كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
خاص لـ (هات بوست):
تعرفت على الأخ الكريم السفير محمد سلطان العويس (أبو سلطان) بعد وصوله الى العاصمة الهندية نيودلهي سفيرا لدولة الامارات ومنذ الساعات الأولى لبدء مهمته نشأت علاقة ود ومحبة بيننا واستمرت حتى الان وان شاء الله الى ان يقضي الله امره فينا.
بمرور الوقت اكتشفت انه عينة مختلفة من السفراء الذين يقضون فترات عملهم في الراحة والاستجمام، لكن (أبو سلطان) كان حريصا على تنفيذ مهمته الأولى وهي تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلاده والهند وقد حقق نجاحا مشهود له مستغلا حجم التبادل التجاري بينهما وعدم وجود قضايا عالقة في الجانب السياسي. ورغم انشغالاته المكثف الا ان كان حريصا على غداء الجمعة في سكنه لسفراء دول مجلس التعاون واليمن.
المفاجأة التي جعلتني اقترب من الرجل أكثر هي انه عميق المعرفة ورغم مشاغله الكثيرة كان يجد الوقت لممارسة هوايات تنم عن ذائقة رفيعة فكان التصوير احداهن ثم الالتزام بحضور الحفلات الجميلة للموسيقى الهندية، ولم يغفل التجول في كل انحاء البلاد للتعرف على مجالات التعاون الاقتصادي وكذا الاقتراب من الثقافات التي تعج بها لهند.
قبل بدء جائحة الكورونا التقينا في دبي كما نفعل عند كل زيارة متاحة لي واخبرني انه يمارس قيادة الدراجات الهوائية يوميا بعد الفجر وصار محترفا لمهاراتها.. ثم اتبع ذلك بمفاجأة هي الأجمل جميلة بأنه يعكف على كتابة ذكريات الطفولة وانه سيجمعها في كتاب لم يكن قد اختار له اسما.. ثم انقطعت الزيارات بسبب حظر السفر الذي منع الجميع من التحرك.
التقينا في العام 2022 فأهداني كتابه (الفرضة وأشياء آخرى) وأسعدني انها صارت مترجمة الى الإنجليزية بعنوان (The Harbor) كي يتمكن القارئ الاجنبي من ادراك ان الامارات ليست موقعا للثروة المادية فقط وان بها مخزون من الادب والشعر.
تحدث (أبو سلطان) على لسان صديقه احمد عن مشاعره ومشاهداته وانطباعاته صغيرا فيافعا فشابا فدبلوماسيا ناشئا فسفيرا من طراز رفيع. لم استغرق وقتا طويلا في قرأتها اذ ان (أبو سلطان) كتبها بأسلوب بعيد عن التعقيد وبذل فيها جهدا كي تكون سلسلة ومشوقة جاذبة للقارئ.
الاقتراب من (أبو سلطان) يشعر المرء بالدفأ والصدق والكرم التلقائي، وهذه خصال تجعل منه صديقا حقيقيا وانسانا جميلا في مشاعره وتعبيراته.