
تعتبر قارة آسيا الوجهة الجديدة التي يولي تنظيم «داعش» الإرهابي نظره إليها، نظراً لتوافر العديد من الأمور المتاحة، والطبيعة الجغرافية، وتتكاثر أعداد «الدواعش» في دول شرق آسيا، في ظل تواجد العديد من الجماعات المسلحة التي بايعت «داعش»، وفي ظل معاناة قطاعات من المسلمين في بعض الدول، ما يشكل بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب.
وسعى «داعش» من خلال تواجد العديد من أنصاره في دول آسيا، إلى توسع استراتيجية الذئاب المنفردة، لتنفيذ العديد من عملياته الإرهابية، تنفيذاً لمخطط أبو محمد العدناني المتحدث السابق باسم التنظيم.
واحتلت الفلبين، وبنجلاديش، وماليزيا، وإندونيسيا، التي يتواجد فيها أكثر من ٣٠ جماعة إرهابية، مراكز أولية في استراتيجية «داعش»، ففي الفلبين وحدها أكثر ٦٠ جمعية متشددة أعلنت مبايعتها لأبي بكر البغدادي، بخلاف التنظيمات والشخصيات المتشددة. وتشير التقارير إلى أن ٤ آلاف مقتل من دول جنوب شرق آسيا سافروا إلى سوريا والعراق، والتحقوا بركب التنظيم.
وهناك العديد من الجماعات المتطرفة في جمهوريات داغستان والشيشان وأنجوشيا الروسية، أعلنت مبايعتها ل«داعش»، في بيان لها صدر عنها باللغتين العربية والروسية، وأكدت التقارير الصادرة عن روسيا أن آلافاً من الروس، وأغلبيتهم من هذه المناطق سافروا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف «داعش».
ويتزايد خطر الجماعات المتشددة على جنوب شرق آسيا بمرور الوقت، لأنها تصبح أكثر تنظيماً وتركيزاً في اختيار أهدافها، كما أنها تضم مئات العناصر المؤمنة بالأفكار المتطرفة. وتشير التقارير إلى أن هناك أكثر من ألف شخص من سنغافورة حاربوا بالفعل مع تنظيم «داعش» في حربه بسوريا والعراق.
ووفق ما صدر عن مجموعة الصوفان الأمريكية للدراسات والأمن الاستراتيجي، فإن أعداداً كبيرة من أبناء هذه الدول، انضموا إلى «داعش»، منهم نحو ٥ آلاف من أعضاء حركة أوزبكستان الإسلامية، الممنوعة في دول عدة.
وطبقًا للظروف السياسية والأمنية المضطربة في آسيا، فإن العناصر الإرهابية تجد فيها ملاذاً آمناً للعيش في دول مثل أفغانستان وباكستان، اللتين تعتبران من معاقل تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، ما انعكس بشكل كبير على الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان، التي شهدت أعمالاً إرهابية دموية مثل التفجير الذي حدث بالقرب من السفارة الأمريكية في حي السفارات في كابول، حيث يستثمر «داعش» هذه العمليات للإعلان عن نفسه في أفغانستان، منافساً في المعقل التاريخي لتنظيم «القاعدة»، كما يستغلها للإعلان عن وجوده في آسيا.
ويعتبر النزاع الهندي- الباكستاني على إقليم «كشمير» سبباً في ظهور العديد من أخطر التنظيمات الإرهابية، التي ارتكبت عدداً من الهجمات، من ذلك جماعة «ديكان»، و«مجاهدو الهند»، التي تبنت مسؤولية سلسلة من التفجيرات في الهند عام ٢٠٠٧ في ولاية أوتار براديش، وهجمات ٢٠٠٨ في نيودلهي وجايبور وأحمد آباد، وجماعة «عسكر طيبة» التي تأسست في بداية التسعينيات، وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وضعت الإدارة الأمريكية هذه الجماعة على لائحة الإرهاب. وهناك جماعة «عسكر القهار» التي تصنف ضمن الحركات الإرهابية في الهند، وقامت بتنفيذ عدد كبير من الهجمات الإرهابية في مدينة مومباي.
