حنان الحروب

آراء

الحروب في وطن السلام والمبادرات

الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦

كان - بلا شك - حدثاً استثنائياً بحضور استثنائي ومشاركة استثنائية في وطن تعودنا أن كل ما يقدمه متميز واستثنائي. كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مقدمة الحضور، في احتفال مهيب، واحتفاء كبير بالمعلم ورسالته السامية، أما المحتفى بها، فكانت الأستاذة حنان الحروب، فهي تلك المبدعة الفلسطينية القادمة من مخيم للاجئين الفلسطينيين، نشأت فيه بالقرب من مدينة بيت لحم. وفي بيئة بالغة الصعوبة، حافلة بالمعوقات. استطاعت حنان الحروب أن تحول حياتها إلى قصة ملهمة، فيها مزيج من الكفاح والتحدي وانتهت إلى الإنجاز والإبداع، فقد طورت نظاماً تعليمياً عن طريق اللعب لمساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة للاحتلال. لا يخفى على أحد مدى خطورة الأوضاع الإنسانية التي يمر بها إخواننا الفلسطينيون، والظروف البائسة التي تلف مختلف جوانب حياتهم، في هذه الظروف كان نجاح حنان في تطوير نظام تعليمي تم تعميمه وتطبيقه في مختلف المدارس الحكومية بعد ذلك. هكذا كان استحقاقها للتكريم، وكانت أقوى المرشحين للحصول على الجائزة العالمية للمعلمين، والتي تبلغ قيمتها مليون دولار أميركي، لتحصل على الجائزة، من بين 8000 معلم ومعلمة من 148 دولة. وأوصت لجنة التقييم في تقريرها بمنحها الجائزة لتعلن حنان بعد حصولها عليها أنها ستنفق قيمتها على دعم الطلبة، هكذا يظل المعلم وتظل رسالته سعادته الأولى والباقية. تكمن أهمية الحدث…

آراء

معلمة من قلب فلسطين التي نكاد ننساها

الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦

كم بدت حنان الحروب صادقة وكم شعرنا بأنفسنا نشاركها الفرح. أعني المعلمة الفلسطينية التي طافت صورتها تقف على المسرح رافعة قبضتيها وضاحكة بسعادة حقيقية مستحقة، بعد فوزها بجائزة أفضل معلمة في العالم. هذه السيدة التي نشأت في مخيم الدهيشة للاجئين، قررت أن لا تسلم أبناءها وطلابها لمسار الإحباط والكآبة الذي من الصعب على الفلسطينيين أن ينجوا منه في ظل أوضاعهم البائسة. عاندت حنان الحروب القدر، واختارت المواجهة بعد حادثة تعرض زوجها لإطلاق نار إسرائيلي وصدمة أبنائها برؤية والدهم يسقط أمامهم جريحًا. أبت حنان أن تنساق خلف الإحباط والعنف، فقررت أن تمنح أبناءها وطلابًا آخرين الأمل والفرح من خلال التعليم عبر اللعب. فعلت ذلك لسنوات، ونجحت في تخفيف جنوح أولادها وأطفال آخرين نحو العنف، وكرست نفسها أمًا ومعلمة تفيض حيوية وطاقة إيجابية. حكاية هذه المعلمة الفلسطينية باتت مصدر إلهام فلسطيني وعربي وعالمي وأفردت لها الصحافة العالمية الكثير من المساحات في التغطية. وهي بهذا المعنى قصة نموذجية لجهة تقديمها مثالاً عن بعد إيجابي لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل شحن مفهوم المقاومة بهذا الكمّ من المضامين السلبية خصوصًا ظاهرة الطعن التي سادت في الأشهر الأخيرة. نعم، ننتصر على الاحتلال بأن نبتسم ونحن نتلقى ضرباته، وننتصر عليه بمزيد من المعرفة وبوسائل تلقي هذه المعرفة وبنشرها ورفض الانسياق نحو العنف. هذا ليس رصفًا لكلام ولا…