مريم راشد
مريم راشد
كاتبة و إعلامية إماراتية

خارجٌ من مارج

الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢

في ظل الثورات التي طالت عدداً من الدول العربية وأسفرت عن نتائج اختلفت في مخرجاتها ومدلولاتها والأهداف التي تقف ورائها فإن ما كان سبباً فيها كلها على الأقل ( ظاهرياً ) هي السياسة الإجتماعية التي كانت تُتّبع في تلك الدول والتي لم تأتِ موافقة تماما ً لرغبة وإرادة الشعب. هذه السياسة التي هي مسئولة عن تلبية متطلبات الأفراد والنظر في حاجاتهم وتقديم الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم والتي يعني تأمينها توفير حياة كريمة مُرضِية، وما غاب عن أذهان بعض الرؤساء الذين أسقط الشعب أنظمتهم أنه من حق الفرد أن يكون طرفاً في عملية وضع هذه السياسة التي كانت سبباً في ازياد نسبة الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية الأخرى في بلدانهم. لكن أن يكون الفرد مساهماً في وضع السياسة الإجتماعية لا يعني أن يكون الأمر عشوائياً فجاً وغوغائياً، ولا أن يتم عبر التخطيط المبطّن والتحزّب والإنضمام إلى جماعات سرية تتآمر على بلدانها وحكوماتها خاصة إن كانت الأخيرة غدت نموذجاً يُضرب به المثل في الإعتناء بالإنسان قبل المكان. نعم إن من كامل حق الفرد أن يساهم في وضع السياسة الإجتماعية حين يكون الهدف تحسين المستوى المعيشي مثلاً عبر طرح أفكار ورؤى واضحة وقابلة للتطبيق فهذا طموح حضاري يمس شأن المجتمع ويدر بالفائدة عليه؛ ولكن لا بد أن يكون ذلك ضمن ضوابط تضعها الحكومات وتعتمدها…

أين تذهب أموالنا

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢

في مجتمعٍ يتميز بالرخاء والرفاهية، وفي بلدٍ يحرص فيه القائمون عليه على ضمان تأمين ما يجعل أبناؤه قادرين على أن ينالوا حياةً كريمة، نجد بعض العلامات والخصائص التي تظهر جليةً في أبنيتها الاجتماعية وفي نمط عيش أفرادها. وأحد هذه المؤشرات التي يمكن أن نعتبرها أحد رموز الترف وضمن معطيات المجتمعات الحضرية المتمدنة، هو الاستهلاك، فما لا يمكن أن ننكره أننا جميعاً غدونا مستهلكين من الدرجة الأولى، وبات منا من يصعب عليه مقاومة النزعة الشرائية إلى حد الهوس والتشيؤ والاقتناء لغير الحاجة في كثير من الأحيان. لست ضد التسوق لكن هناك بعض الظواهر التي أود هنا أن أعرّج عليها سريعاً لما يمكن أن تخلّفه بعضها من آثار، فالشراء  لمجرد الاقتناء أوجَدَ لنا نماذج بشرية يهمها تسول المشاهدة لتراها وهي تستعرض ما لديها، وهذا نجده جلياً في الجامعات وأماكن العمل أو حتى حيثما ولّينا وجوهنا بهدف التفاخر والتباهي بما تملك. ويندرج تحت هذا النوع: التمظهر بالسيارات، الملابس والأزياء والمقتنيات التقنية من موبايل أو أجهزة ذكية وغيرها، وغدونا نشتري كما لو أننا نعد بقاء أموالنا في جيوبنا احتلالاً  غاشماً لها فلا نتردد في انتزاعها وإجلائها منها إلى المتاجر والمطاعم ومنافذ البيع، وإن سألنا أحدهم عن ذلك استشهد بالمثل الصيني الشائع الذي تسبب اختياراً في إفلاس الخلق: "إصرف ما في الجيب يأتيك ما في…