع الإغاثية والتنموية التي جاءت لتؤكد إيمان القيادة الحكومية في الإمارات بأهمية حماية المنطقة العربية وتحصينها تجاه الأطماع والمخاطر والتدخلات الخارجية».
امتزاج الدماء الطاهرة
وقال المحلل السياسي لطفي شطارة: الإمارات وقواتها المسلحة الباسلة بدأت الخطوات الأولى في يونيو 2015، خطوات تحرير عدن من أيدي مليشيات الحوثي وعصابة المخلوع صالح التي استرخصت حياة أهالينا في ممارسة القتل والتدمير وإحراق المباني. وأضاف «قدمت الإمارات دعماً سخياً لشباب مقاومتنا الباسلة التي أبت تسليم عدن أو استسلام ناسها للمليشيات الغازية، ولعبت هذه الدولة الشقيقة دوراً مهماً في حسم المعركة على الأرض لمصلحة المقاومة وتحررت عدن في فترة وجيزة، وذلك بفضل الله والدعم اللوجستي العسكري الإماراتي المتطور وخبرة جنودها العالية التدريب». مضيفاً «لعل صمود مقاومتنا على الأرض حفز إخوتنا الإماراتيين على تقديم هذا الدعم اللوجستي لحسم المعركة لمصلحة المقاومة التي كانت متماسكة وصلبة طيلة فترة اجتياح عدن، وظهرت مقاومتنا قوية لأن شبابها لم يفرقوا من أي منطقة أتوا أو لأي محافظة ينتمون، رفعوا شعاراً واحداً الجنوب أو الموت، وكانوا أكثر حرصاً على طلائع القوات الإماراتية من أنفسهم، والذين شاركوا يداً بيد لدحر العدوان وتحرير عدن، وبعدها لحج حتى وصلوا أبين، امتزج الدم الجنوبي بالدم الإماراتي وكان للتحرير نكهة خاصة لا يعرفها إلا من كانوا من مقاومتنا كتفاً بكتف مع شباب جيش أبناء زايد، طيب الله ثراه، وأهلنا الذين ذاقوا مرارات الذل والقهر على أيدي مجرمي سنحان ومران».
وأضاف شطارة «سيخلد التاريخ الدور الإماراتي الذي لن ننساه ما حيينا في أنصع صفحاته في تحرير عدن والجنوب، وقطع يد إيران وأذنابها الحوثيين وبلاطجة صالح من السيطرة على درة تاج الجزيرة العربية عدن وبقية محافظات الجنوب ومناطقه الحيوية والاستراتيجية، الرحمة على شهداء في المقاومة الجنوبية وشهداء القوات الإماراتية وبقية شهداء دول التحالف العربي الذين سقطوا في الجنوب أو الشمال».
واجبنا رد الجميل
وأشار المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شائف الحريري إلى أن الإمارات وما قدمته من تضحيات خلال الحرب الأخيرة التي شنها الانقلابيون الحوثيون والمخلوع صالح كبيرة ولم تكتف بالدعم العسكري والإنساني والتنموي، بل قدمت قافلة شهداء لتمتزج الدماء الأخوية من أجل تحرير هذا التراب الطاهر. وأضاف لـ«الاتحاد»: «نجدد شكرنا الكبير للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ونؤكد إننا في الجنوب سوف نقف إلى جانبهم من أجل تعزيز الأمن القومي الإقليمي والتصدي لكل المحاولات اليائسة من قبل المد الفارسي الإيراني، عبر أذرعته في شمال اليمن المتمثلة بمليشيا الحوثي والمخلوع صالح».
واعتبر الحريري أن سقوط كوكبة من شهداء الإمارات ودول التحالف منذ اندلاع الحرب في اليمن أواخر مارس 2015، سيظل علامات مضيئة في التاريخ الحديث لا يمكن نسيانها أو تجاهلها، وأن الشهداء جسدوا اللحمة العربية التي تقف ضد أي أطماع خارجية، مؤكداً أن تدخل التحالف العربي ومن بينهم الإمارات جاء وفقاً لقرارات مجلس الأمن، وانطلقت منها للدفاع عن المظلومين والعقيدة والمحيط العربي لتحصينه من التدخل الأجنبي، متابعاً «لن ننسى المواقف العربية النبيلة التي امتزج فيها الدم الخليجي في معركة الحق ضد الباطل، داعياً دول التحالف العربي إلى مواصلة الدعم وتكريس الجهود لتحرير ما تبقى من المدن».
وأوضح الحريري أن المقاومة الشعبية الجنوبية كانت وستظل شريكاً فاعلاً ورئيسياً إلى جانب التحالف العربي في حسم المعركة على الأرض وفي إعادة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة في جنوب البلاد، كما أنها ملتزمة بالعمل مع التحالف للتصدي للمشروع الإيراني التوسعي في اليمن. وأضاف أن الشعب سيقف ضد أي محاولة تستهدف استغلال الانتصارات لمكاسب حزبية.
ضابط بريطاني يشيد بدور الإمارات في تحرير المكلا
أشاد ضابط بالجيش البريطاني بالدور المميز الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تحرير مدينة المكلا اليمنية من تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأكد الفريق السير سايمون ميال، وهو ومستشار للشرق الأوسط في وزارة الدفاع، وضابط متقاعد في الجيش، في تعليق نشرته صحيفة «ديلي تلجراف»، أن واحدة من أخطر المنظمات الإرهابية الدولية في العالم قد تلقت ضربة موجعة، فأثناء احتلال «القاعدة» للمكلا كانت تستغل فوضى الحرب الأهلية في اليمن لتحقيق مكاسب، بما فيها اتخاذ الميناء مصدراً لجمع ملايين الدولارات في كل أسبوع من خلال الابتزاز وتهريب الأسلحة والنفط.
وقال: «إنه بعد تحرير الميناء وعودة المدينة إلى الحكومة اليمنية من خلال قوات التحالف التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة، أرسلت الإمارات مساعدات إنسانية عاجلة إلى المكلا». لافتاً إلى أن المخططين العسكريين في دولة الإمارات وضعوا السكان المحليين في الحسبان بإرسال مساعدات إنسانية هبطت في غضون ساعات من تحرير المكلا. وخصصت الإمارات 20 مليون دولار لإعادة بناء ميناء المكلا، ومشاريع تنموية أخرى.
وأشاد بدولة الإمارات العربية المتحدة لدورها في الحملة العسكرية ضد القاعدة في جزيرة العرب، والذي ساعد على تحقيق الأمن العالمي في المنطقة، من خلال حرمان الإرهابيين من التمويل. وأعرب عن أمله في أن يساهم المجتمع الدولي بنشاط أكبر لتحقيق الحل السياسي والاستقرار في اليمن، والذي ينعكس على المنطقة بأسرها.
المصدر: الإتحاد