خبراء ومحللون سياسيون لـ الخليج :
2018 عام التحالفات الإقليمية والدولية الجديدة
القاهرة: «الخليج»، غريب الدماطي:
توقع خبراء ومحللون سياسيون مصريون، أن يشهد عام 2018 تحالفات وتجمعات إقليمية ودولية جديدة، أشبه بتكتل عدم الانحياز، خاصة مع تزايد النفوذ الروسي والصيني، والانحسار النسبي للدور الأمريكي، بفعل سياسة الإدارة الأمريكية المنحازة ل«إسرائيل»، مشيراً إلى أن تلك التجمعات المتوقعة ليست بالضرورة إعادة إنتاج التجمعات السابقة، وأنها ستكون بعيدة عن الصراع القطبي.
قال الخبراء إن تصاعد الصراعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشرقي آسيا، ربما يدفع نحو إشعال حروب جديدة، قد تلعب فيها الدول الكبرى دوراً كبيراً، محذرين في ذات الوقت من حروب قد تدفع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى إقليمية للحرب بالوكالة، في سيناريو أشبه بما يحدث في اليمن من قبل جماعة الحوثي، متوقعين أن يشهد العام الجديد انحساراً للدور الإيراني في المنطقة، لصالح تمدد النفوذ العربي الذي تقوده مصر والسعودية والإمارات.
الصورة غير مبهجة
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن العام الجديد 2018 لن يحمل صورة مبهجة خاصة في ظل إصرار الإدارة الأمريكية على عدم تغير استراتيجيتها، وعدم تراجعها عن الانحياز الواضح لصالح «إسرائيل»، والوقوف ضد المصالح العربية، إضافة إلى انتشار النزاعات الانفصالية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وكذلك انتشار الإرهاب.
وأضاف أن العائدين من سوريا والعراق، من الجماعات الإرهابية، سيتمركزون في تشاد ومالي والنيجر والصومال ونيجيريا، بمسميات مختلفة منها القاعدة و«داعش» وغيرهما، وكذلك سيتمركزون في ليبيا.
ولفت العرابي إلى أن أزمة قطر مع الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، ستظل تراوح مكانها، خاصة بعدما أعلنت الدول العربية أن أزمة قطر ليست على سلم أولوياتها، مضيفاً أن تركيا ستسعى إلى لعب الدور الإيراني في سوريا والعراق، في ظل الضغوط التي تتعرض لها إيران من قبل الولايات المتحدة و«إسرائيل»، وأن إيران لن تستطيع التمدد أكثر من ذلك في المنطقة.
تحالفات وتجمعات
وأوضح الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن عام 2018 سيشهد تشكيل تحالفات وتجمعات دولية جديدة، خاصة بعد تزايد النفوذ الروسي والصيني والانحسار النسبي للدور الأمريكي، مشيراً إلى أن العالم مقبل على تشكيل تجمع ثالث أشبه بتجمع عدم الانحياز، لكنه لن يكون إعادة إنتاج لتلك المنظمة، وستكون مصر والسعودية وعدد آخر من الدول العربية نواة هذا التجمع، لافتاً إلى أن هذا التجمع سيستمر في بنائه العام المقبل حتى عام 2020، وذلك في ضوء المتغيرات الدولية.
وأوضح أن عام 2018 ربما سيطلق عليه عام التحولات الدولية الكبرى، بعدما فقدت الولايات المتحدة الأمريكية نفوذها ومصداقيتها دولياً لدعمها لجماعات «داعش» وغيرها، في مقابل تمدد النفوذ الروسي.
وأضاف أن الولايات المتحدة ربما تشهد العام المقبل بداية عزلة، كما كانت عليه في الربع الأول من القرن العشرين، وأن تلك العزلة ربما ستتحقق في الربع الأول من القرن الحالي، منوهاً بأن دور أوروبا سيتصاعد على حساب الدور الأمريكي، لا سيما أن العامين الماضيين شهدا تقارباً أوروبياً عربياً في العديد من القضايا، في مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تشكل أولوية في سلم اهتمامات الدول العربية، كما سيتصاعد أيضاً دور الصين السياسي، وربما ستحل الصين وروسيا بديلاً عن أمريكا فيما يتعلق بالسلام في الشرق الأوسط، خاصة بعدما تكشف انحياز الولايات المتحدة الأمريكية إلى «إسرائيل» بشكل واضح وفاضح أيضاً.
