أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن زيارته إلى الولايات المتحدة تهدف إلى جذب المستثمرين إلى السعودية، وأن «الإسلام عقلاني، الإسلام معتدل وسهل، وهناك من يحاول اختطافه»، مشيراً إلى أن «حل مشاكل المنطقة يجعلها أوروبا جديدة». وأوضح أن مهمته الأساسية في أميركا هي كسب ثقة المستثمرين الأميركيين في بلاده، إلى جانب الحصول على المساعدة التكنولوجية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في بلاده. واعتبر الأمير محمد بن سلمان في لقاء مع محرري صحيفة «واشنطن بوست»، الجمعة قبيل مغادرته العاصمة الأميركية، حيث أمضى 4 أيام، أنه «إذا قمنا بحل مشاكل الشرق الأوسط، ستصبح المنطقة أوروبا جديدة». إلى ذلك، تطرق إلى مسألة اليورانيوم في السعودية، قائلاً: «السعودية تمتلك 5 في المئة من احتياطات اليورانيوم في العالم، وعدم استخدام اليورانيوم الخاص بنا يشبه الاستغناء عن النفط». وفي ما يتعلق باليمن، شدد على أن المملكة لم تأل جهداً لتحسين الوضع الإنساني. أما عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقال إنها خطوة مؤلمة. كما ناقش الأمير محمد بن سلمان جهوده الإصلاحية في الداخل، بما في ذلك منح المرأة العديد من حقوقها كقيادة السيارة وغيرها، مؤكداً أنه عمل جاهداً لإقناع المتحفظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية. وقال: «أعتقد أن الإسلام عقلاني، الإسلام معتدل وسهل، وهناك من يحاول اختطافه». إلى ذلك، أكد عدم صحة التقارير التي تحدثت عن علاقته بجارد كوشنر، صهر الرئيس ترمب، وقال «علاقتي بكوشنر تتم ضمن الاتصالات الرسمية بين حكومتي البلدين». وقال: «لا نستخدم كوشنر للترويج للمملكة في أميركا». وتابع: «علاقتي بكوشنر ضمن السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات. وأتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع نائب الرئيس مايك بنس وآخرين في البيت الأبيض». وكانت تقارير إعلامية زعمت أن كوشنر صهر الرئيس الأميركي «في جيب ولي العهد».
وفي إطار برنامج زياته، اجتمع ولي العهد السعودي في مقر إقامته بواشنطن مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم. وتطرق الاجتماع إلى مبادرات المملكة في تنويع وتطوير اقتصادها، وسعيها إلى مزيد من التقدم والتطوير التقني وفق رؤية 2030. كما التقى سموه عدداً من المسؤولين الأميركيين السابقين تتقدمهم مادلين أولبرايت، وستيف هادلي وجيم جونز، وفريدريك كمب، وفرانسيس تاونسند. وتم التطرق خلال اللقاء إلى الأحاديث الودية وعلاقات الصداقة السعودية الأميركية، وتطورها على مر العقود. كذلك
اجتمع سموه مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وجرى خلال الاجتماع استعراض رؤية المملكة 2030، ومبادراتها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والتي تشمل الإصلاحات في إطار تلك الرؤية بهدف تنويع الاقتصاد السعودي، وتطوير التجارة والاستثمار أكثر في التقنية والموارد البشرية.
كما جرى استعراض العلاقات بين المملكة والصندوق، وفرص تطوير تلك العلاقة. كذلك اجتمع سموه مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين. وجرى خلال اللقاء تأكيد أهمية الشراكة السعودية الأميركية، والدور الذي ستقوم به هذه الشراكة في إطار رؤية المملكة 2030. كما تم استعراض الروابط العريقة بين الولايات المتحدة والمملكة في جانبي التجارة والاستثمار، وعملهما معاً لتطوير التجارة وتبادلات اقتصادية أفضل. وتطرق الاجتماع إلى محاربة الفساد وتمويل الإرهاب، والجهود المبذولة تجاهها.
حضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية، والوفد الرسمي المرافق لسمو ولي العهد. وأقام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مأدبة عشاء تكريماً لسموه.
المصدر: الاتحاد