السياسة الأمريكية

آراء

أميركا شيطان أكبر .. أم واحة ديموقراطية؟

السبت ٢٣ أبريل ٢٠١٦

باختصار، أميركا هي كلا الاثنين؛ فلدى الولايات المتحدة وجهان مختلفان كجيكل وهايد، فالسياسة الخارجية الأميركية تركز على أميركا وأمنها ومصالحها، ووضع ذلك فوق أي اعتبار آخر، سواءً حليف أم شريك أم صديق، وبعيداً عن أي مبدأ أو قيم أخلاقية أو إنسانية أو معارض لحقوق الإنسان. التاريخ هو من علّمنا ذلك وبوضوح لا تشوبه شائبة، ولعل تعامل أميركا مع قضايا عدة على مدى تاريخها أثبت ذلك، سواءً في الحرب العالمية الثانية عندما قصفت هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية في جريمة لا مثيل لها على مدار العصور، أم في غزواتها واحتلالها لفيتنام والفظائع التي ارتكبتها هناك، أم لدعمها المطلق للاحتلال في فلسطين، أم حصارها كوبا مدة 50 عاماً، أم تدبيرها انقلاب بينوشيه في شيلي ضد رئيس منتخب ديموقراطياً، وتدبيرها الإطاحة بمصدق في إيران، أم قرينادا، أم احتلال العراق وتدميره وتمزيقه طائفياً ومن ثم المغادرة. لا أنسى حربها على أفغانستان، وتدخلاتها في اليمن وليبيا، ناهيك عن دور استخباراتها في أميركا الجنوبية والوسطى، مروراً بتجسسها على حلفائها في أوروبا وغيرها. تخلل تلك الممارسات الأميركية ذلك التعامل مع الديكتاتوريين من حلفائها الذين ثارت عليهم شعوبهم وموقفها الغريب من ذلك، سواء مع شاه إيران أم جعفر النميري أم ماركوس الفيليبين، إذ تبيعهم في أقرب صفقة يكون فيها هي الرابحة بعد أن تدعمهم ضد شعوبهم. والكل يعرف لاحقاً…

آراء

ماذا تريد أميركا حقاً؟

الخميس ٢١ أبريل ٢٠١٦

أوباما في الرياض، زيارة وداع لسيد البيت الأبيض أم أنها عرض لموقفي الدولتين السعودية والأميركية من أزمات المنطقة العربية؟ ليس من خلاف حقاً ولكن ليس من تطابق تام، فالرياض تعي جيداً مسؤولياتها المتعاظمة لكونها المركز العربي شبه الوحيد في إقليم تعبث فيه أيدي الأصدقاء والخصوم والأعداء. واستناداً إلى هذين الوعي والمسؤولية فللسعودية أن تطلب من حليفها الأميركي المزيد من تقدير مركزيتها والتشاور في أي مبادرة أميركية معلنة أو مستترة تجاه المنطقة. وليست العلاقة بين واشنطن والرياض مجرد ورقة يتبادلها المرشحون للرئاسة الأميركية مثلما يتبادلون أوراق الداخل كالضرائب، فالعلاقة محفورة في التاريخ الحديث للدولتين وفي مصالحهما الثابتة على مرّ العهود، ولا مجال لانقلاب جذري كما يروّج أعداء العرب في أميركا وأعداء أميركا في العالم العربي. ثمة تقصير أميركي في التعامل مع الأزمات العربية، اعتذر أوباما عن بعضه (ليبيا) وربما يعتذر عن بعضه الآخر (سورية). لكن طبيعة الأطراف العربية المتصارعة تشجع أميركا وسائر الدول الكبرى على التقصير، بل على التنصُّل من واجبها تجاه السلام العالمي المتأثّر سلباً بما يحدث في بلادنا أكثر من تأثُّره بأي حدث آخر في العالم، كتمادي الصين سياسياً واقتصادياً ومحاولات اليسار البرازيلي دعم النضال ضد تبعية أميركا الجنوبية لواشنطن، وما بين الصين والبرازيل من تمرُّدات، أبرزها تململ أوروبا وانتفاضة روسيا لاستعادة دور فقدته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. من…