
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال إطلاق سموه «استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد»، جدية دولة الإمارات، وسعيها المتواصل لتحقيق الريادة العالمية وصناعة المستقبل، من خلال الاعتماد على الابتكارات المستقبلية، وتوظيف الطاقات والعقول البشرية المبدعة لإطلاق المبادرات الهادفة لخدمة المجتمع الإنساني بأسره.
وستركز استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تهدف لجعل دبي عاصمة عالمية لتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2025، على 3 قطاعات رئيسة، هي البناء والتشييد والمنتجات الطبية والمنتجات الاستهلاكية، وذلك بالاعتماد على ميزات دبي التنافسية والمستقبلية، ويتوقع أن تحقق الاستراتيجية أثراً اقتصادياً في دبي، يقدر بـ 7.5 مليارات درهم بحلول عام 2025.
وسيتم التركيز في قطاع التشييد والبناء على منتجات الإضاءة والقواعد والأساسات ومفاصل البناء والمرافق والمتنزهات ومباني الحالات الإنسانية والمباني المتنقلة، إضافة إلى المعارض والمخازن والفلل السكنية، حيث يتوقع أن تبلغ قيمة قطاع التشييد والبناء المطبوع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي، حوالي 3 مليارات درهم بحلول عام 2025، حيث سيتم زيادة نسبة الطباعة ثلاثية الأبعاد في مباني دبي بشكل تدريجي، وبنسبة 2 ٪بداية من عام 2019، والمحتمل زيادة هذه النسبة، بحسب سرعة تطور التكنولوجيا واعتماديتها في المستقبل.
1.7
وضمن قطاع المنتجات الطبية، سيتم التركيز على طباعة أطقم الأسنان وطباعة العظام والأعضاء الاصطناعية والنماذج الطبية والجراحية وأجهزة السمع، حيث يتوقع أن يصل حجم سوق المنتجات الطبية المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي، حوالي 1.7 مليار درهم بحلول عام 2025.
أطراف صناعية دقيقة تنتجها الطباعة ثلاثية الأبعاد
أما ضمن قطاع المنتجات الاستهلاكية، فسيتم التركيز على الأدوات المنزلية والبصريات والأزياء والمجوهرات وألعاب الأطفال والأطعمة السريعة، كما يتوقع أن يصل حجم سوق المنتجات الاستهلاكية المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي، حوالي 2.8 مليار درهم بحلول 2025، وتتمحور الاستراتيجية حول 5 محاور رئيسة، هي البنية التحتية والتشريعية والمواهب والتمويل وطلب السوق، حيث سيتم العمل ضمن محور البنية التشريعية، على وضع إطار تنظيمي وتشريعي لاستخدام التكنولوجيا، ضمن القطاعات المختلفة، كما سيتم تحديد المواصفات للمواد التي سيتم استخدامها في الطباعة ضمن القطاعات والاستخدامات المختلفة، وسيتم العمل من خلال البنية التحتية، على توفير بنية تحتية مجهزة وداعمة لأنشطة البحث والتطوير والتصميم والتصنيع المرتبطة بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وجاذبة لأكبر الشركات العالمية في هذا المجال.
بناية مصممة وفق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد
استقطاب العقول المبتكرة
وسيتم التركيز من خلال محور المواهب، على بناء قدرات المواهب المحلية من باحثين ومصممين ومبتكرين، وجلب أفضل العقول المبتكرة حول العالم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، أما بالنسبة لمحور التمويل، فسيتم توفير بدائل تمويلية توفر الدعم والاستثمار الضروريين لتطوير التكنولوجيا وتوسيع نطاق تطبيقها.
وفي ما يتعلق بمحور طلب السوق، فسيتم تشجيع تطبيق التكنولوجيا ضمن القطاعات المختلفة، ما يسهم في دفع أسعار منتجاتها إلى مستويات تنافسية مع الحفاظ على جودتها.
طباعة الأثاث إحدى مزايا التكنولوجيا الجديدة
شركاء
وستقوم على تنفيذ الاستراتيجية جهات رئيسة، منها بلدية دبي وهيئة الصحة في دبي وشركة دبي القابضة، حيث تهدف استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى تنسيق جهود المؤسسات الحكومية وشراكات القطاع الخاص، لتوحيد الرؤى المستقبلية لمسيرة تطور دبي، وتوظيف الخبرات المحلية والعالمية المبتكرة.
