
أكد إعلاميون ومؤثرون ومدونون أن قمة التواصل الاجتماعي وفرت مناخاً إيجاباً للشباب للتعبير عن آرائهم بحرية وعززت استخدامهم لتلك الوسائل بشكل أكثر فعالية، مشيرين إلى أن مثل هذه الملتقيات توفر فرصة لتوظيف التواصل الإيجابي وتعريف أفراد المجتمع بمدى أهمية المؤثرين في قنوات التواصل الاجتماعي، من خلال توفير منصات لهم يستعرضون أبرز التجارب والممارسات الناجحة والمشاريع والأفكار والمواهب في مجال التواصل الاجتماعي.
بداية قال محمد يوسف رئيس جمعية الصحافيين، إن وسائل التواصل الاجتماعي قربت المسافات وجمعت بين الناس عبر دوائر اجتماعية وزادت من الترابط الاجتماعي وجعلت الأصدقاء يتواصلون في أي لحظة وأصبحت هذه الوسائل أداة لإيصال المعلومات والأخبار الخاصة والشخصية بين فئات المجتمع، وهذه الإيجابيات لتلك الوسائل جعلت الحصول على المعلومة والوصول إليها سهلاً.
وأضاف بالمقابل أن لوسائل التواصل الاجتماعي سلبيات إذا تم استخدامها بشكل مسيء في غير الغرض الذي وجدت من أجله، فمثلاً تم استغلال هذه الوسائل من قبل أطراف كثيرة من أصحاب الفكر المتطرف سواء في الجانب الأخلاقي أو الديني أو الاجتماعي، حيث استغل أصحاب المذاهب والطوائف وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة أجنداتهم وتناقل الأخبار الكثير من أفراد المجتمع عبر هذه الوسائل لكن من دون التدقيق في محتواها فمن رسائل مدسوسة ونجح مروجوها في نشر هذه الأكاذيب والافتراءات، وهناك جهات استخدمت أسماء أو وسائل إعلامية معروفة ونشرت على لسانها أخباراً كاذبة والبعض عندما يقرأون هذه الرسائل يعيدون نشرها دونما معرفة مصداقيتها.
مسؤولية
وشدد محمد يوسف على دور الجهات المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني في تنظيم الحملات التوعوية وإقامة دورات في هذا الشأن لفئة الشباب وطلاب المدارس حول كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها في الاستخدام الإيجابي وتحذيرهم من الوقوع في الأخطاء ونقل الأخبار غير الصحيحة والترويج لها عن غير قصد، وهذه التوعية تنطلق من الأسرة والمدرسة. وأشار إلى أن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب فرصة لتوظيف التواصل الإيجابي باستخدام هذه الوسائل، وتوفير منصات لاستعراض أبرز التجارب والممارسات والتجارب الناجحة في مجال التواصل الاجتماعي.
فوائد
من جانبه قال الدكتور خالد الخاجة مدير جامعة عجمان بالإنابة، إن وسائل التواصل الاجتماعي أوجدت الإعلامي الفرد وشجعت الشباب على الكتابة ونقل الأفكار وتداولها، فأصبح كل شخص بإمكانه الكتابة والتعبير بحرية ومن دون قيود، ولكن ما يكتب وله فوائد قليل قراءته، بينما يركز الناس على قراءة التعليقات السلبية، وهذه إشكالية لا تعكس هدف وجود هذه الوسائل والذي يتمثل في التسهيلات على أفراد المجتمع في التواصل وتحقيق فوائد في شتى المجالات، ولو أن الشباب يستخدمون هذه الوسائل في سياق الغرض الذي أنشئت من أجله لزاد انتشارها بشكل أكبر.
ويضيف الدكتور الخاجة فيقول إن التفاعل الإيجابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبدأ من الأسرة والمدرسة من خلال توعية الأبناء والطلبة على أهمية استخدامها بشكل إيجابي وهذا بدوره يعزز هذا الجانب.
ويشير إلى أن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي تصب في هذا الهدف لتوظيف التواصل الإيجابي بين مستخدمي هذه الوسائل واستعراض تجارب ناجحة أمام الجمهور الأمر الذي ينمي ثقافة أفراد المجتمع بأهميتها.
اهتمام
وأكد مدير المكتب التنظيمي للقيادة العامة في شرطة دبي العقيد الدكتور أحمد زعل بن كريشان المهيري، أن القيادة أولت جل اهتمامها في التواصل والتفاعل مع متعامليها ومتابعيها عبر حساباتها على قنوات التواصل الاجتماعي، التي تدار من قبل موظفين أكفاء على قدر عالٍ من الحرفية يتبعون لتخصصات متنوعة فنية، سياسية، أمنية يعملون على مدار الساعة في سبيل التواصل الفعال وخدمة المتعاملين من خلال الرد على استفساراتهم والأخذ بمقترحاتهم ومتابعة الشكاوى المقدمة منهم والتعامل مع المعلومات الأمنية الواردة.
