الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤
نحتفي اليوم بمرور 53 عاماً على تأسيس دولتنا الحبيبة، إن هذا اليوم يمثل رمزاً للوحدة والتلاحم والتعاضد، ويذكرنا برؤية الآباء المؤسسين الذين رسخوا قيم التعاون والتسامح وبنوا أسس الدولة الرصينة وحققوا النهضة والازدهار. هذا اليوم يحفزنا للعمل لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في إحراز المزيد من الإنجازات والنجاحات، مستلهمين مبادئ وأهداف الخمسين القادمة. خلال سنوات قليلة، اعتلت دولة الإمارات سلم المجد وقمة الإنجاز في مضمار التنافسية الدولية في مختلف المجالات، الاقتصادية والتعليمية والثقافية والبيئية والتكنولوجية. وأصبحت دولتنا الغالية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة والتعايش السلمي. وقد عززت دولة الإمارات مكانتها الرائدة العالمية، وأثبتت هذه المكانة من خلال استضافتها الناجحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» نهاية عام 2023، وعضويتها المثمرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة 2022-2023. واستمرت دولة الإمارات على نهجها الذي رسخه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في السعي إلى تعزيز العلاقات على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، والبناء على أوجه التشابه والمشاركة في بناء الجسور، وتعزيز التوافق مع الشركاء والأصدقاء. هذا النهج تميزت به دولة الإمارات، وأصبح نبراساً لسياستها الخارجية، حيث تتسم دائماً بالاعتدال والدبلوماسية والحكمة، وتُسخر هذه القيم في إيجاد أرضية…
السبت ١٠ يونيو ٢٠٢٣
رسخ سيدي صاحب السُّموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة التنمية والتطوير، مستلهماً القيم الأصيلة السامية التي أرساها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسار على نهجها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فها هو اليوم يحمل شعلة البناء، واضعاً نصب عينيه رفعة البلاد وشعبها، وتحقيق أماني أبنائها. تعيش دولة الإمارات انبثاق عهدٍ من العملِ الجاد، والرؤيةِ الملهمة، المستندة إلى مبادئ متجذّرة، وطموحٍ يعانق الفضاء، واهتمام ببناء الإنسان باعتباره عماد التنمية ومسيرتها، والنهضة وروحها، والعنصر الأساس في بناء مجتمع خلّاق، مثابر، طموح، ومبتكر. كل هذه القيم والمبادئ يمكن لأبناء الوطن وللمقيمين على أرض الإمارات المباركة تلمُّسَها، فالقيادةُ تسير وفق رؤيةٍ نوعيةٍ ترنو للمستقبل. وما شعار عام الاستدامة «اليومُ للغد» إلاّ نموذج لفكرِ سموِّهِ ولخطّةِ العملِ الوطنية الشاملة، ولفكرِ قيادةِ دولة الاتحاد، فمِنْ نِعم الله جلَّ جلاله على دولتنا أن حظيت بقيادةٍ متفانيةٍ تعملُ للوطن ولمواطنيه، تضع نصبَ أعيُنِها الريادةَ والتميّز في كل المجالات، تقرن القولَ بالعملِ، والإنجازَ بالابتكار. وكما قال صاحب السُّمو، رئيس الدولة، حفظه الله، في خطابه الأول للشعب في يوليو 2022، فإنّ «شعب دولة الإمارات محورُ اهتمامِ الدولة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها، وسيظلّ منهج سعادة المواطن ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل»، وهذا ما…
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٢
