بين أن تعمل وأن تبدع، فارق كبير، فالعمل هو أن تقوم بالتزاماتك تجاه وظيفتك على أكمل وجه، ولكن الإبداع، هو أن يتملكك الشغف تجاه عملك لتقدمه بطريقة مميزة غير مألوفة، فتكون النتيجة تفرداً في الأفكار وتميزاً في التنفيذ.
ولا ينطلق الإبداع إلا من بيئة عمل إيجابية، تدعم الموظف وتساعده على مواجهة التحديات، يسود فيها التفاؤل، لينعكس ذلك على فريق العمل بكامله، ويتم فيها الالتفات لإنجازات الموظفين، ما يحفزهم على تقديم الأفضل والأكثر تميزاً.
«البيان» تواصلت مع الدكتور سيف أحمد درويش اختصاصي طب المجتمع والصحة العامة، ليؤكد أن بيئة العمل الإيجابية تولّد الإبداع، وأن إمكانات الموظف تتضاعف بوجود قائد وليس مدير، لافتاً إلى أن الأجواء الإيجابية تزيد جودة العمل والإنجاز.
مثل حي
وأشار الدكتور سيف، إلى أن بيئة العمل الإيجابية تعتمد على القيادة بشكل مباشر، وقال: هناك فرق كبير بين المدير والقائد، فالمدير هو من يضع القوانين والأنظمة، ويتابع سير عملها، أما القائد، فهو المثل الحي لشخصية قيادية بناءة نقتدي بها، ويمتاز القائد بأسلوب خاص في التعامل، يستطيع من خلاله الحصول على أفضل ما لدى الموظفين من إمكانات، فيتحول عملهم من مجرد وظيفة إلى إبداع، ويكبر الدافع في دواخلهم، فيتحول هم العمل إلى هم الإبداع، وهذا هو النجاح بعينه.
وأشار الدكتور سيف، إلى أن الإبداع همّ يراود كل قائد حقيقي، تفوق تطلعاته مهام أداء العمل الروتينية. وقال: العملية تبدأ من رأس الهرم دائماً، فلو وجد الموظف أمامه قائداً لا يقبل إلا بالأفضل، سيشعر بالتحفيز تلقائياً، ليصبح شريكاً في منظومة التميز.
ومن خلال أحد لقاءاته بفريق عمله، ذكر الدكتور سيف، أبرز النقاط التي يجب أن تتوفر في بيئة العمل الإيجابية، وقال: سألت فريق عملي عن أهم ما يبحثون عنه في بيئة العمل، فذكروا أربع نقاط، هي التواصل والثقة والاهتمام والجو الأسري، فالموظف بحاجة إلى التواصل الإيجابي مع زملائه ومرؤوسيه في العمل، كما يحتاج إلى الشعور بثقة من حوله به وبقدراته وإمكاناته، وهذا يدفعه إلى عطاء أكبر، إضافة إلى حاجة الموظف للشعور باهتمام من حوله به وتقديرهم له، والرغبة في العمل ضمن جو أسري يسوده الود والاحترام.
أجواء إيجابية
ولفت اختصاصي طب المجتمع، إلى أن توفر الأجواء الإيجابية في العمل، يؤثر في مستوى وجودة الموظف، وقال: يبقى الاحترام أساس العمل والعلاقة بين الزملاء، والاحترام المقصود هنا، يشمل طريقة التعامل وأسلوب الحديث ومراعاة المهنية والالتزام بأخلاقيات العمل.
وأشار الدكتور سيف، إلى أن المحاباة تنتشر في بعض بيئات العمل، وعن ذلك قال: وجود المحاباة يدل على أن بيئة العمل غير صحية، ويؤثر ذلك في مستوى الأداء المهني. كما لفت إلى أن كل موظف مجتهد يحتاج إلى التقدير، وقال: يحتاج الموظف المجتهد إلى التقدير، وهذا يزيد عطاءه، ويجب الانتباه إلى إعطاء الصلاحيات والامتيازات إلى من يستحقها، ليكون معيار هذا التقدير، هو كفاءة الموظف والإنجازات التي حققها في مجال العمل.
المصدر: صحيفة البيان