منوعات
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦
تمثل النقود والمسكوكات جانباً مهماً من تاريخ الدول والحضارات، فتاريخ وتطوّر العملات يعكس مراحل تطوّر الدول، وفترات قوتها وضعفها، ومكانتها الاقتصادية بين محيطيها الجغرافي والإقليمي، وغير ذلك من جوانب التاريخ. وبالنسبة لتاريخ المنطقة، وتاريخ دولة الإمارات تحديداً، ترتبط دراسة التطوّر التاريخي للنقود بدراسة النشاط التجاري، نظراً للارتباط الوثيق بينهما، حيث كان النشاط التجاري عاملاً كبيراً في انتقال عملات عديدة إلى الإمارات ليتم تداولها لفترات مختلفة، وفق ما يذكر الباحث الاقتصادي، نجيب عبدالله الشامسي، في كتابه «النقود في الإمارات العربية المتحدة»، لافتا إلى أن «النشاط التجاري الذي مارسه سكان الإمارات في الأسواق المحلية في الفترة التي سبقت الاكتشافات النفطية، يتمثل في منتجات الحرف والمهن، وكانت موانئ الإمارات مراكز تجارية مهمة، فكانت سوق دبا ثم سوق رأس الخيمة من أهم الأسواق التي شهدت روّاجاً تجارياً كبيراً خلال القرن الـ19، بينما شهدت سوق الشارقة نشاطاً تجارياً في فترة الأربعينات، ثم تحوّل النشاط التجاري تدريجياً منذ 1902 إلى سوق دبي، التي شهدت روّاجاً كبيراً، وفي أوائل سنة 1904 وضعت شركة الهند الشرقية للملاحة التجارية دبي بين الموانئ المنتظمة لخطوط بواخرها». شهدت الإمارات خلال فترات زمنية مختلفة، كما هي الحال في بقية دول الخليج، تداول المسكوكات الإغريقية والرومانية والبيزنطية والساسانية والقاديانية، حيث تم العثور على درهمين إغريقيين خاصين بالإمارات يحملان صورة الإسكندر الأكبر كانا متداولين…