أنهت طائرة «سولار إمبلس 2»، التي تعمل بالطاقة الشمسية بنجاح رحلتها الأولى أمس الاثنين في سويسرا، قبل عام من رحلتها المقررة حول العالم، حسبما قال فريق المشروع.
ويعتزم الطياران السويسريان بيرتراند بيكارد وأندري بورشبرج، اللذان أطلقا المشروع، القيام بأول رحلة حول الأرض بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية بعدما عبرا أميركا الشمالية بالنموذج السابق للطائرة العام الماضي. ومن المنتظر أن يقوم بيكارد وبورشبرج وغيرهما من الطيارين بالرحلة التي تبدأ في مارس (آذار) 2015. وتمتلك الطائرة المجهزة بأربعة محركات، جناحا يبلغ طوله 72 مترا، وهو ما يجعلها أكثر عرضا من طائرة ضخمة. وتزن 3.2 طن فقط.
وكان مهندسون سويسريون قد كشفوا عن طائرة «سولار إمبلس – 2» التي تعمل بالطاقة الشمسية وذلك قبل عام تقريبا من مشاركتها في رحلة حول العالم.
ولا يتعدى وزن طائرة «سولار إمبلس – 2» أو Solar Impulse – 2 ومعناها الطائرة ذات الدفع المعتمد على الطاقة الشمسية وزن سيارة عائلية، إلا أن طول جناحيها يتعدى الـ70 مترا، أي أطول من طائرة «بوينغ جامبو 747».
وتعد طائرة «سولار إمبلس 2» التي كشف النقاب عنها الأربعاء نسخة أكبر وأفضل من Solar Impulse 1 ذات المقعد الواحد والتي أطلقت منذ خمس سنوات والتي استطاعت الطيران خلال الليل والانتقال بين أوروبا وأفريقيا وحتى الوصول إلى الولايات المتحدة.
ويتحتم على الطائرة التحليق لمدة أطول في الجو لأنه من المتوقع أن تبقى في الجو نحو خمسة أيام وخمس ليالي لتجتاز المحيطين الأطلسي والهادي خلال مشاركتها في رحلة حول العالم العام المقبل.
وأكد الطياران المسؤولان عن تطوير الطائرة أندريه بورشبيرغ وبرتران بيكار أن النسخة المطورة الجديدة من «سولار إمبلس – 2» قادرة على البقاء في الجو لفترة طويلة، وذلك من الناحية النظرية.
وصرح بورشبيرغ لوكالة «أسوشييتد برس» أنه سيكون بمقدور هذه الطائرة التحليق في الجو لمدة شهر».
وتحتوي الطائرة على بطاريات أفضل لتخزين الطاقة الشمسية وتستطيع تخزين 17.200 خلية ضوئية لتحويلها إلى طاقة كهربائية لتشغيل محركاتها الأربعة.
إلى ذلك، قالت رابطة رئيسية لصناعة الطاقة الشمسية إن قدرة توليد الطاقة الشمسية المركبة عالميا ستزيد لنحو ثلاثة أمثالها على مدى السنوات الأربع المقبلة، مدعومة بنمو قوي في آسيا التي تخطت أوروبا كأكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم العام الماضي.
وقال اتحاد صناعة الطاقة الضوئية الأوروبي في تقرير سنوي أمس إن من المتوقع نمو قدرة منشآت توليد الطاقة الشمسية إلى نحو 374 غيغاوات في 2018 مقارنة مع 139 غيغاوات العام الماضي، حسب تقرير لـ«رويترز».
وترتكز الأرقام إلى «تصور متوسط» يقول الاتحاد إنه ينطوي على التطورات الأرجح أن تحدث في السوق حتى عام 2018.
ومن المتوقع أن تسهم آسيا بأكثر من 40 في المائة من الإجمالي العالمي في 2018 ارتفاعا من نحو 29 في المائة في 2013 بينما ستتقلص حصة أوروبا إلى نحو 35 في المائة انخفاضا من 59 في المائة العام الماضي.
وقال الاتحاد: «انتهى دور أوروبا كقائد بلا منازع لسوق الطاقة الشمسية.. للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات لم تعد سوق الطاقة الشمسية الأوروبية أكبر سوق إقليمية في العالم».
ويرجع التحول العالمي في الطلب إلى انخفاض دعم الطاقة الشمسية في أوروبا بعد أن ساهم الدعم الحكومي لسنوات في ازدهار القطاع في حين يتنامى اعتماد الاقتصادات الآسيوية وبخاصة الصين على الطاقة الشمسية.
وما زالت الطاقة الشمسية بحاجة إلى الدعم في كثير من الأسواق كي تستطيع منافسة مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم والغاز والطاقة النووية.
ويضم اتحاد صناعة الطاقة الضوئية الأوروبي ومقره بروكسل أكثر من 100 شركة ومؤسسة منها شركات ألمانية مثل «إس.إم.إيه سولار» و«سولار ورلد» و«فرست سولار» الأميركية و«إينل جرين باور» الإيطالية.
وقال الاتحاد إنه في العام الماضي وحده جرى تركيب ألواح شمسية قدرتها 4.38 جيجاوات في أنحاء العالم ارتفاعا من 30 جيجاوات في 2012 لتصبح ثالث أكبر مصدر للطاقة المتجددة بعد الطاقة المائية وطاقة الرياح بحساب القدرة المركبة.
والصين أكبر سوق منفردة في العالم، حيث زادت قدرة التوليد المركبة 8.11 جيجاوات بما يعادل 1.30 في المائة، في حين لم تشكل أوروبا ككل أكثر من 29 في المائة انخفاضا من 74 في المائة في 2011 حسبما أظهر التقرير.
وتباطأت زيادة قدرة التوليد في ألمانيا أكثر من النصف إلى 3.3 جيجاوات العام الماضي لكنها تظل أكبر سوق أوروبية ورابع أكبر سوق في العالم. وفي السابق اعتبرت ألمانيا محرك النمو العالمي للقطاع، حيث احتلت المرتبة الأولى عالميا سبع مرات على مدى الـ14 عاما الأخيرة.
المصدر: لندن: «الشرق الأوسط»