تكريس الأحادية القطبية
وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بشؤون العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عام 2018 ربما سيكون أشد سوء من عام 2017؛ كونه سيكرس لفكرة الأحادية القطبية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما كادت أن تتلاشى مع تعافي روسيا والصين، خاصة في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ كونه رجل أعمال بعيداً عن العمل السياسي والمواءمات السياسية الدولية، مشيراً إلى أن قراره بنقل سفارة بلاده في فلسطين إلى القدس، يعد تدخلاً أرعن، وهو ما يؤكد أنه ليس لديه نضج سياسي، حيث لم يكن يتوقع رد الفعل العربي الآخذ في التصعيد الدولي، لافتاً إلى أن عام 2018 ربما يشهد مواجهة أمريكا والعالم.
وأضاف أن عام 2018 سيشهد أيضاً صعود نجم روسيا، وتحوّلها إلى دولة مركزية ومحورية بسبب إنجازاتها في الشرق الأوسط، ودخولها إلى المياه الدافئة من خلال تعزيز علاقاتها بعدد من الدول الموثوق فيها في المنطقة.
وتابع أن عام 2018 ربما يشهد توتراً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على الرغم من التدخلات الأوروبية والروسية، لعدم مراجعة الملف النووي الإيراني، كما ستشهد المنطقة مزيداً من زعزعة الاستقرار، بفعل السياسات القطرية المدعومة من إيران وتركيا و«إسرائيل» والولايات المتحدة، وهو ما يتطلب تحركاً عربياً دبلوماسياً واسعاً لفضح تلك الممارسات أمام العالم.
وقال اللاوندي إن عام 2018 سيشهد عودة قوة الشعوب العربية، أمام السياسات «الإسرائيلية» والأمريكية، وهو ما يتطلب من الحكومات العربية أن تكون على مستوى الحدث، واستيعاب الغضب الشعبي العربي المحتمل، في مواجهة التعنت الأمريكي و«الإسرائيلي».
مصاعب أمريكية
وقال الدكتور نجاح الريس، أستاذة العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن أمريكا ستجد صعوبة شديدة في التحول إلى القطب الأوحد، خاصة مع دخول روسيا والصين ومن خلفهما الهند المشهد الدولي، وتدخلهما في صنع القرارات الدولية، وتأثرهما المباشر في التصويت بمجلس الأمن، كما حدث في القضية السورية وكوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الصين الآن بدأت تدخل إلى المجال السياسي بعد اهتمامها بالجانب الاقتصادي، وروسيا بدأت تستعيد مكانة الاتحاد السوفييتي في العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مما ينذر بتصاعد جديد للحرب الباردة بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وهو ما يعني أن عام 2018 ربما يؤكد أن العالم الآن بات متعدد الأقطاب. وأضاف أن قضية السلام مع «إسرائيل» ربما لن تشهد تطوراً ملموساً خلال عام 2018، وسيبقى الوضع على ما هو عليه الآن، باستثناء احتمالات طرح مبادرات من قبل القوى العظمى، التي يمكن أن تتعاطف معها «إسرائيل»، غير أن تلك المبادرات ستظل مبهمة، ولن تحدث تقدماً في مسار القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب تطوراً دبلوماسياً عربياً عبر المحافل الدولية.
ورأى الريس أن أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مرشحة للثبات والاستقرار، خاصة أنه لم تكن هناك بوادر بتراجع قطر عما تقوم به من معاداة لأشقائها في دول الخليج ومصر، والقيام بكل ما من شأنه زعزعة الاستقرار، فضلاً عن مضيّها في سياستها التحريضية وخروجها على الإجماع العربي، وإقامتها علاقات مع إيران، التي باتت تشكل خطراً على الأمن القومي، وفي القلب منه الأمن القومي الخليجي، مشيراً إلى أن الأمل في التغيير في الدوحة لا زال معقوداً، لا سميا أن عائلة آل ثاني تعهدت بتجميع المعارضة والعمل على تغيير سياسات قطر.
وأكد أن الإرهاب في مصر مرشح للانخفاض، في ظل تدخل الدولة بقوة في التصدي للإرهاب، ووضع استراتيجية واضحة من قبل القوات المسلحة والقيادة السياسية، لعودة الأمن والقضاء على الإرهاب في سيناء خلال 3 أشهر، قائلاً إن الربع الأول من العام المقبل 2018، وهو ما سيقطع الطريق أمام مطالب «إسرائيل» وغيرها باستقطاع جزء من أرض سيناء إلى فلسطين.
تصاعد الحروب
أكد اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي والمدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالقوات المسلحة، أن عام 2018 لن يكون أفضل من العام الماضي، وذلك بسبب تصاعد حدة الحروب الإقليمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وجنوب شرقي آسيا.
