مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

.. ولكن ظرفاء

آراء

ـ 1 ـ

كثيرة هي مفارقات العمل الصحافي، ولعل أمتعها ما يرتبط بشرائح مختلفة ممن يرسلون كتاباتهم إلى صفحة القراء، وهي إحدى أهم الصفحات لأنها تطرح نبض الناس وتكشف عن كتاب متميزين صار عدد منهم أعلاماً لاحقاً.

ثمة قراء يرسلون ولا يلحون أو يحدثون ضجيجاً، ينتظرون النشر ولا يتذمرون. وآخرون يصنفون ضمن الظرفاء لكونهم حالات خاصة، فمثلاً واظب أحدهم بين عامي 2000 و2010 على إرسال مقالاته بالبريد العادي لكونه لم يدخل حتى زمن الفاكس، ومنها ما يصل بعد أكثر من شهر ويكون تعليقاً على حدثٍ ما، ولجودة كتابته رُشّح لصفحة الرأي، لكن عجزنا في إيجاد طريقة تواصل معه، وأظنه لم يدخل عصر الهاتف أيضاً.

ـ 2 ـ

قارئ ظريف من دولة عربية أرسل بالبريد الإلكتروني مقالاً نشر في صفحة القراء، ثم أتبعه بثان وثالث وهو يشكر. لكنه اعترض في الرابع معتبراً أنه كاتب كبير يستحق موقعاً ثابتاً أسبوعياً. تم الرد عليه بتهذيب بأنه لا يوجد مساحات فارغة. لكنه «طنش» واستمر يرسل، ولم ينسَ أن يرفق رقم حسابه.

ـ 3 ـ

آخر امتعض من النشر في صفحة القراء باعتباره كاتب رأي في صحف أخرى. طلبت منه نماذج سابقة لكتاباته، فكانت المفاجأة أنها كلها في صفحات القراء.

ـ 4 ـ

ظريف يصدّر رسالته بالقول: زاويتي ليوم (…..)، وسواء نشر ما أرسل أم لم ينشر، تصل الرسالة التالية تتصدرها العبارة ذاتها: زاويتي ليوم (…..).

ـ 5 ـ

ظريف غير عادي يرسل ولا ينتظر أكثر من يومين، لتجد مقاله المزعوم منشوراً على المنتديات قائلاً إنه «منع من النشر»، مع احتفالية لأصحابه بجرأته وشتائم بالجملة على الصحيفة «الجبانة».

ـ 6 ـ

أظرف القراء يعنون رسالته بـ «مقال رائع لي». ويزداد ظرفاً في التالية بالقول: «مقال آخر رائع لي»، وليس أمامك إلا أن ترد عليه: «بانتظار مقالات رائعة جديدة لك….».

ـ 7 ـ

لا علاقة لكل من سبق ذكرهم بقراء «الرؤية»، وما ذكر كان من تجارب سابقة في صحف أخرى. ومع ذلك، ممتع أن يكون بعض قرائها ظرفاء.

المصدر: صحيفة الرؤية