طباعة المباني تسهم في تقليل هدر الوقت والجهد
كما ستقوم مؤسسة دبي للمستقبل، بالمساهمة بدور كبير في تنظيم هذه الجهود، ووضعها في إطار الخطط المرسومة لتحقيق الاستراتيجية، وتعتبر بلدية دبي، من أهم الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك لجعل 25 ٪من أبنية دبي مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030، من خلال دراسة استخدام التقنيات المتوافرة في الوقت الحالي محلياً، وكيفية استقطاب الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، فضلاً عن تحليل الآلية الأمثل لإنجاح عملية التحول من طرق البناء التقليدي، إلى البناء باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
خدمات طبية كبيرة تقدمها الطباعة ثلاثية الأبعاد
مبادرات
وتتجسد مشاركة بلدية دبي في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية، من خلال إطلاق وتنظيم العديد من المشاريع والمبادرات الرئيسة عبر 4 مراحل، حيث تتضمن مرحلة التأسيس، إعداد دراسة شاملة لصناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد، خصوصاً في مجال المباني وآليات الاستقطاب، والمساهمة في وضع الأنظمة والتشريعات المنظمة لعملية التسجيل والتأهيل والترخيص والتنفيذ، ومتابعة الرقابة والتعديل، بالإضافة إلى التنسيق مع المتعاملين والدوائر الحكومية والمطورين والمصنعين وشركات تقنية المعلومات، ونشر ثقافة التغيير.
وتهدف مرحلة التأهيل، إلى تنظيم مشروع وضع الكودات الخاصة بصناعة طباعة المباني من المواد والنظم والمواصفات والأجهزة الفنية ومعايير الاستدامة والصيانة، بالإضافة إلى اعتماد وتسجيل وتصنيف وتثقيف المهندسين والشركات المحلية والدولية، والعمل على تجهيز المختبرات للفحص والقياس والاعتماد المحلي والدولي، وإعداد الكوادر والأنظمة الإلكترونية للقيام بعمليات الترخيص والرقابة على التنفيذ والتفتيش المستمر.
تنفيذ
وتبدأ المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التنفيذ عبر إطلاق المشروع التجريبي الأول مع دبي القابضة، واستقطاب المطورين لتبني مشاريع تجريبية أخرى، فضلاً عن استقطاب القطاع الخاص والاستشاريين، لتبني عمليات التحول نحو طباعة المباني، من خلال مجموعة من الحوافز ذات الأثر المباشر.
أما مرحلة التطوير، فتشمل عمليات التقييم، من خلال عدة مقاييس ومؤشرات أداء، تغطي كافة المراحل السابقة، والعمل على تطويرها، وصياغة اتفاقيات عمل مع المطورين الرئيسين لتطوير قطاع تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتعزيز الانتشار المحلي والإقليمي والدولي.
ضوابط
كما ستسهم هيئة الصحة بدبي، في تنفيذ مخرجات الاستراتيجية ضمن قطاع المنتجات الطبية، من خلال خلق البيئة الملائمة ووضع الضوابط، المواصفات والاشتراطات لتطبيق التكنولوجيا في القطاع الطبي، إضافة إلى الترويج لدبي، كمركز عالمي للمنتجات الطبية المطبوعة بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وبناء الشراكات العالمية مع اللاعبين الرئيسين للتكنولوجيا في القطاع الطبي.
كما ستلعب شركة دبي القابضة، دوراً جوهرياً في تنفيذ ودعم استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، من خلال مدينة متكاملة، تضم مختبراً ومركزاً لاحتضان والمبتكرين والمصممين والمبدعين، بالإضافة إلى تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل. هذا بالإضافة إلى جذب الشركات العالمية المتخصصة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لها لنمو أعمالها.
120
ومن المتوقع، أن تبلغ قيمة قطاع سوق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، نحو 120 مليار دولار بحلول عام 2020، ونحو 300 مليار دولار بحلول عام 2025، وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات، وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم، وسهولة الإنتاج والتصنيع في مختلف القطاعات، بفضل استخدام هذه التقنية المتقدمة، القادرة على صنع أي جسم صلب من نموذج رقمي، يتم تصميمه على أجهزة الحاسوب، وإحداث نقلة نوعية في عالم الصناعة.
وتشير التقارير، إلى دور تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في توفير تكلفة البناء، بنسبة تتراوح بين 50 ٪إلى 70 ٪، وتكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50 ٪إلى 80 ٪، إضافة إلى تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60 ٪، ما ينعكس إيجاباً على المردود الاقتصادي للقطاع، ويسهم في تحقيق استدامة البيئة والموارد.
المصدر: البيان