وأضاف إن إيران ربما ستزيد إشعال التوتر في المنطقة، بسبب رغبتها في استكمال هيمنتها على عواصم عربية، بعدما أعلنت بشكل واضح هيمنتها على القرار السياسي في أربع عواصم عربية، ومساندتها غير المحدودة لجماعة الحوثي في اليمن، حتى تظل المنطقة بؤرة صراع ملتهب تعطل كثيراً من أوجه المضي في أعمال التنمية في منطقة العربية بشكل عام، مشيراً إلى أن تلك الصراعات التي تبديها إيران، ربما تزيد من حدة الصراعات المسلحة، وتدخل قوى كبرى كأطراف في تلك الحروب.
وقال إن منطقة شرقي آسيا مرشحة لمزيد من التوتر بسبب الصراع الأمريكي مع كوريا الشمالية، موضحاً أنه حال سقوط صاروخ كوري شمالي على اليابان أو كوريا الجنوبية، أو أمريكا سيشعل المنطقة، وستتدخّل الولايات المتحدة مما يشعل العالم، لا سيما أن روسيا والصين من الدول التي تمتع بعلاقات متميزة مع كوريا الشمالية، ويتزايد نفوذهما دولياً.
2018 يحمل تركة ثقيلة
ورأى العميد خالد عكاشة، الخبير في الشؤون الأمنية والجماعات الإرهابية، أن العام الجديد 2018 لن يشهد أي انفراج، فيما تركه العام السابق من أزمات في مقدمتها قضية الإرهاب، حيث لم ينتج عام 2017 أية إشارات من انحسار الإرهاب في العالم، حتى بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، لا سيما أن عناصر الإرهاب تتحرك الآن في بلدان أخرى ومناطق جديدة لإعادة إنتاج نفسها، وفي مقدمة هذه المناطق ليبيا واليمن وسيناء، التي لم تشهد تحركاً دولياً لإنهاء الإرهاب.
تمد الحوثيين بالصواريخ لاستهداف الرياض
إيران.. مُشعل الحرائق في الخليج والشرق الأوسط
محمد عباس ناجي *
تحولت إيران إلى أحد أهم الأطراف الإقليمية التي ساهمت في استمرار حالة عدم الاستقرار وتفاقم الأزمات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017، وهو ما يعود إلى اعتبارات عديدة ترتبط باستمرار تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، فضلاً على تهديداتها لدول الجوار،
لاسيما بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ودعمها للإرهاب، وانتهاكاتها المتواصلة للاتفاق النووي، الذي ثبت أنه لم يساعد في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي في المنطقة.
ما زالت إيران تواصل العمل على تكريس نفوذها في بعض دول المنطقة، لاسيما العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتحاول إضفاء وجاهة خاصة على هذا النفوذ من خلال الترويج لادعاءات خاصة بمحاربة التنظيمات الإرهابية داخل تلك الدول قبل أن تصل إلى حدودها.
وبدا ذلك جلياً في التصريحات التي أدلى بها قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري، في 15 ديسمبر 2017، وأبدى فيها استعداد إيران لتعزيز وجود الحرس الثوري داخل كل من العراق وسوريا خلال المرحلة القادمة.
هذه التصريحات سعت عبرها إيران إلى الرد على الانتقادات الدولية المستمرة لتدخلاتها العسكرية في دول الجوار، فضلاً على الاتهامات التي توجه لها بدعم الممارسات التي تقوم بها الميليشيات الطائفية التابعة لها، على غرار ميليشيات «الحشد الشعبي» التي ارتكبت انتهاكات عديدة في المناطق التي وصلت إليها في شمال العراق.
ويكتسب توقيت تلك التصريحات أهمية خاصة، لا سيما أنها جاءت بعد الدعوة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 2 ديسمبر 2017، لتفكيك كل المجموعات المسلحة في العراق بما فيها «الحشد الشعبي»، وهو ما يعني أن إيران حاولت من خلالها رفض تلك النوعية من المبادرات، التي تزايدت عقب إعلان الانتصار على تنظيم «داعش».
