كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
من الجيد أن تخصص منظمة اليونسكو يوماً عالمياً للغة العربية.. وهذا الأمر يجب أن يرفد بكثير من الجهود لحماية هذه اللغة، إذ لا يكفي أن نفرح بتخصيص يوم عالمي من غير أن نضيف ما من شأنه أن يساعد على حماية اللغة مما يمر بها من ظروف قد تتفاقم حتى نصل إلى درجة لا نستطيع معها إلا التماشي مع الخلل.
كثيرة هي المبادرات التي أطلقها المخلصون للغة العربية حتى يعود إليها بريقها، غير أن تلك المبادرات تحتاج إلى أن يتجاوب معها الجميع بدل أن نترك أصحابها وحدهم يكافحون من أجل نشرها وتعميمها في الدول العربية وغير العربية خاصة المسلمة التي تستخدم فيها العربية في قراءة القرآن والمناسبات الدينية. ولو أضفنا إلى ذلك أن جيل الشباب بدأ يلجأ إلى استخدام اللغة الإنجليزية أو يحشر مفرداتها في الأحاديث اليومية لعرفنا أن المستقبل الذي سوف يقوده هؤلاء لن يكون إيجابياً تجاه اللغة العربية إن لم نزرع محبتها في نفوسهم.
من الأمثلة على عدم إدراك كثير من جيل الشباب لأهمية الحفاظ على لغتهم وتقويتها استخدامهم للحروف اللاتينية لكتابة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المحادثة ورسائل الهاتف النقال، ووصل الأمر ببعضهم أن يتحادثوا كأفراد وكمجموعات بغير لغتهم وهذا ما أشهده كثيرا في دبي من شباب عرب.
إلى ذلك، فإنه لا بد من التركيز على عدم إهمال التعليم باللغة العربية في المدارس الدولية ذات المناهج البريطانية أو الأميركية، فلا تأخذ الإنجليزية فيها الحيز الأكبر من المناهج، فتكون المواد التي يتعلم الطالب فيها بالعربية لها وضع جيد ومساحات زمنية مناسبة كالمواد الدينية والاجتماعية، أما أن نترك لتلك المدارس الحبل على الغارب في تعليم أبنائنا فهذا ما يكرس الخطأ. وبالترافق مع ذلك علينا أن نزرع في الطفل حب الكتابة بالقلم الذي يبدأ باستخدامه في المدرسة ثم يبدأ كلما كبر بالابتعاد عنه إلى أن يهجره نهائيا وتصبح لوحة المفاتيح أداته الوحيدة في الكتابة.
وكنت قد طرحت من قبل في هذه الزاوية أهمية تعليم الوافدين اللغة العربية بشكل مبسط وإخضاعهم لاختبار قبل قبولهم في سوق العمل بدل تكسير لغتنا لمخاطبتهم.
يمكننا اكتشاف مأزق اللغة ومشكلتها من خلال النظر في حالها لدى دول المغرب العربي، فهي تكاد تكون لغة ثانية لدى أغلب الناس، فالفرنسية هي المسيطرة برغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيل المستعمر الفرنسي، لكن الدول المغاربية لم تجد حلا لغاية اليوم..
اليوم العالمي للعربية ليس منتهى الأحلام، ولو بدأ كل شخص بغرس اللغة القويمة في أسرته لقدم خيرا للغة وللمجتمع.
المصدر: الوطن اون لاين