
دشنت أمس السبت على هامش المنتدى العربي لحقوق الإنسان، المبادرة العربية الخليجية البرلمانية لمواجهة التهديدات الايرانية واختيار النائب جمال بو حسن أميناً عاماً لها.
وتهدف المبادرة لدعم الجهود الحكومية العربية والخليجية والمنظمات العاملة في مواجهة الأخطار الإيرانية وآثارها على مستقبل الأمن القومي العربي والمجتمعات والشعوب الخليجية والعربية.
وكان أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب البحريني أكد أهمية حقوق الإنسان التي تنبع في الأساس من قيمة الحياة التي وهبها الله للإنسان، وتكريمه له على بقية الكائنات، ولما تضمنته الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام من نصوص واضحة وصريحة تبين حقوق الإنسان، وتدعو لاحترامها وحفظها والدفاع عنها، ثم جاءت المعاهدات والمواثيق الدولية في عصرنا الحديث للتأكيد على تلك الحقوق، مع وضعها في أطر قانونية دولية.
وأضاف أنه وبالرغم من الطابع الإنساني والعالمي لتلك الحقوق، إلا أنها لم تسلم من استغلالها من قبل بعض القوى والدول لتحقيق مصالح وأجندات خاصة، مؤكدا أن المنتدى العربي الحقوقي يأتي في ظل التطورات السياسية والعسكرية، والتحديات الاقتصادية الاستثنائية التي تشهدها منطقة الخليج العربي، وبقية أقطار الوطن العربي بشكل خاص، والعالم بشكل عام.
جاء ذلك في كلمته في المنتدى العربي الأول بعنوان التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي، تحت شعار «لا حقوق بلا أمن»، والذي نظمته الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أمس بالمنامة.
وقد ألقى الكلمة نيابة عنه النائب محمد الجودر نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان، وسط مشاركة واسعة من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس التشريعية الخليجية، والهيئات المعنية بحقوق الإنسان والتنمية، والمنظمات العربية والدولية العاملة بمجال حقوق الإنسان.
وأوضح الملا في كلمته أن حقوق الإنسان والحريات في جانبها السياسي تكفلها الديمقراطية، كما تكفل حقوقه في المجالات الأخرى، والديمقراطية لكي تعطي ثمارها بحاجة إلى مجتمع آمن مستقر. وأوضح أن ما شهدناه خلال الأعوام الماضية من تدخلات موثقة من قِبل النظام الايراني في الشؤون العربية الداخلية، ودعمه واحتضانه للتنظيمات الإرهابية، فضلاً عن ما يمارسه من انتهاك لحقوق الإنسان العربي في منطقة الأحواز العربية، كل هذا يستدعي مزيداً من العمل والتعاون فيما بين الدول والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني العربية، وبالتنسيق مع الدول الصديقة، لصد تلك التهديدات والتدخلات، حفاظا على الأمن الإنساني العربي.
من جانبه تطلع النائب محمد الجودر نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بأن يحقق المنتدى هدفه، بوضع تصور لاستراتيجية حقوقية وطنية وقومية، تسعى لأمن الأوطان ووحدة الشعوب، والعمل على تعزيز الهوية الوطنية.
وعلى صعيد متصل قال أحمد الهاملي رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان إنه من إيماننا بأهمية العمل العربي المشترك في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وأخذ زمام المبادرة والسعي لتوسيع دائرة الحوار حول تفعيل كل إمكاناتنا الوطنية والقومية من أجل حماية الأمن الإنساني العربي، نظمنا هذا المنتدى كباكورة عمل ستقوم به الفيدرالية بشكل دائم من أجل تعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان البناءة والقائمة على المواءمة بين القيم الإنسانية السامية وما يستوجبه ذلك من وجود بيئة آمنة ومستقرة قادرة على تحقيق الأمن والسلام والتنمية. وقد شهد المنتدى ثلاث جلسات رئيسة.
كما تم مناقشة التهديدات الإيرانية للأمن الإنساني العربي، حيث تحدث أستاذ القانون الجنائي وعضو الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بعمان راشد البلوشي عن الأمن الإنساني والأمن القومي كضمانة لتعزيز الحقوق والحريات، فيما تناول المستشار فهد الشليمي المفكر والأكاديمي العربي الكويتي التهديدات الإيرانية لأمن الإنسان العربي، كما تحدثت بنية ملحم من السعودية وتحدث كذلك أستاذ العلوم السياسية ورئيس مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية باليمن وسام باسندوة عن دور المنظمات غير الحكومية في التصدي للتهديدات الإيرانية.
وأشارت باسندوة إلى ما تريد إيران تحقيقه في المنطقة بما يعرف لديها ب «المد الثوري أو تصدير الثورة»، وقالت إن إيران ارتضت لنفسها أن تكون إحدى أدوات تهديد المنطقة ورأس حربة مشروع الشرق الأوسط الجديد سواء بشكل مباشر بأن تكون المخطط لهذا المشروع أو أن تصبح كأي منظمة إرهابية موجودة في المنطقة مثل «داعش» والجماعات التي أحدثت تفتيتا للمنطقة.
وأكدت أن إيران أصبحت إحدى أدوات تهديد المنطقة العربية، وأضافت: «صحيح أن إيران ليست دولة عربية لكنها جزء من هذه المنطقة واستقرار المنطقة لابد وأن يعود عليها بالإيجاب، لكنها تسعى من دولة لأخرى للتدخلات وتبين أن مشروعها أكبر من محيطها».
المصدر: الخليج