وبمعنى آخر، فإن إيران ورغم تصاعد حدة التوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامها في 20 يناير 2017، إلا أنها ما زالت حريصة على البحث عن فرص للوصول إلى تفاهمات مع تلك الإدارة، واعتبرت أن الحرب ضد الإرهاب يمكن أن تمثل آلية مهمة في هذا السياق، لاسيما في ظل اهتمام تلك الإدارة برفع مستوى انخراطها في تلك الحرب، سواء من خلال المشاركة في العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم «داعش» داخل كل من العراق وسوريا، أو عبر توجيه ضربات عسكرية انفرادية ضد مواقع هذا التنظيم، وبعض التنظيمات الإرهابية الأخرى، في دول مختلفة، مثل أفغانستان والصومال واليمن وليبيا.
فضلاً على أن تلك الادعاءات تستغلها إيران في تبرير الجهود الحثيثة التي تبذلها من أجل الحفاظ على محاور التواصل مع حلفائها في سوريا ولبنان تحديداً، والتي انعكست في محاولاتها تأسيس ممر استراتيجي يبدأ من أراضيها ويمر عبر العراق ويصل إلى سوريا وينتهي في لبنان، وذلك لتأمين نقل الدعم العسكري لنظام بشار الأسد والميليشيات الطائفية التي قامت إيران بتكوينها وتدريبها لدعمه، إلى جانب حزب الله في لبنان.
لكن هذه الادعاءات لا تنفي أن إيران توصلت إلى تفاهمات مع التنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وهو ما يبدو جلياً في مؤشرات عديدة منها عدم استهداف التنظيمين لمصالح إيران بشكل مباشر خلال الأعوام الماضية باستثناء هجمات 7 يونيو 2017، فضلاً على تغاضي السلطات الإيرانية عن مرور عناصر ومقاتلي التنظيمين عبر أراضيها من وإلى أفغانستان.
تهديد أمن الجوار
إلى جانب ذلك، لم تتراجع إيران عن محاولات تهديد أمن واستقرار بعض دول الجوار، خاصة الكويت والبحرين، حيث سعت إلى تجنيد وتدريب ودعم بعض الخلايا الإرهابية، على غرار «خلية العبدلي» في الكويت، وتنظيم «سرايا الأشتر» في البحرين، إلاّ أن السلطات الأمنية في الدولتين نجحتا في تسديد ضربات قوية لتلك الخلايا خلال العام المنقضي.
وكان لافتاً أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله كشف عن الدور العابر للحدود الذي يقوم به في العراق، في خطابه الذي ألقاه في 20 نوفمبر 2017، وأعلن فيه عن انسحاب بعض كوادره وعناصره من العراق مبديًا استعداده في الوقت نفسه لتحريكها إلى أي منطقة أخرى قد ترى إيران أنه من الضروري أن يكون لحزب الله وجود فيها. هذا الخطاب تحديداً، كشف بما لا يدع مجالاً للشك أن حزب الله، على غرار إيران، له دور في كل الصراعات المسلحة التي تشهدها العديد من الدول العربية، بما فيها الصراع في اليمن، على ضوء الأدلة الجديدة التي تثبت أن الحزب شارك في عمليات إطلاق بعض الصواريخ البالستية على السعودية، خاصة الصاروخ الذي استهدف الرياض في 5 نوفمبر 2017.
انتهاكات مستمرة
وبالتوازي مع ذلك، تصر إيران على انتهاك الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع مجموعة «5+1» في 14 يوليو 2015 ورفعت بمقتضاه العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في 16 يناير 2016، حيث تعمدت إجراء تجارب خاصة بإطلاق صواريخ بالستية، على غرار صاروخ «سيمرج» القادر على حمل أقمار صناعية الذي تم إطلاقه في 27 يوليو 2017، وصاروخ «خرمشهر» الذي أجريت التجربة عليه في 23 سبتمبر من العام ذاته.
واللافت هنا هو أن إيران ما زالت تدعي أن تلك التجارب لا تتناقض مع الاتفاق النووي، حيث إنها تستند في هذا السياق إلى بعض العبارات القانونية الفضفاضة التي لا تتضمن التزامات محددة في الاتفاق، على غرار البند الذي يدعوها إلى عدم إجراء أنشطة خاصة بتطوير صواريخ «مصممة» لحمل أسلحة نووية، وهو ما ترى إيران أنه لا يتضمن نوعية الصواريخ التي تمتلكها والتي لم تكن مصممة، وفقاً لمزاعمها، لحمل تلك الأسلحة.
