كاتب ومستشار قانوني إماراتي
كثيراً ما تسرق انتباهك عروض وكالات السيارات، خاصةً الفارهة منها، بإعلانات تبدو جذابة ومغرية. تعدك هذه الإعلانات بالصيانة والخدمة المجانية لمدة تراوح بين ثلاث وخمس سنوات، أو لعددٍ معين من الكيلومترات. يبدو الأمر رائعاً في البداية، ولكن خلف تلك العروض البراقة، قد تختبئ تفاصيل تجعلك تشعر كأنك وقعت في فخ لا مفر منه.
تبدأ الرحلة مع الوكالة بوعود كبيرة، ولكن سرعان ما تبدأ الأعطال بالظهور، وتبدأ معها سلسلة لا تنتهي من الإجابات: «عادي»، «هذا طبيعي»، «لا تقلق، مجرد خلل بسيط». وبعد كل تلك المرات التي يُقال لك فيها «عادي»، تدرك أن الأمور ليست عادية على الإطلاق، بل تنتظر انتهاء فترة الضمان، لتجد نفسك في مواجهة فواتير ضخمة لتصليح ما كان يُفترض أن يكون «عادياً».
المستهلك غالباً ما يكون ضحية لعدم قراءة العقد بالكامل، فبينما يُظهر الإعلان أنك ستحصل على «خدمة وصيانة»، تكشف العقود الموقعة أنه ما كان يُقصد بالخدمة يختلف تماماً عن الصيانة المطلوبة. تُفاجئك الشركة بإعلانها أنه كان يجب عليك قراءة العقد، وأنك ببساطة «لم تفهم ما كنت توقع عليه». وهنا يبدأ المستهلك بالشعور بالندم على اللحظة التي لم يقرأ فيها كل سطر في العقد.
لكن هذا لا يعني أن المستهلك بلا حماية. القوانين المتعلقة بحماية المستهلك موجودة، وتتيح لك الدفاع عن حقوقك إذا ما تم خداعك. النصيحة هنا بسيطة: لا تدع نفسك تعتمد فقط على المكالمات الهاتفية أو التفاعلات الشفهية. احتفظ بجميع المراسلات مع الوكالة عبر البريد الإلكتروني، حيث ستكون هذه الرسائل دليلاً قوياً في حال احتجت لتقديم شكوى إلى الجهات المختصة.
إذا شعرت أن الأمور لا تسير كما وعدت الوكالة، فلا تتردد في اللجوء إلى دائرة حماية المستهلك. تقديم شكوى قد يكون الخطوة التي تمنع الآخرين من الوقوع في الفخ نفسه. ولا تنسَ أن كل التفاصيل – مهما كانت صغيرة – يُمكن أن تكون مفيدة في ضمان حصولك على حقك.
في النهاية، عندما تسمع كلمة «عادي» تتكرر، احذر!
هي قد تكون تمهيداً لفترة ما بعد انتهاء الضمان، حيث تبدأ الفواتير بالارتفاع على كل ما كان «عادياً»، حافظ على حقوقك، وثّق كل خطوة، ولا تدع كلمة «عادي» تغرّك.
المصدر: الإمارات اليوم