
قال خبراء في حلول وأنظمة الأمن الإلكتروني إن تهديدات «فيروس رانسومواري»، أو ما يطلق عليه «فيروس الفدية»، لاتزال مستمرة عالمياً.
وأشاروا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش المشاركة في فعاليات الدورة الرابعة من «معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات» (جيسك)، الذي اختتم أعماله في مركز دبي التجاري العالمي، إلى توقعات بتطور وتوسع الفيروس، الذي يتسبب في تشفير ملفات الأفراد والمؤسسات، والمطالبة بفدية مالية لاسترجاعها.
وشدّدوا على أهمية الإجراءات الاحترازية في المؤسسات المحلية، التي تتضمن زيادة الوعي بكيفية تجنب التعرض لتلك الهجمات، وتوفير عمليات نسخ ثنائي لاسترجاع نسخة من الملفات الرئيسة، أو ما يطلق عليه عملية «باك أب».
تهديدات مستمرة
إصابة 200 ألف جهاز
قال نائب الرئيس التنفيذي الرئيس الإقليمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى «شركة بالاديون لحلول الأمن الإلكتروني»، أميت روي، إن هجمات «فيروس الفدية» خلال الفترة الأخيرة، تعد واحدة من أكبر الهجمات السيبرانية عالمياً، مسببة إصابات لأكثر من 200 ألف جهاز في 150 بلداً.
وأضاف أن أوروبا وروسيا كانتا الأشد تضرراً، فضلاً عن منظمات وهيئات كبيرة مثل الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، والبنوك الروسية والوزارات، وشركتي «رينو» و«نيسان» لصناعة السيارات، وشركة السكك الحديدية الألمانية.
ولفت إلى أن «فيروس الفدية» يستغل على ما يبدو ثغرة أمنية في أنظمة التشغيل، وتقوم عملية الابتزاز بقفل أو تشفير ملفات المستخدمين، ما لم يدفعوا للمهاجمين مبلغاً معيناً بعملة «بيتكوين» الافتراضية.
وتفصيلاً، قال مدير المبيعات الإقليمي في الشرق الأوسط لدى «مجموعة سيسكو الأمنية»، ماهر جاد الله، إن تهديدات «فيروس الفدية» لاتزال مستمرة على المستوى العالمي، ومن المتوقع توسع نطاقها بشكل أكبر خلال العام الجاري.
وأضاف أن هجمات «فيروس الفدية» كانت متوقعة نهاية العام الماضي، نتيجة بطء الاقتصادات العالمية وتداعياتها على الأفراد والمؤسسات، لافتاً إلى أن القراصنة الإلكترونيين يطلبون فدية مالية من المؤسسات الكبيرة، لاستعادة ملفات عملها التي تم تشفيرها خلال تلك الهجمات.
وشدد جاد الله على أهمية اتباع إجراءات احترازية على المستوى المحلي، عبر تدعيم أنظمة الأمن الإلكتروني، والوعي بسبل الحد من التعرض لتلك الهجمات.
ولفت إلى أنه مع استمرار نمو الهجمات الإلكترونية أخيراً في منطقة الخليج، فقد ارتفعت استثمارات المؤسسات في الإنفاق على حلول وتقنيات الأمن الإلكتروني بنسب تبلغ نحو 35% خلال العام الماضي.
إجراءات احترازية
من جهته، اتفق نائب الرئيس التنفيذي الرئيس الإقليمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى «شركة بالاديون لحلول الأمن الإلكتروني»، أميت روي، مع جاد الله في استمرارية تهديدات «فيروس الفدية»، قائلاً إن مخاطر هجمات «فيروس الفدية» الذي هاجم نحو 150 دولة لاتزال مستمرة وقائمة، ومن الخطأ القول بانتهائها.
وتوقع روي نمو تلك الهجمات وتوسعها بشكل أكثر تطوراً خلال الفترات المقبلة، ما يزيد من مخاطر تعرض المؤسسات المالية والصناعية والحكومية في المنطقة لتلك الهجمات، باعتبار أنها الأكثر استهدافاً من هجمات القرصنة الخاصة بالفيروس. وشدّد على ضرورة أن تتبع المؤسسات المحلية في الدولة، إجراءات احترازية لمواجهة أي هجمات محتملة جديدة للفيروس، عبر خطوات أبرزها التأكد من فعالية وتعزيز أنظمة الدفاع والأمن الإلكتروني في المؤسسات، وزيادة الوعي لدى العاملين بكيفية تجنب التعرض لتلك الهجمات، مثل عدم الضغط على أي روابط لم يتم التأكد من مصادرها، وعدم فتح أي رسائل وملفات غير معروفة، إضافة إلى اتباع نظم «النسخ الثنائي»، أو القدرة على استرجاع نسخة من الملفات الرئيسة، وفق ما يطلق عليه «باك أب»، الذي يتيح استرجاع الملفات، ويقضي على فرص التهديد بتشفير الملفات مقابل الحصول على فدية.
بدوره، توقع نائب الرئيس في «شركة الخليج للحاسبات الآلية»، هاني نوفل، أن تتوسع هجمات «فيروس الفدية» خلال الفترة المقبلة، وعبر أشكال مختلفة، قد تكون أكثر تطوراً من الهجمات الماضية، لافتاً إلى أن الاهتمام بأنظمة الأمن الإلكتروني يتزايد في الدولة، مع توجهات التحول للأنظمة الرقمية الذكية في مؤسسات المجتمع.
المصدر: الإمارات اليوم