والمشكلة هنا تكمن في أن إيران لم تكتف بانتهاك الاتفاق النووي واستغلال بعض ما يمكن تسميته ب«ثغراته»، التي ربما قد تكون متعمدة من جانب أطراف أخرى شاركت في التفاوض لإنجاز الاتفاق، وإنما بدأت في الاستناد إلى ترسانتها الصاروخية لتهديد أمن واستقرار المنطقة، وخاصة منطقة الخليج.
وانعكس ذلك أيضاً في التهديدات التي وجهها قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في 8 أكتوبر 2017، حيث قال إنه «إذا تمت الموافقة على قانون العقوبات الأمريكي الجديد، فعلى الولايات المتحدة نقل قواعدها الإقليمية خارج مدى الصواريخ البالستية الإيرانية الذي يبلغ 2000كم».
صندوق بريد
والأخطر من ذلك هو أن هذا الرد، وفقاً لرؤية طهران، ليس ضرورياً أن يكون مصدره إيران، وإنما ربما تكون نقطة انطلاقه من الدول التي توجد فيها الميليشيات الإرهابية التابعة لها، على غرار حركة «أنصار الله» الحوثية، التي ما زالت مصرة على تهديد أمن المملكة العربية السعودية، من خلال إطلاق مجموعة من الصواريخ البالستية على العاصمة الرياض، والتي كان آخرها في 19 ديسمبر 2017.
وهنا، يمكن القول إن إيران حولت صواريخها البالستية إلى ما يمكن تسميته «صندوق بريد»، تسعى من خلاله إلى توجيه رسائل عديدة للقوى المنخرطة في الأزمة اليمنية والساعية إلى استعادة الشرعية الدستورية التي تمرد عليها الحوثيون منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014.
وبعبارة أخرى، فإن إيران ترى أن إطلاق الحوثيين لتلك النوعية من الصواريخ على الرياض، يمكن أن يحقق أكثر من هدف. إذ إنه يكشف أن الأخيرة لن تستجيب للضغوط المفروضة عليها من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، الصادر في 14 إبريل 2015، مستندة في هذا السياق إلى ظهيرها الإقليمي الذي يتعمد بدوره انتهاك قرارات مجلس الأمن ويصر على استمرار دعمه للإرهابيين في اليمن.
دعم الدوحة
وبالإضافة إلى ذلك، كان لإيران دور كبير في دفع قطر نحو عدم الاستجابة لمطالب دول المقاطعة العربية، خاصة في ظل الدعم الذي قدمته للموقف القطري، والذي تجاوز نقل البضائع والسلع وتأسيس جسر جوي وبرى، بالتعاون مع تركيا، لمساعدة الدوحة على التعامل مع قرارات المقاطعة، التي تسبب فيها دعم الأخيرة للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وقد قوبل ذلك بتجاوب كبير من جانب قطر، التي لم تكتف باعتبار إيران «دولة شريفة» حسب تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في 12 سبتمبر 2017، بل إنها تعمدت دعم موقف طهران في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها بسبب تورطها في الأنشطة التي أدت إلى انتشار الفوضى والاضطرابات في المنطقة.
تصعيد مستمر
وانطلاقاً من ذلك، ربما يمكن ترجيح استمرار إيران في تبني سياسة تصعيدية خلال عام 2018، وذلك في ضوء اعتبارات عديدة يتمثل أبرزها في عدم اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن خطوات إجرائية محددة لتفعيل استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الإيرانية، فضلاً على تعمد إيران استغلال التباين المستمر في المواقف الأوروبية والأمريكية تجاه الاتفاق النووي، حيث ما زالت بعض الدول الأوروبية مصرة على استمرار العمل بالاتفاق.
وتعول إيران في هذا السياق على الجهود التي تبذلها الدول الأوروبية من أجل إقناع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجنب اتخاذ أي خطوة قد تؤثر على الاتفاق خلال المرحلة القادمة، وكان آخرها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى واشنطن، في 19 ديسمبر 2017، والتقى خلالها معظم أركان الإدارة الأمريكية، على غرار وزير الخارجية ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ومستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنر وبعض أعضاء مجلس الشيوخ، وسعى من خلالها إلى الوصول لمحاور توافق مع الإدارة الأمريكية تقوم على ضرورة استمرار العمل بالاتفاق مقابل دعم أوروبا للجهود الأمريكية الخاصة بالضغط على إيران من أجل تقويض برنامجها الصاروخي.
