كاتبة سعودية
مع الصيام تضيق عروقنا على الشيطان الذي يجري منا مجرى الدم ليلتقط أنفاسه هنا وهناك بحثاً عن مداخل يغزونا بها في غيابه الإجباري. لذلك قبل أن يدخل في سبات الوسوسه يزدهر في أيام قبل رمضان يجهز مع أعوانه قوالب الجنس والشراب والمخدرات والشذوذ ليصبها في العيون والقلوب ..!
لا أرفض أبداً الفن عندما يحمل إلينا رسائل توعوية هادفة تجمع العائلة ولا تفرقها تبني القيم والمبادىء ولا تهدمها ولكن أن يتحول التصوير كله في غرف النوم والبارات هنا نحتاج لمراجعة أنفسنا وإغلاق ما يتوسط بيوتنا ليجمعنا.
في مقارنة سريعة بين لقطات من مسلسل عرض على قناة خليجية تعرض الأفلام القديمة وقنوات خليجية أخرى أدركت كم هي الفجوة عميقة وحدودها متباعدة لا يمكن ردمها او تجاوزها وأدركت كم نحتاج لحياة حقيقية بعيدة عن زيف القنوات التي تريد أن تجبرنا على الحياة كما تصورها والمصيبة أن هناك من يردد أن بيوتنا أصبحت هكذا لننتقل من خيال يريد طمس هويتناونجسده واقع ونزيده نصراً على فساد.كل هذا جعلني حائرة من تحولات عجيبه طمست معنى الإنسانية وقادتها للبهيمية التي قاتل دارون لمحاولة إثباتها ولكننا بعقلنا الذي كنا نتميز به حاربنها.!
في هذا الشهر الفضيل الذي هو فرصة لعمل الكثير والحصول على هدايا الرحمن كثر الهرج والمرج والفضائح والجدالات بين ساقطين نهضوا على أكتاف ببغوات تكرر ما يلامس عفونة أنفسها وسوداها وأصبحنا مذهولين ما بين سعياً للشهرة وفساد للمجتمع وقنوات مفتوحة على مصراعيها تبث ما يحلو لها دون حسيب ورقيب رغم وجوده سبحانه وتعالى ولكن البشر تعودوا في غياب الضمير أن يحمل أحدهم عصا ليهش به عليهم حتى يستقيم حالهم ظاهرياً ويطفو فسادهم مع أول طوفان قذاره.!
عذراًلكل إنسان يمشي على الأرض ولكن لم يتبقى لنا إلا تلك القدمين التي تحملنا لنميز بعضنا وما بين هذا وذاك ليتلمس كل منا عقله هل مازال يرتديه فخراً وثقة ام أنه ( طار ) مع بقايا الإنسانية ليسقط ما تبقى من بشر .!
وليعلن الشيطان أنه بريء منا بعد أن غرز مخالب فساده في قلوب شبابنا وغاب عنا في هذا الشهر الفضيل ..!