وقال إن معدل الرد على الاستفسارات الواردة عبر حسابات القيادة العامة لشرطة دبي على مواقع التواصل الاجتماعي يبلغ 83% خلال الساعة الأولى من ورود الاستفسار، وهذا يدل على مدى التزامنا بخدمة الجمهور.
وأوضح أن القيادة العامة لشرطة دبي انتهجت أسلوب السرعة والشفافية في نشر الأخبار، والرد على الاستفسارات واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال البلاغات والمعلومات المهمة، والتنويع في مضمون المشاركات المنشورة كالأخبار والفعاليات الخاصة بالشرطة والحملات التوعوية والتسويقية، ونشر التنبيهات العاجلة بشأن الحوادث المرورية وحالة الطرق بشكل مستمر.
وأكد أنه يتم تعريف المتعامل والمتابع لحسابات شرطة دبي على مواقع التواصل الاجتماعي بالبيانات المهمة لأماكن تقديم الخدمة كأرقام التواصل لنقاط تقديم الخدمة، المواقع الجغرافية والخدمات المقدمة في كل نقطة، وكذلك يتم التسويق للخدمات الذكية المقدمة عبر تطبيقات شرطة دبي على الهواتف الذكية بحيث يتم شرح كل خدمة بشكل تفصيلي مع الخطوات اللازمة لاستخدامها.
ولفت إلى أنه يتم توجيه المتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الموقع الرسمي للقيادة العامة لشرطة دبي على شبكة الإنترنت، وكذلك يتم توجيه بعض المستخدمين إلى التواصل مع مركز الاتصال الموحد بشرطة دبي عبر الاتصال بالرقم المجاني 901 خاصة لتلقي الدعم الفني حول المشاكل المتعلقة بالخدمات المقدمة عبر التطبيقات الذكية أو على الموقع الرسمي للشرطة.
فوائد ملموسة
وذكر أن هناك فوائد ملموسة جنتها القيادة العامة لشرطة دبي من خلال التسويق ودعم الخدمات الذكية المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منها سهولة وصول المتابع إلى الخدمة المقدمة، وزيادة الإقبال على خدمات شرطة دبي، وتلبية احتياجات الوحدات التنظيمية لديها والتسويق لخدماتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى كسب ثقة المتعاملين ومتابعي حسابات شرطة دبي على مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي والعالم بخدماتها وتطبيقاتها الذكية، وتقليل عدد الاستفسارات الواردة من المتابعين وتعزيز ثقافتهم خصوصاً من هم خارج الدولة بتلك الخدمات، وتحقيق أعلى نسب السعادة لمتابعي حسابات شرطة دبي.
ولضمان الارتقاء في تقديم الخدمات تحرص القيادة العامة لشرطة دبي على استقبال ملاحظات واقتراحات المتابعين، حيث تم رصد 16 اقتراحاً و17 ملاحظة و30 رسالة شكر، يتم الاستفادة منها كمدخلات في عمليات التحسين المستمر للخدمات المقدمة من قبل شرطة دبي.
أدوار تثقيفية
ومن جهته أكد أيوب حبيب مدير إدارة الاتصال الحكومي في وزارة التربية والتعليم، أن وسائل التواصل الاجتماعي، أضحت من الوسائل المهمة في الساحة الإعلامية، نظراً لأنها تلعب أدواراً تثقيفية وتعريفية عبر نشر المعلومة بسرعة فائقة، والقدرة على الوصول إلى الفئات المستهدفة، وفي الوقت ذاته ضمان التفاعل المباشر مع الجمهور عبر لغة خطاب منتقاة بعناية، ومدروسة، تراعي طبيعة الجمهور والفئة العمرية المستهدفة.
وقال إن بروز وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الكيفية والتنوع وفي زمن قياسي سواء عبر «تويتر أو فيسبوك أو الانستغرام»، وغيرها الكثير من الوسائل الأخرى، أوجد حراكاً فاعلاً قادراً على إيصال الرسائل التنويرية والتربوية والتعليمية الهادفة، إذا استثنينا تلك الحالات التي يكون فيها سوء استخدام أو استغلال من قبل البعض لوسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح حبيب أن إدارة الاتصال الحكومي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي مساراً لتوعية وتثقيف المجتمع المدرسي، وإبقائه على اطلاع دائم بأخبار الوزارة، وكل ما يتصل في الشأن التعليمي، ويمس القضايا التربوية البناءة. وذكر أنه خلال فترة زمنية وجيزة استطاعت الإدارة الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين بنحو 178 ألف متابع على «تويتر» و93 ألفاً على «الانستغرام» و377 ألفاً على الفيسبوك، لافتاً إلى أن هذه الوسائل شكلت منبراً حياً يتفاعل معه مختلف أطياف المجتمع عبر إبداء آرائهم ومقترحاتهم أو حتى ملاحظاتهم وشكواهم، وهذا بدوره سهل كثيراً من عمل وزارة التربية من الناحية الإعلامية، وأوجد حبل وصل، ولغة خطاب مثلى تراعي مختلف الفئات مع جمهورها.