وهنا يجدر التنويه إلى نجاح بعض القوى الإقليمية بالمنطقة، لاسيما السعودية والإمارات، في توجيه انتباه المجتمع الدولي نحو مخاطر تركيز الاهتمام على تنفيذ إيران للاتفاق النووي وعدم إلقاء الضوء على انخراطها في الصراعات المسلحة الذي ساهم في تصعيد حدتها وعرقلة جهود تسويتها، بشكل باتت معه إيران الطرف الرئيسي المسؤول عن إشعال الحرائق في الخليج والشرق الأوسط.
* رئيس تحرير دورية «مختارات إيرانية»
مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام
هجمات دموية تهز الغرب وتوقع قتلى ومصابين
الإرهاب يضرب قلب أوروبا ويروّع المدن الأمريكية
القاهرة – محمد عنتر:
عانت دول القارة الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية هجمات الإرهاب خلال 2017، فلم تكن أي منها في مأمن من عمل وأنشطة التنظيمات الإرهابية، حيث ضرب الإرهاب قلب مدن وعواصم القارة العجوز ومدن الدولة الأقوى في العالم.
وتعرضت بريطانيا وإسبانيا وفنلندا وألمانيا لعدة هجمات إرهابية، كان «داعش» هو القاسم المشترك فيها، وتنوعت الهجمات الإرهابية، ما بين الدهس والطعن وإطلاق النار والتفجير بالعبوات.
فقبل أن تستفيق إسبانيا من كابوس الدهس في برشلونة وكامبرليس – قُتل خلالهما 17 شخصاً، وأصيب العشرات، خلال شهر أغسطس- استكمل الإرهابيون هجماتهم في توركو جنوبي فنلندا، وبيرتال غربي ألمانيا، لتقف القارة بأكملها في مواجهة الإرهاب بإجراءات أمنية مشددة.
أسوأ الهجمات الإرهابية
* في يوم 3 فبراير 2017: هاجم مسلح بساطور دورية عسكرية بالقرب من متحف اللوفر، قبل أن يصاب بجروح خطيرة، وأسفر الحادث عن إصابة أحد العسكريين بجروح طفيفة في الرأس، ويدعى منفذ العملية عبد الله الحماحمي 29 عاماً مصري الجنسية، وسبق أن أعطى البيعة لتنظيم «داعش».
* 10 مارس 2017: شن مهاجم مسلح بفؤوس هجوماً في محطة قطارات «دوسلدورف» في غرب ألمانيا، مما أسفر عن سقوط خمسة جرحى على الأقل. وقالت الشرطة الألمانية إن المشتبه به يبلغ من العمر 36 عاماً، وينحدر من يوغسلافيا السابقة، ويعاني على ما يبدو اضطرابات عقلية.
* 22 مارس 2017: قام إرهابي بدهس مجموعة من المارة على جسر ويستمنستر في بريطانيا، ثم طعن ضابط شرطة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، ويدعى منفذ العملية خالد مسعود 52 عاماً، بريطاني الجنسية، وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي الهجوم.
* 23 مارس 2017: قام محمد ر 40 عاماً فرنسي الجنسية، بدهس عدد من المواطنين في وسط مدينة «أنتويرب»، شمال فرنسا، وقد عثر في سيارته على أسلحة مختلفة.
* 7 إبريل 2017: شاحنة تدهس مجموعة من المشاة في شارع «دروتننغ غتن» وسط استوكهولم، وأسفر الحادث عن سقوط 4 قتلى، وعدد من الجرحى، ونفذ العملية رجل أوزبكي يبلغ من العمر 39 عاماً، وسبق أن أعطى البيعة لداعش.
* 20 إبريل 2017: قتل شرطي فرنسي، وأصيب آخران، جراء إطلاق نار من قبل مسلح في جادة الشانزليزيه بوسط باريس، ويدعى منفذ العملية آدم جزيري 31 عاماً، ولد في بلدة أرجنتوي قرب باريس، وهو من أصول تونسية، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.
* 22 مايو 2017: قُتل 22 شخصاً، وأصيب نحو 50 آخرين في انفجار بقاعة للحفلات الموسيقية في مدينة مانشستر بشمال بريطانيا، وأعلن أن منفذ العملية هو سلمان العبيدي البالغ من العمر 22 عاماً، من أصول ليبية ويقطن في لندن، وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي الهجوم.
