كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
التصوير الضوئي أكثر من كونه مجرد صور، فهو فن مميز يستطيع المرء عبره تقديم لوحات إبداعية. وما يدعو للتفاؤل في هذا الفن توجه عدد كبير من جيل الشباب إليه، فمن خلال زاوية “أصدقاء الضوء” في صفحة “نقاشات” في “الوطن” نرى تجارب مبشرة قد تحتاج صقلا وتنمية معارف وتدريب، لنجد أنفسنا في النهاية أمام جيل متمرس قادر على التحليق في فضاءات هذا الفن، وما يقدمه المتميز أحمد ماطر مثال حقيقي للجد وامتلاك الرؤية، والسعي لصناعة عالم خاص يرتكز على العدسة، ويغوص في أعماق الأفكار محققا عنصري الجمال والإدهاش.
أتذكر أنه أواخر التسعينات من القرن العشرين أقمنا دورة للتصوير الضوئي في قرية المفتاحة في أبها، تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون، بترحيب من مديرها الشاعر أحمد عسيري، حاضرتُ فيها مع الصديقين الدكتور محمود الهوبي، والصحفي حسن سلطان المازني، وهي في حقيقتها كانت جلسات حوارية، يتحدث فيها أحدنا عن فنون التصوير وتقنياته وأساليبه ومجالاته، ثم يبدأ النقاش والاستفسارات مع التطبيق العملي على الكاميرا، لكن من غير تصوير فالكاميرات الرقمية لم تصلنا بعد، وكي نطبق عمليا ونطبع اللقطات يلزمنا أن نذهب إلى أي أستوديو للتحميض والإظهار والطباعة. إلى ذلك، ولأننا كمجموعة لم نكن من مؤيدي التصوير الآلي، فقد جرى الحديث كله عن الكاميرات اليدوية واستخدام تقنياتها وكيفية توظيف “الفلاتر” للحصول على لقطات مختلفة، وكذلك طرق التصوير الليلي والعدسة المفتوحة والتصوير الصحفي والتوثيقي وتصوير الطبيعة و”البورتريه” والنسب الجمالية والتصوير التجريدي وتصوير المشاعر… وكيفية التصوير من أوضاع الحركة والثبات واستخدام شريط الكبس قبل عصر “الريموت كونترول”.
ما يميز تلك الدورة أمور عدة، منها الحميمية والألفة والمودة بين المجموعة التي كانت تلتقي للحديث عن التصوير الذي يعشقونه، ومعظمهم يعملون في الصحافة، ومنهم بالإضافة لكل من ذكرتُ في هذا المقال من الأصدقاء عدد من الصحفيين مثل أحمد شامي ومحمد سلامة وطراد الأسمري، والدكتور أكرم رشيد.. وغيرهم.. ولعل أهم مزاياها أنها أنتجت بعد الدورة جماعة المفتاحة للتصوير الضوئي، التي واصلت المسار وأقام أعضاؤها عددا من المعارض الداخلية والخارجية.
لكن الميزة الأكثر أهمية، هو ما ظهر لاحقا من الاهتمام الكبير لبعض أصدقاء جلسات التصوير بتطوير قدراتهم وأدواتهم، حتى صارت أسماؤهم يشار إليها.. وحاليا وبعد عقد ونصف على تلك الدورة، أحسب أن “أصدقاء الضوء” سوف يتزايدون، وكل ما عليهم هو إتقان خفايا الصورة، ومن ثم الإبحار نحو آفاق الجمال.
المصدر: الوطن اون لاين