وطن المواقف التاريخية

آراء

إنها إمارات الأفعال قبل الأقوال، إمارات صنع اللحظة التاريخية، لا تكترث بما يقوله المزايدون ولا المتاجرون بالقضية المركزية للعرب، القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وبينما كان رعاع التهافت والتفاهات مشغولين على فضائيات سوق المزايدات باسم القضية، يهمزون ويغمزون، كانت بلد «زايد الخير» تعمل بصمت ونكران ذات على حشد التأييد العربي والدولي ضمن جهد كبير وتنسيق واسع تمخض عن تصويت 142 دولة لصالح القرار التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، والذي يدعم العضوية الكاملة لدولة فلسطين، ويعزز حقوقها وامتيازاتها في جميع هيئات المنظمة الدولية، ويُعد في الوقت ذاته نقطة تحول في القضية الفلسطينية، ومهماً للغاية بالنسبة لمستقبل الشعب الفلسطيني بأكمله، باعتباره يصب في مسار حل الدولتين الذي تدعمه الدول العربية وأساس مبادرتها للسلام. وهو القرار الذي كانت قد تقدمت به الإمارات باسم المجموعة العربية، بصفتها رئيسة المجموعة لشهر مايو.

غداة القرار التاريخي، كانت الإمارات تسجل موقفاً تاريخياً آخر في صلب القضية الفلسطينية، وفارس الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، يستنكر ويدين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن دعوة دولة الإمارات للمشاركة في إدارة مدنية لقطاع غزة القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقال سموه، في بيانه «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله اتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض دولة الإمارات الانجرار خلف أي مخطط يرمي إلى توفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة».

وأكد سموه أنه عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية، فإن دولة الإمارات ستكون على أتم الاستعداد لتقديم أشكال الدعم كافة لتلك الحكومة.

مواقف مبدئية تاريخية ثابتة عصية على إدراك المتحزبين وذوي الولاءات والانتماءات المتلونة في «بازارات» وبورصات المنابر والمنصات السياسية.

وفي الوقت ذاته، تواصل قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإماراتية تنفيذ عملية «طيور الخير» ليصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق العملية ضمن عمليات «الفارس الشهم 3» إلى 3344 طناً من المساعدات.. وليتجاوز ما أرسلته دولة الإمارات إلى شمال قطاع غزة براً وجواً 3714 طناً من المساعدات.

إنها «بلد زايد الخير»، إمارات العز والأفعال تسمع بمواقفها من كان به صمم.

المصدر: الاتحاد