إيمان حسين
إيمان حسين
مدونة و باحثة في الإعلام الجديد

أمي والفايسبوك!

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣

عزمت أمي منذ بضعة أشهر الإنضمام الى جمهورية الفايسبوك، وهي محاولة منها لإختراق "عالمي السري" الذي أقضي فيه ساعات طويلة. يجب التنويه هنا أنها لم تتعامل من قبل مع أي جهاز كمبيوتر أو لابتوب في حياتها. فالبنسبة لها، الانضمام الى فايسبوك هو عملية محو أمية تبدأ بتعلّم أساسيلت االكومبيوتر مثل كيفية تشغيله، والتحكّم بالفأرة والتعرّف على لوحة المفاتيح، إلخ... وبالكثير من الصبر والتحمّل استطعتُ أن أعد لها حساباً فايسبوكياً وأعلّمها كيفية الوصول إليه بخطوات بسيطة. ومن هنا بدأت رحلة استكشافها لهذا العالم الغريب كلياً عنها، فكانت أشبه بطفل يتعلم المشي ويتخبط في أرجاء المنزل مخلفاً وراءه  أواني مكسورة وأشياء مبعثرة على الأرض.  فتكتب رسالة الى صديقتها على "بوست" لشخص ثالث لا تعنيه محادثتها ولايعرف تلك الجارة لا من قريب ولا من بعيد، أو تعلق على صورة معتقدة أنها لشخص آخر، والكثير من المواقف المضحكة والمحرجة أحياناً. إلّا أنها، وفي وقت قصير نسبياً، استطاعت أن تكتسب الكثير من الخبرة وتعلّمت الكثير حول الانترنت بشكل عام والفايسبوك  بشكل خاص.  بالنسبة لها، الفايسبوك هو جسر عبور بينها وبين وطنها الأم، فلسطين. جسر خالٍ من الحواجز ونقاط التفتيش وتأشيرات الدخول.  هي الآن تتواصل مع أقربائها في مناطق 48 بشكل يومي، تسألهم عن أفراد في العائلة بعضهم وافته المنية دون علمها. أصبحت رحلتها مع الفايسبوك…

ازمة لغة الضاد والمنطق المضاد

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣

حضرت مؤخراً جلسة في منتدى الاعلام العربي لهذا العام بعنوان "مذبحة الضاد: الاعلام شريكاً"، وددت لو كان العنوان كيوت أكثر، فما أكثر المذابح البشرية في وقتنا هذا وما أقل حيلتنا تجاهها. كما أنني تساءلت هل فعلاً ذبحت اللغة ؟ من نحرها؟ واين؟ ومتى؟ وكيف لم نحرك ساكناً حين ذبحت وسالت دماؤها في كل مكان. ثم تذكرت أن اللغة لا تنزف ولا تتألم.. وأهم من هذا كله، أنها ليست مذبوحة. المذبوح الحقيقي هو الكتاب العربي والرواية العربية، والذي فعلاً ينزف هو قلم الكتّاب العرب. اللغة ما هي الا وسيلة تواصل، دعونا لا نحمّلها أكثر مما تحتمل، فإذا كان التواصل باللهجة العامية كاف وواف فلتكن العامية لغتنا الأم وكتابتنا. قال فاروق شوشة خلال الندوة وهو أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة: "نتكلم عن العامية بازدراء شديد وننسى أنها اللغة التي ربينا عليها وتعلمناها ونستخدمها..كما أنتجت (العامية) شعراء مبدعين مثل الرحابنة في لبنان وصلاح جاهين في مصر وغيرهم الكثير" نعود للضحية الحقيقية وهو الكتاب.."نحن شعب لا يقرأ" سئمنا هذه العبارة على قدر صحتها. هل تسببت اللغة الفصحى في تراجع القراءة أم هل تسببت قلة القراءة بتراجع اللغة؟ كان في مصر منذ فترة قريبة تجارب عديدة في الكتابة العامية، أهمها كتاب تاكسي: حواديت المشاوير لخالد الخميس. حصد هذا الكتاب شهرة ونجاح كبيرين. لم…