لم تكن ورقة العمل التي جمعت كبار مسؤولي شركتي «غوغل» و«مايكروسوفت» في إحدى الجلسات المصاحبة للمؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء العالمية الحالي حاليا في العاصمة الرياض، كغيرها من ورقات العمل التي تم تقديمها من قبل متخصصين وباحثين في مجال الأمن المعلوماتي ومواقع التواصل الاجتماعي، التي بدورها أجابت عن الكثير من الاستفهامات التي تحيط بالمستخدم العادي لشبكات التواصل الاجتماعي وأمنه المعلوماتي على وجه التحديد.
ووضعت كبريات شركات التقنية، متمثلة في شركتي «مايكروسوفت» و«غوغل» الموجودة في العاصمة السعودية هذه الأيام، الإطار العام لانتشار وتداول المعلومات غير الدقيقة التي تمس القيم الإنسانية والأخلاقية عند تداول وانتشار أي معلومات غير محققة، سواء كانت تمس كيانات أو دولا، التي تحدث جدلا سياسيا أحيانا أو حتى على مستوى الأفراد بعينهم.
وأكدت مها أبو عينين، رئيسة دائرة الاتصالات العالمية والشؤون العامة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «غوغل»، أن شركة «غوغل» لن تقوم بدور الشرطة، ولكن دورها تنظيمي، خصوصا أن الجمهور يحرص كثيرا على الحصول على المعلومة بأسرع وقت ممكن، من دون التأكد من مصدرها ودقة صحتها أحيانا، مبينة أن «غوغل» منصة لتقديم الخدمات، وبالتالي مشاطرة الجمهور بالمحتوى، وذلك بعد الفصل بين المعلومات المغلوطة والصحيحة، وذلك بالتعاون مع وكالات الأنباء العالمية، واصفة هذا التعاون بأنه كان ناجحا بجميع المقاييس.
وأفصحت رئيسة الاتصالات العالمية في شركة «غوغل» عن مبادرة تقوم بها الشركة هذه الأيام في الشرق الأوسط، وذلك عبر أكاديمية «غوغل» الإعلامية، التي تعمل بدورها على تدريب الصحافيين على الأساليب الرقمية السريعة، والقيام بنشر المعلومات دون حمل كاميرا، وبالتالي الوصول إلى طرق حديثة لنقل الخبر بوسائل أكثر أمانا وسرعة.
وقالت: «نعمل على إزالة المحتوى السيئ بعد إخطارنا من قبل الجمهور المتابع للمحتوى وليس نحن»، مشيرة إلى أن المختصين في «غوغل» يقومون بتتبع المقاطع الأكثر طلبا من الجمهور، وذلك للتعرف على الطريقة التي يفكر بها المستخدمون، وبالتالي نصل إلى حل المعادلة لمعرفة توجه المتابعين للمحتوى الإلكتروني.
من جانبه، شدد دارن ووترز رئيس الأجهزة ووسائل الإعلام الاجتماعية في «مايكروسوفت»، على ضرورة التعاون بين وكالات الأنباء العالمية للوصول إلى أرضية صلبة، تكون مصدر ثقة للمعلومات التي ترد على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «تويتر»، التي يصدر عنها غالبا تغريدات غير محققة، خصوصا أن هناك من يعتمد اعتمادا كاملا على مواقع التواصل. وأكد رئيس وسائل الإعلام الاجتماعي في شركة «مايكروسوفت» العالمية، وجود توجه كبير من قبل شركات التقنية المعلوماتية ومراكز البحث التكنولوجي التي تعمل جاهدة، للوصول إلى ميثاق شرف يلزم المؤسسات الإعلامية والجمهور المستخدم والمشغلين بالتمسك بالقيم الأخلاقية، والتأكد من الأخبار الصحيحة ومدى انتشارها، وذلك بتعاون الجهات الدولية ذات العلاقة جميعها. وأرجع المسؤول في «مايكروسوفت» زيادة المعلومات المغلوطة في الفترة الأخيرة إلى الاستخدام غير المرخص لبعض الوكالات، بالإضافة إلى أن النموذج الإعلاني أصبح قديما، حيث أصبحت هذه الوكالات تقدم رعايات لبعض الأحداث بطرق غير منظمة، الأمر الذي يسبب الكثير من سوء الفهم والخلط، سواء بين دول أو أشخاص، حتى على الصعيد السياسي.
المصدر: بندر الشريدة- الشرق الأوسط