نظمت جائزة خليفة التربوية يوم الاثنين التاسع عشر من رمضان أمسية رمضانية بعنوان:(نحو مبادرات أفضل لتوظيف تقنيات متطورة في التعليم)، تحدثت فيها قيادات تربوية وأساتذة مختصين في التربية والتعليم والإعلام وشرفني أن كنت متحدثا في تلك الليلة عن تجربتي في التعلم الذكي.
وقد عرض المتحدثون في تلك الأمسية تجارب مؤسساتهم في نظام التعلم الذكي وما يمتاز به هذا النمط من التعليم وآثاره الإيجابية على الطلاب، وأشاروا إلى مايواجهونه من صعوبات قد تكون طبيعية في ظل مشروع جديد شأنه كشأن غيره من المشاريع.
وقد ذكر بعضهم مقارنات بين التعليم التقليدي والتعليم الذكي ومانحتاجه في هذا العصر من مواكبة للثورة التقنية جعلت الطفل يتلاعب بالتقنية بين كلتا يديه.
وكشفوا أيضا عن الخطوات المتقدمة التي وصلت لها بعض المؤسسات التعليمية في التعلم الذكي وكذلك ما وصلت إليه مدارس أبوظبي في جاهزية البنية التحتية وتطورها.
هذا النوع من التعليم يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليه ومناقشة جميع ما يتعلق به، ذلك أنه صار من أنواع التعليم التي تتسابق الدول على تنفيذها وإقرارها في المدارس والجامعات، ولايخفى على القارئ أننا في أشد الحاجة إلى النهوض بالتعليم كحقل تنعكس بتطوره مختلف جوانب الحياة.
وهنا في دولة الإمارات نلحظ أنّ وزارة التربية والتعليم تسير وفق خطوات متقدمة نحو تعميم هذا النمط التعليمي في مختلف المؤسسات التعليمية تماشيا مع خطط الدولة نحو تحقيق مشروع الحكومة الذكية وامتثالاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي والتي ولدت العام الماضي ولادة قوية وتحمل كل عام مفاجأة جديدة وتطبيقًا واسعًا وحماسًا أكبر.
لقد غدا نظام التعلم الذكي غاية الكثير من الدول، إلّا أن تحقيقه بالشكل المناسب والفاعل يحتاج إلى عدة أمور مهمة منها: الإنفاق السخي على البنية التحتية لتكون جاهزة وقابلة للتطوير لعدة سنوات مقبلة، وكذلك الإنفاق في إعداد المعلمين وتدريبهم على مختلف التقنيات والبرمجيات التي تخدم الموقف التعليمي، وأيضا غرس قناعة تامة لدى الوسط التعليمي بأهمية هذا النمط من التعليم.
ويندرج ضمن ذلك استحداث إدارة خاصة في الوزارة تسمى إدارة التعلم الذكي؛ تقع عليها مسؤولية إخراج هذه الخطوة إلى النور بالصورة العلمية الصحيحة والفاعلة، وتكون مسؤولة عن تطويره وتطبيقه على أرض الواقع تطبيقا فاعلا ومثمرا وليس مجرد تطبيق شكلي؛ لاينعكس على الطالب بما يؤهله لأن يكون طالب علم ومعرفة.
ولاشك أن هناك حاجة قبلية وبعدية لإقامة المؤتمرات والندوات التي تناقش مايتعلق بالتعلم الذكي من أفكار ومستجدات وصعوبات؛ حتى تنقل أفضل الممارسات ونتحاشى الأخطاء والسلبيات، ولايكون ذلك إلا باستضافة خبراء في هذا المجال من دول تقدمت في تطبيق التعلم الذكي، ويتفاعل معهم الخبراء المحليون لتتلاقح الأفكار وتتطور الرؤى.
إن الثورة التقنية المعاصرة فرصة لأن تجعل من التعليم متعة وبابًا للمعرفة وتأهيلاً للناشئة؛ ولايكون ذلك ارتجاليًا أو عشوائيًا؛ إنمّا في ظل منهجية علمية ورؤى واضحة تشكل في النهاية نموذجا يقتدى به.
خاص لـــــ (الهتلان بوست)