منصة
وخلص إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت منصة لوزارة التربية والتعليم، لإطلاق البرامج والمبادرات النوعية، وساهمت في التعريف بأنشطة إدارات الوزارة كافة، ووثقت لحالة من الاحترام والثقة المتبادلة بين قطاعات الوزارة المختلفة وجمهور المتابعين من طلبة وأولياء أمور ومعلمين وغيرهم، وهو ما حقق نجاحاً متنامياً على هذا الصعيد بما يسهم في المحصلة النهائية في تحقيق خطط وزارة التربية والتعليم التطويرية.
منصات
وقالت موزة السويدي رئيس المشاركة المجتمعية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، تركز الهيئة على تنويع منصات مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها أداة تفاعلية بإمكانها تحفيز المشاركة المجتمعية لمختلف أطياف المجتمع في دبي بالمبادرات التعليمية، فضلاً عن استخدام القنوات المؤسسية للتواصل الاجتماعي ومن بينها شبكة «يامر» والتي تعزز بدورها من عمليات التواصل اليومي بين الهيئة والمجتمع التعليمي بدبي، والتي تعد في الوقت ذاته منصة تفاعلية لتشارك الأفكار المبتكرة وثيقة الصلة بمختلف جوانب التعليم والتعلم في المؤسسات التعليمية.
وأضافت: نحن حريصون على التفاعل مع مجتمعنا من خلال تنويع أدواتنا عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل تحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس يجعلنا ومجتمعنا أكثر سعادة وأكثر إيجابية.
وأشارت إلى أن الهيئة تعمل باستمرار على تحفيز الاستخدام الأمثل لهذه القنوات، ما ساهم بدوره في رفع معدلات التفاعل المجتمعي بين أسرة الهيئة من جهة وبين المجتمع التعليمي بنطاقه الأوسع من جهة.
حضور
وقال المدون حسن المرزوقي إن منصات التواصل الاجتماعي باتت تشغل حيزاً مهماً من عالم الإعلام، وفرضت حضورها القوي في العديد من الأحداث والفعاليات، بل حتى إنها تعدّت مرحلة التغطيات الإعلامية ونقل يوميات أصحاب الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي إلى مرحلة صنع الأحداث وتوجيه الرأي العام.
وأضاف: ثمة حضور قوي ومميز لمنصات التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص، ويعود هذا الاهتمام إلى توفر البنية التحتية القوية التي أتاحت للجميع استخدام الهواتف الذكية وتحميل التطبيقات الخاصة بالتواصل الاجتماعية مثل «سناب شات وتويتر وفيسبوك» وغيرها.
تفاعل
واعتبر خالد بن ضحي المدير التنفيذي لشركة المجال للإعلام، أن مواقع التواصل الحديثة أصبحت الأداة الأكثر تفاعلاً والأشد تأثيراً في الحياة العامة وحياة الأفراد، ومحور الانطلاق للمبادرات بعد أن اختصرت المسافات واختزلت الوقت والجهد والتكلفة، مشيراً إلى أنها أمست كذلك منصة رئيسية لخدمة المجتمع في جميع المجالات تقريباً وفي مقدمتها التعليم، حيث باتت المؤسسات التعليمية الكبرى في العالم تعتمد على صفحات التواصل الاجتماعي في إرشاد الطلاب والتنمية المهنية. وأضاف أن أحدث الإحصائيات تظهر أن 60% من الطلاب الآن يتلقون تعليمهم عبر الإنترنت، ويستخدمون خدمات الشبكات الاجتماعية. وقال: ما ينطبق على التعليم بات ينطبق على أغلب مجالات الحياة، فصحياً باتت شبكات التواصل الاجتماعي فاعلة لنشر الوعي والتثقيف الصحي وتعزيز استراتيجية الوقاية من الأمراض.
تنويع
وقالت هند أحمد شاكر رئيس قسم الاتصال الإعلامي في مواصلات الإمارات، إن المؤسسة سخرت أدوات الاتصال والتواصل وحرصت على تنويعها لتصل إلى جميع المستهدفين في الوقت المناسب، نظراً لطبيعة اختصاصاتها ومهامها واختلاف فئات شركائها ومتعامليها والمستفيدين من خدماتها، مبينة أن أكبر شرائح المستفيدين من خدمات المؤسسة هم طلبة المدارس.
وذكرت أن حسابات التواصل الاجتماعي في تجدد وتحديث دائم، لذلك فإن المؤسسة تحرص على تأهيل المختصين في إدارة حسابات المؤسسة بشكل دائم، وذلك من خلال إخضاعهم لبرامج تدريبية وإشراكهم في المؤتمرات والمعارض.
ثقة
أدى التفاعل المستمر مع المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى زيادة ثقة المتعامل مع شرطة دبي، حيث وصل عدد متابعي حسابات القيادة العامة لشرطة دبي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مليون و690 ألفاً و515 متابعاً، بمعدل زيادة شهرية بعدد 70 ألفاً و230 متابعاً جديداً بنهاية شهر يونيو من عام 2016، بارتفاع ملحوظ بنسبة 31% عن معدل الارتفاع خلال عام 2015 الذي يساوي 53 ألفاً و400 متابع.
المصدر: البيان