مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
لطالما وجد الإنسان في أدوات ومجالات الذكاء الاصطناعي ما يطمئنه أن المستقبل سيكون أكثر راحة وسهولة في مختلف مجالات الحياة، عكس ما حاولت الكثير من الأدبيات وأفلام السينما والدراسات الاقتصادية إيصاله للناس من أن المستقبل سيكون مخيفاً جداً، بسبب تزايد الحروب والأوبئة ونقص الموارد، وأن لا شيء يبشر بخلاف ذلك! فماذا علينا أن نصدق؟ وإلى من علينا أن نركن؟
تشير كل الدراسات والحقائق التي نعايشها إلى أنه من بين الكثير من المجالات التي تشغل بال الإنسانية فإن الصحة والتعليم ومستقبل الشباب والأسرة والاقتصاد، تعتبر مجالات تشكل هاجساً دائماً للكثيرين، وبالتأكيد فإن التعليم هو المجال الأكثر قلقاً، إلا أنه كذلك الأقرب اتساقاً واستفادة من أدوات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، فبه يمكن للمدرسين تقديم تجارب تعليمية ذات إمكانيات غير محدودة.
وبالتأكيد يمكن للنماذج التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي تقييم قدرة الطلاب على التعلم، ومن ثم اقتراح المواد والتخصصات المناسبة لهم، وبلا شك فإنه يمكن للروبوتات مساعدة المعلمين في إنجاز العديد من المهام، واستغلال وقتهم بشكل أكثر كفاءة ما يخفف من الضغوط عليهم، لكن ماذا عن لجوء الطلاب إلى برامج الذكاء الاصطناعي التي تنجز الوظائف المدرسية، وتقوم بعمل الأبحاث والدراسات في لمح البصر؟
في مجال الخدمات والرعاية الصحية يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة هائلة، فباستخدام الأنظمة الذكية يمكن للمهنيين والأطباء تحليل البيانات ووضع خطط علاج أفضل للمرضى، كما يمكنهم قراءة وتحليل الصور الطبية، وتشخيص الأمراض والإصابات مبكراً، والتنبؤ باحتمالية الإصابات الخطيرة، واكتشاف الحالات المرضية الشاذة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد روبوتات الدردشة المرضى في إدارة احتياجات الرعاية الصحية الخاصة بهم.
أما في مجال الصحافة والفن والإعلام فاستخدام الذكاء الصناعي يمكن أن يتحول إلى تهديد مخيف لدور العنصر البشري إن لم يكن التخلي عنه، حيث إن ما يمكن أن تقوم به البرمجيات يؤكد على ذلك، وعلى أن إيلون ماسك لم يكن يمزح حين قال إنه قريباً سيتوجب على الحكومات تخصيص رواتب للمعيشة دون عمل، إذ عملياً ستختفي معظم المهن.
المصدر: البيان