* 3 يونيو 2017: دهست شاحنة المارة على الجانب الجنوبي من جسر لندن، قبل أن يترجل المهاجمون من الشاحنة، لطعن المارة بالسكاكين، وأسفر الهجوم عن مقتل 7 أشخاص، وجرح 48 آخرين، ونفذ العملية ثلاثة أشخاص، هم: يوسف زغبة، 22 عاماً، إيطالي الجنسية، من أصول مغربية، وخرام بات، 27 عاماً، بريطاني مولود في باكستان، ورشيد رضوان 30 عاما ًمغربي.
* 20 يونيو 2017: قام شخص بعملية تفجير في المحطة المركزية للقطارات في بروكسل، قبل أن تطلق عليه قوات الجيش النار، وترديه قتيلاً، ويدعى منفذ العملية ع. ز، 37 عاماً مغربي الجنسية.
* 28 يوليو 2017: هاجم رجل مسلح بسكين عدة أشخاص في متجر كبير بمدينة هامبورغ بشمال ألمانيا، وكشفت التحقيقات بأنه يدعى أحمد. س، من أصول عربية، ويبلغ من العمر 26 سنة، على علاقة بأوساط المتطرفين، وكان يعاني اضطرابات نفسية، ومعروف بتعاطيه الكحول والمخدرات.
* 9 أغسطس 2017: دهست سيارة جنوداً فرنسيين في مدينة «لوفالوا» شمال باريس، وأسفر الحادث عن إصابة 6 جنود بجروح، ويدعى المشتبه به في تنفيذ العملية حمو ب، يحمل الجنسية الجزائرية، ويبلغ من العمر 36 عاماً.
* 16 أغسطس 2017: اقتحمت سيارة بيضاء شارع لارامبلا في برشلونة، دهست سكاناً محليين وسائحين، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، وإصابة أكثر من 100، وكان منفذ العملية موسى أوكبير، 17 عاماً، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
* 20 أغسطس 2017: استهدف طالب لجوء مغربي الجنسية عمره 18 عاماً مجموعة من النساء في عملية طعن، فقتل شخصين، وأصاب 8، في ساحة سوق «توركو» في جنوب غربي فنلندا.
*25 أغسطس 2017: هاجم صومالي مسلح، في ال30 من عمره مجموعة من العسكريين بسكين وسط بروكسل، فأصاب جنديين، وتمكنت أجهزة الأمن من قتل المهاجم، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الحادث.
الإرهاب في أمريكا
تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لموجة إرهاب كبيرة، على الرغم من امتلاكها إمكانات وقدرات استخباراتية أمنية وعسكرية عالية، إلى جانب خطط طوارئ وقدرات تكنولوجية قادرة على التعامل مع الإرهاب، إلا أن ذلك لم يجعلها بمنأى عن ضربات الإرهاب، الذي أزهق العديد من الأرواح. وشهدت أمريكا عدة حوادث إرهابية كان أبرزها وأكثرها دموية ما حدث يوم 1 أكتوبر 2017 عندما أطلق ستيفن بادوك ويبلج، النار على حضور حفل موسيقي في لاس فيجاس، فقتل أكثر من 58 شخصاً، وأصاب ما يزيد على 500 آخرين، وهو ما عرض الأمريكيين لصدمة كبيرة فالقاتل رجل مسن ويمتلك ثروة هائلة.
وشهد حي مانهاتن بمدينة نيويورك، في 31 أكتوبر 2017 هجوم دهس، قام به رجل يقود شاحنة نقل صغيرة، حيث اصطدم بعدد من المارة وراكبي الدراجات ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 12، وتعرض المهاجم بعد خروجه من الشاحنة لإطلاق نار على يد الشرطة الأمريكية، التي تمكنت من القبض عليه، وعثرت بحوزته على علم «داعش».
* في 5 نوفمبر 2017: قُتل 27 شخصاً، في حادث إطلاق نار، أثناء قداس في كنيسة «فيرست بابتيست» بولاية تكساس، وعثر على المسلح مقتولاً في سيارته، على بعد أميال من مكان الحادث، وذكرت الشرطة الأمريكية أنه شاب أبيض، يدعى ديفن باتريك كيلي.
* في يوم 12 ديسمبر 2017 انفجرت عبوة ناسفة بدائية عند محطة مترو بورت أوثورتي في مانهاتن، وألقت الشرطة الأمريكية القبض على شخص يدعى عقائد الله، وهو مهاجر بنغالي يبلغ من العمر 27 عاماً.
المصدر: الخليج