حققت قوات النظام السوري، أمس، تقدماً في منطقة شرقي دمشق، حيث سيطرت على طريق رئيسي في جيب صغير لمقاتلي المعارضة مقتربة بذلك من تقسيم الجيب إلى نصفين. فيما توصل النظام السوري إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة في «حي الوعر» بحمص برعاية روسية، يقضي بترحيل المقاتلين وعائلاتهم إلى شمال سوريا، وتحدثت مصادر محلية عن انتشار قوات روسية في منبج بعد أيام من نشر قوات أمريكية في المنطقة، في حين قتل أكثر من 320 ألف شخص خلال 6 سنوات من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا، بينهم أكثر من 96 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري.
وقال المرصد السوري إن الجيش توغل على طول طريق يربط بين أحياء برزة والقابون وتشرين المحاصرة والقريبة من منطقة الغوطة الشرقية على أطراف العاصمة السورية. وتم بالفعل عزل منطقة برزة والقابون وتشرين عن الجيب الرئيسي لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية التي شهدت عنفاً متصاعداً منذ بداية العام الجاري.
من ناحية ثانية، نقلت مصادر محلية عن شهود عيان انهم شاهدوا أعلاماً روسية على مركز عسكري في جب الحمرا غرب منبج بسوريا، ما يشير إلى انتشار قوات روسية في المنطقة، إلى جانب قوات النظام السوري التي تشن عمليات في المنطقة وفي قرى ريف_حلب الشمالي، وفق ما ذكر موقع «العربية نت». ويأتي الانتشار الروسي بعد أن نشرت «واشنطن عشرات المدرعات والدبابات في منبج التي باتت في صلب جبهة دولية ضد «داعش» في الرقة».
في غضون ذلك، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المرصد «تمكن من توثيق مقتل 321358 شخصاً خلال ست سنوات من النزاع السوري». وأوضح أن بين القتلى المدنيين 17 ألفاً و400 طفل، ونحو 11 ألف امرأة. وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 13 ديسمبر/كانون الأول أفادت بمقتل 312 ألف شخص على الأقل بينهم اكثر من تسعين ألف مدني. وأوضح عبد الرحمن أن «معدل القتلى تراجع منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار» في 30 ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو ابرز حلفاء دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وأضاف «لم يتوقف القتل لكن تراجعت وتيرته» منذ بدء تطبيق الهدنة التي تعرضت لخروق عدة. وأحصى المرصد أمس مقتل نحو 114474 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 60901 جندياً سورياً، و1421 عنصراً من حزب الله اللبناني. وفي المقابل، قتل نحو 55 ألفاً من مقاتلي الفصائل المعارضة والمتشددة وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها. كما قتل نحو 56 ألف مقاتل من جبهة فتح الشام وتنظيم «داعش» ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
على صعيد متصل، اعلن النظام السوري، امس، التوصل إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة في حي الوعر بمحافظة (حمص) بوساطة روسية يقضي بخروج مقاتلي المعارضة من الحي. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن محافظ حمص طلال البرازي أن استكمال تنفيذ اتفاقية المصالحة في (حي الوعر) تمت بالتعاون مع مركز التنسيق الروسي عبر تسوية أوضاع المسلحين في الحي، وخروج الرافضين للتسوية على دفعات مع عائلاتهم خلال ستة أو ثمانية أسابيع. وقال المرصد السوري في بيان صحفي إن الاتفاق الموقع عليه، امس، بين القائمين على (حي الوعر) وسلطات النظام ينص على خروج 12 ألف شخص من الحي من بينهم 2500 مقاتل. (وكالات)
المصدر: الخليج