الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩
إذا مات ابن آدم انقطع عن الدنيا إلا من ثلاث أحدها علم ينتفع به ، لهذا بالضبط يستمر محمد شحرور وتستعر الحملات المعادية له … فقد توفي الدكتور محمد شحرور وانتقل إلى دار الحساب ، ولم تنقطع الانتقادات والاتهامات التي تطاله بل تزايد التهجم عليه وعلى تجربته بشكل ملفت للنظر بهدف تحطيم إرثه ، وهي على ما يبدو ضريبة كل من يخرج عن التقليد ويفكر ويبدع خارج المتوارث والمعتاد والمستبد ، خاصة إذا تعلقت مواضيعه بأمور تعتبر مقدسة ومنزلة ومطهرة لا تمس ، ككتاب الله ( القرآن ) ، الذي لا نختلف على أنه موحى من الله لرسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ، لكنه (ككل نص مكتوب) هناك قارئ عليه أن يقوم بقراءته والتفكر فيه ، ضمن قواعد (لغة وقراءة) تحكمها ، أيضا هناك تغيّر في الأرضية المعرفية للمدولوات وتطور في علوم اللغة وعلوم القراءات كغيرها من العلوم الإنسانية، وهذا ما يؤثر في تغيّر ما يراه القارئ في هذا النص من محتوى باختلاف التاريخ وتطور الثقافات وارتقاء نظم العقل ، بل إنها تتأثر بتغيير ظروف القارئ ذاتها ، فليس هناك قراءة واحدة ملزمة مقدسة منزلة من الله للكتاب المقدس المحكم التنزيل ، وإلا لما أنزله مكتوباً ، ولا أمرنا بقراءته في كل وقت كفرض عين … فكل القراءات والتفاسير…