أربك ظهور العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مساء الخميس في مدينة عتق بمحافظة شبوة، المتمردين الحوثيين. وشكلت عودة طارق صالح، بعد 37 يوماً من الغموض بشأن مصيره وحالته الصحية، صدمة كبيرة لميليشيات الحوثي التي كانت اقتحمت عشرات المنازل في صنعاء بحثاً عن نجل شقيق الرئيس السابق وقائد قوات «المؤتمر الشعبي العام» التي أشعلت الانتفاضة الشعبية ضد الحوثيين في 2 ديسمبر الماضي.
وحاول مسؤولون إعلاميون حوثيون التقليل من أهمية وأبعاد ظهور طارق في شبوة، معزياً قبائل وعشائر هذه المحافظة الجنوبية باستشهاد أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، وهو يدافع عن صالح في صنعاء، بينما سارعت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية بنشر بيان نسبته إلى قيادة «المؤتمر» في العاصمة المختطفة، اتهم فيه العميد صالح بالغدر.
وكان نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، طارق محمد صالح، أعلن إثر وصوله إلى محافظة شبوة الخميس، سعيه إلى الحوار، وتحقيق السلام في اليمن. وقال في كلمة مختصرة بعيد وصوله إلى مدينة عتق والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، لتقديم واجب العزاء في مقتل أمين عام المؤتمر الشعبي العام، عارف الزوكا، الذي قتل إلى جانب الرئيس الراحل في منزله بالعاصمة صنعاء على أيدي ميليشيات الحوثي، مطلع ديسمبر الماضي: «نحن نمشي على خطى ووصايا الزعيم «في إشارة إلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح»، ونسعى للحوار وتحقيق السلام». وأضاف «كما دعانا الزعيم نمد أيدينا إلى أشقائنا، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية».
كما شدد على أن اليمن واستقراره من أمن واستقرار المنطقة، وأن البلاد لا يمكن أن تتخلى عن عروبتها. ويضع الظهور الأول لطارق، حداً للجدل حول مصيره، لا سيما بعد انتشار إشاعة موته في صنعاء. وكانت ميليشيات الحوثي وزعت قبل أيام عديدة صور العميد طارق صالح كمطلوب أمني، وشنت حملة مداهمات واسعة في منازل عدة بصنعاء، واتبعت عدداً من الحيل، بينها إعادة تشغيل رقم هاتفه الشخصي، واعتقال رفاقه، في محاولة للوصول إليه، لكنها أخفقت، فيما لم يتضح حتى الآن طريقة إفلات العميد طارق من صنعاء. وتعتبر ميليشيا الحوثي طارق صالح «العقل المدبر» لجميع تحركات الرئيس الراحل، والمطلوب «رقم واحد»، ووضعته في قائمة أهدافها. ويثير ظهور العميد طارق صالح مخاوف الحوثيين من قيادته لتحرك عسكري جديد ضدها، وذلك بوصفه «الرجل القوي»، وخوفاً من انتقامه لمقتل «عمه»، خاصة لما عرف به من حنكة عسكرية وشجاعة في مواجهتهم.
المصدر: الاتحاد