شاركت دولة الإمارات في الفترة من 20 - 26 سبتمبر (أيلول) في المناقشة العامة للدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تمثل لنا فرصة مهمة لتسليط الضوء على قيم الدولة الراسخة ونموذجها الرائد ورؤيتها البناءة للتعاون الدولي والأمن والاستقرار والازدهار. لقد أصبح عالمنا اليوم في أمس الحاجة إلى نشر الأمل والتفاؤل والوحدة والسلام والتسامح، والتي تمثل قيم دولة الإمارات منذ عهد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، من أجل غد ومستقبل أجمل تنعم به الأجيال المقبلة. خيارُنا في دولة الإمارات أن يكون شعار هذه المرحلة هو «السلام والتعافي والازدهار» ضمن إطار نظام عالمي منفتح، قائم على قواعد القانون الدولي وشبكة متينة من العلاقات الدولية التي ندشن فيها مسارات جديدة للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي. قبل عدة أشهر نجحت دولة الإمارات في تقديم نموذج متميز من التخطيط والإعداد والتنظيم لـ«إكسبو 2020 دبي» الحدث الأبرز عالمياً، وبمشاركة أكثر من 190 دولة و24 مليون زائر، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» والذي يعكس قناعاتنا الراسخة بأن الابتكار والتقدم هما ثمرة لقاء الأفراد والأفكار بطرق جديدة وملهمة. وفي 15 سبتمبر 2022، جاءت الذكرى الثانية لتوقيع دولة الإمارات على الاتفاق الإبراهيمي للسلام مع دولة إسرائيل، والذي شكل خطوة شجاعة ومهمة، حيث رافقته هذا العام…
الأحد ١٢ ديسمبر ٢٠٢١
في العاشر من ديسمبر قبلَ خمسين عاماً، رُفعَ عَلَم الإمارات العربية المتحدة لأولِ مرةٍ في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وأخذنا أولى خُطانا على الساحةِ الدوليةِ ونحنُ دولةٌ فتيةٌ ما لبِثت أن أتمت أسبوعها الأول. ومنذُ ذلكَ الحين، ومواطنتُنا في العالم والتزامنا النَشط بمسؤوليتِنا تجاه قضايا الإنسانيةِ الكبرى تكتسِبُ احتراماً وإقراراً دولياً. هذه هي دولة الإمارات التي ستبدأ في 1 يناير 2022 ولعامين متتاليين، عُضويتَها في مجلسِ الأمن التابعِ للأُمم المتحِدة. نحن ندرك تماماً حجم التحديات التي يواجِهُها المجلس والمسببات التي تعوق عمله، إلا أن التفاؤل الواقعي الذي جبَلَ عليه الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه، أبناء الإمارات، يجعلُ مِن حتمية التقدم يقيناً لا يشوبُهُ لدينا شك. هذا الإرث الوطني، هو الذي أوصل دولة الإمارات لاستضافة معرض إكسبو لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وجعله الأكبرَ من نوعِه في العالم على الرغم من تداعيات الجائحة، وهو الذي دفع «عيال زايد» لبِناء فريقٍ نهل من مشارب الأرض علماً فأوصلَ العرب إلى المريخ، وهو أيضاً الذي ساهم في سن نهجٍ شُجاعٍ فتح باب السلام للمنطقة بالاتفاق الإِبراهيمي، وشيّد للتسامُحِ عُنواناً هو بيت العائلةِ الإبراهيمية. لقد استبصرت قيادتنا الرشيدة في كُل خطوةٍ من خطواتها المخاطرَ والتحديات، وتجاوزتها بالعمل المُشترك مع الحلفاء والأصدقاء، إلى أن أضحت طموحاتنا إنجازاتٍ…
الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٨
عندما يستحضرُ الإماراتي الثاني من ديسمبر، فإنه في الحقيقة يستدعي حُلُماً عظيماً راود أجداده في وقت كانت حتى الأحلامُ شحيحة فيه. فكيف لرجالٍ من عمق الصحراء، وآخرين قضوا حياتهم في البحر، يعيشون في زمن انهارت حولهم محاولات للوحدة، أن يحلموا بتوحيد إمارات مترامية على شاطئ الخليج؟ لكن الأحلام وحدها لا تكفي، فرغم أنها وقود الحياة، إلا أننا نحتاج أحياناً إلى تقديم تضحيات كثيرة حتى تتحقق؛ فلا شيء أكثر صلابة من حلم يتبعه عَمَل، ولا شيء أجمل من رؤية حُلمٍ يتجسد على أرض الواقع. في هذا العام، نستحضرُ باني الوطن وحُلمه العظيم الذي صار واقعاً جميلاً. فلقد مرّت مئة عام على ولادة الشيخ زايد - رحمه الله -، مئة عام تبدو لمن يدوّن التاريخ أطول من ذلك بكثير. عاش والدي في زمن مليء بالحروب والقلاقل، فمن الحرب العالمية الأولى والثانية، إلى الأزمات الاقتصادية والتحديات الصحية والبيئية التي اجتاحت العالم، فكان من المفترض أن يفقد رجال ذلك الجيل كل أمل في عيش حياة كريمة، ناهيك عن بناء وطن مزدهر. لذلك أتساءل أحياناً: ما الذي دفع الشيخ زايد وإخوانه المؤسسين لدولة الإمارات ليؤمنوا بأنهم قادرون على بناء دولة جديدة؟ أظن لأنهم أدركوا أن بقاءهم مرهون باتّحادهم، ولا خيار آخر لهم سوى الشجاعة والإقدام، أو العيش على هامش الحياة. إن المملكة العربية السعودية ودولة…
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨
هناك أُمَمٌ ممتدة جذورها في التاريخ، وأمم فتيّة تنظر إلى المستقبل بشغف، وتعمل بجهد لكي تشارك في صناعته، أمّا الصين، فإنها تجمع بين النموذجين. ففي الصين القديمة، تم اختراع البوصلة والورق، والآلة الطابعة التي تطورت في الغرب لاحقاً، ومنها أيضاً ظهر البارود، والقوس المستعرض، والكثير من الاختراعات التي غيّرت مسار البشرية. ومن الصين، بزغ شعاع الفلسفة الشرقية، حيث الكونفوشيوسية التي تقول لنا إن الحياة بسيطة جداً، إلا أننا نُصرّ على جعلها معقدة. وحيث الحكمة الخالدة في التراث الإنساني، فلا يمكن لدارس الفلسفة إلا أن يقف عندها طويلاً ليتعلم من التراث الفلسفي الصيني ومدارسه الفكرية، ما يُنير طريقه مثلما أنار طريق الإنسانية لمئات السنين. واليوم، تنطلق الصين نحو المستقبل بقيادة فخامة الرئيس شي جين بينغ، بسرعة الضوء، حيث سيبلغ استثمار الصين في جهود البحث والتطوير من الناتج المحلي الإجمالي، اثنين ونصف بالمئة بحلول العام 2020. فمن الاستثمار في مختبرات البيولوجيا الحيوية، إلى تطوير الذكاء الاصطناعي والكمبيوترات فائقة السرعة، تقطع الصين مراحل كبيرة لدفع عجلة العلوم بطريقة غير مسبوقة، حتى أصبحت مؤسساتها العلمية، أحد أكبر المساهمين في إنتاج وتطوير التقنيات المختلفة. ولهذا، يسعدنا في دولة الإمارات أن نكون شركاء لهذه الأمة العظيمة، وأن نرحب بفخامة الرئيس الصيني والوفد المرافق له في هذه الزيارة التاريخية التي نسعى من خلالها للعمل جميعاً من أجل…
الجمعة ٠١ يونيو ٢٠١٨
ترجمة: هتلان ميديا في ظل الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، من السهل ألا نلتفت إلى النماذج الإيجابية التي تدور حولنا. لقد عملت دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدولة الفتية التي تأسست قبل أقل من 50 عاماً، جاهدة لضمان حصول كل امرأة على فرصة للعب دور رائد في الحياة العامة والسياسية، وحصول كل فتاة على التعليم، وحماية النساء والفتيات من الأفكار الهدامةالتي يروجها المتطرفون. خلال السنوات الأخيرة، تحسنت حقوق المرأة شيئاً فشيئاَ في أماكن أخرى من منطقة الشرق الأوسط، ويستحق هذا الزخم المتنامي في المنطقة أن نشيد به ونعمل على تعزيزه، إضافة إلى العمل على حمايته من القوى التي ما زالت تقاوم التغيير في المنطقة وتسعى إلى سلب حقوق المرأة، فالفشل في ذلك، ستكون عواقبه وخيمة. لا تستفيد دول الشرق الأوسط، حيث 60 بالمئة من السكان دون سن الثلاثين، سوى من جزء بسيط من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الشباب المثقف والمتعلم في هذه الدول، ويمكننا الاستفادة بشكل أكبر من هذه الإمكانات من خلال الاهتمام بالتحديات التي تواجهها المرأة في المنطقة، وذلك من خلال توفير فرص متكافئة للمرأة وتحقيق المساواة في الأجور، فضلاً عن وجود أصوات قوية لمناصرة المرأة في مجتمعاتنا. من خلال الفرص التي توفرها للمرأة، تقدم دولة الإمارات مثالاً يحتذى للمنطقة وترسل رسائل مليئة بالأمل إلى جيل الشباب. وللحد…
الأربعاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٦
نعيش هذه الأيام في أوقات عصيبة فرضتها مجموعة من التحديات غير المسبوقة، حيث عادت سياسة الخوف وأجواؤه لتلقي بظلالها على الساحة العالمية. وقد وفرت الظروف الحالية الفرصة الثمينة للمتطرفين وذوي النزعات الشعوبية والطائفية من كافة الألوان والأطياف لشنِّ حربهم البغيضة التي تكرس الطائفية وتزرع بذور الحقد والكراهية والتعصب. ونتيجة لذلك، ازدادت الانقسامات بين المجتمعات في كافة أرجاء العالم بشكل مضطرد، حيت طفت على السطح ثانية الانشقاقات والتصدعات الاجتماعية بصورة لافتة للنظر. ويبدو هذا جليا في منطقتنا أكثر من غيرها من المناطق حول العالم، مما يستدعي من المجتمع الدولي العمل على وجه السرعة على تعزيز روح التسامح والوحدة لوضع حدّ لموجة الخوف والحقد والكراهية التي تسود المنطقة. وأصبح لزاما علينا جميعا أن نعمل يدًا بيد في هذه الأوقات العصيبة تحديدا، لتعزيز روح التسامح وترسيخها بين الشعوب بغض النظر عن الدين والجنس والتراث والثقافة، وتعزيز قدرة التصدي لنزعات التطرف والحقد والكراهية والانقسام. وعلينا أن نعمل جاهدين لنسمو فوق خلافاتنا والعمل على ترسيخ قيم الرحمة والتسامح والاعتدال في مجتمعاتنا. ومن الجدير بالذكر أن دولة الإمارات تولي قيمَ التسامح والاعتدال اهتماما خاصا، لكونها تمثل الأساس الراسخ لازدهار وتقدم المجتمع الإماراتي، وقد سعت دولة الإمارات منذ بداية تأسيسها إلى بناء مجتمع منفتح ومتسامح مع الآخرين، يفخر بالتنوع الكبير بين المقيمين على أرضه، الذين يتحدرون من…
الأحد ١٤ فبراير ٢٠١٦
إن زيارتي الأولى إلى كوستاريكا هذا الأسبوع تمثل مرحلة مهمة في تاريخ العلاقات بين بلدينا، وخلال هذه الزيارة سيكون لي شرف اللقاء مع الرئيس لويس غليرمو سوليس، وسأكون سعيداً مرة أخرى لعقد مباحثات بناءة مع وزير الشؤون الخارجية مانويل غونزاليس سانز، وذلك عقب اجتماعنا، الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي. إن دولة الإمارات العربية المتحدة ترغب في تطوير علاقتها مع كوستاريكا إلى مستويات جديدة، وأعتقد أن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي المهمة خلال هذه الزيارة، بما في ذلك الخدمات الجوية والمشاورات السياسية سيؤسس لمزيد من العلاقات الوثيقة بين بلدينا. فعلى الساحة الدولية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدر موقف كوستاريكا الإيجابي حول القضايا ذات الاهتمام العالمي، وخاصة في مجال التغير المناخي وحماية البيئة، وقد كانت كوستاريكا واحدة من البلدان الأكثر طموحاً وذات تفكير مستقبلي بشأن قضية التغير المناخي والتنمية المستدامة على الساحة الدولية. وعلاوة على ذلك فإن الاهتمام الكبير من قبل كوستاريكا في مجال حماية المحيطات ومواردها الحيوية هو محل تقدير كبير على مستوى العالم، ولدينا أمثلة رئيسة تدل على تلك النظرة العميقة للحكومة الكوستاريكية ورؤيتها في هذا المجال على سبيل المثال غابات مونتي فيردي الكثيفة وحديقة كويتا الوطنية. وتمتلك الإمارات أيضاً إرثاً كبيراً في مجال المحافظة على البيئة، الذي كان…