أفضل معلمة في العالم

آراء

معلمة من قلب فلسطين التي نكاد ننساها

الإثنين ٢١ مارس ٢٠١٦

كم بدت حنان الحروب صادقة وكم شعرنا بأنفسنا نشاركها الفرح. أعني المعلمة الفلسطينية التي طافت صورتها تقف على المسرح رافعة قبضتيها وضاحكة بسعادة حقيقية مستحقة، بعد فوزها بجائزة أفضل معلمة في العالم. هذه السيدة التي نشأت في مخيم الدهيشة للاجئين، قررت أن لا تسلم أبناءها وطلابها لمسار الإحباط والكآبة الذي من الصعب على الفلسطينيين أن ينجوا منه في ظل أوضاعهم البائسة. عاندت حنان الحروب القدر، واختارت المواجهة بعد حادثة تعرض زوجها لإطلاق نار إسرائيلي وصدمة أبنائها برؤية والدهم يسقط أمامهم جريحًا. أبت حنان أن تنساق خلف الإحباط والعنف، فقررت أن تمنح أبناءها وطلابًا آخرين الأمل والفرح من خلال التعليم عبر اللعب. فعلت ذلك لسنوات، ونجحت في تخفيف جنوح أولادها وأطفال آخرين نحو العنف، وكرست نفسها أمًا ومعلمة تفيض حيوية وطاقة إيجابية. حكاية هذه المعلمة الفلسطينية باتت مصدر إلهام فلسطيني وعربي وعالمي وأفردت لها الصحافة العالمية الكثير من المساحات في التغطية. وهي بهذا المعنى قصة نموذجية لجهة تقديمها مثالاً عن بعد إيجابي لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل شحن مفهوم المقاومة بهذا الكمّ من المضامين السلبية خصوصًا ظاهرة الطعن التي سادت في الأشهر الأخيرة. نعم، ننتصر على الاحتلال بأن نبتسم ونحن نتلقى ضرباته، وننتصر عليه بمزيد من المعرفة وبوسائل تلقي هذه المعرفة وبنشرها ورفض الانسياق نحو العنف. هذا ليس رصفًا لكلام ولا…