
خصصت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، 308 مساجد ومصليات على مستوى الدولة، لأداء صلاة الاستسقاء، اليوم، في تمام السابعة والنصف صباحاً، كما حددت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي المساجد والمصليات التي ستقام فيها الصلاة.
وطالبت الهيئة المواطنين والمقيمين الكبار والشباب من النساء والرجال والصغار بالتضرع إلى الله عز وجل بأن يغيث البلاد والعباد، تلبية للدعوة السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وأفاد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الهيئة انتهت من حصر جميع المصليات، التي ستقام فيها صلاة الاستسقاء، وعملت على تخصيص جوامع مساندة للمصليات الرئيسية لتخفيف الزحام عن المصلين.
وأشار إلى أن الهيئة خصصت نحو 134 مصلى وجامعاً على مستوى إمارة أبوظبي لإقامة شعائر صلاة الاستسقاء، 52 مصلى منها في مدينة أبوظبي، و48 مصلى في مدينة العين، و34 مصلى في المنطقة الغربية.
وعلى مستوى المنطقة الشمالية، فقد خصصت الهيئة 16 مصلى في مدينة الشارقة، و12 مصلى في مدينة خورفكان، و51 مصلى ومسجداً بإمارة رأس الخيمة، و4 مساجد في أم القيوين، و34 مصلى في عجمان، و57 مصلى في الفجيرة.
وأكد الدكتور الكعبي أن الهيئة حددت لكل مصلى ومسجد على مستوى الدولة اسم الخطيب، وتأكدت من جاهزيتها بما يلزم من الفرش والسجاد والنظافة والتجهيزات الصوتية، كما عملت على تخصيص آماكن للنساء، وتهيئة جميع الساحات لاستقبال المصلين.
ونوه الكعبي بأن المصليات والمساجد التي تم اختيارها لأداء صلاة الاستسقاء على مستوى الدولة، روعي فيها أن تكون مساحتها قادرة على استيعاب آلاف المصلين، داعياً جميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة إلى التوافد على المصليات المحددة والابتهال للمولى عز وجل ليعم الغيث وينشر رحمته وعطاءه وخيره على العباد والبلاد.
من جهته، قال الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، لـ«البيان»: وجهنا الإدارات المختصة في الدائرة لإقامة صلاة الاستسقاء.
وأضاف الشيباني أن خطة متكاملة أعدت لذلك، حيث ستقام الصلاة في كافة المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة وبعض المصليات في مناطق متنوعة من دبي، كمصلى ديرة الكبير، ومصلى جميرا، ومصلى أم سقيم الكبير، ومصلى الليسلي، والمصلى الكبير بحتا، كونها تتسع لأكبر عدد من المصلين.
ولفت الشيباني إلى أن الصلاة ستكون في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً، موضحاً أنه «ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه صلاها عند ظهور الحاجة إلى الماء في استصلاح الأرض، والشدّة بالمخلوقات إلى ذلك رواءً ونماءً».
وتابع الشيباني: «أخرج أبو داود في السنن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت شكا الناسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فَأَمَرَ بمنبَرٍ فَوُضِعَ له في المُصلى ووعدَ الناسَ يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة فَخرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينَ بدَا حَاجِبُ الشمس، فقعدَ على المنبر فَكَبَّرَ صلى الله عليه وسلم وحَمِدَ اللّه عز وجل ثُم قال: «إِنَكُم شَكَوتُم جَدْبَ دِيَارِكُم وَاسْتِئخَارَ المَطَرِ عن إِبَّانِ زَمَانِهِ عنكم وقد أَمَرَكُمُ الله عز وجل أن تدعوه ووعَدَكُم أن يستَجيبَ لكم»، ثُم قال: «الحمد للَه رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدِّين، لا إِلهَ إِلا اللهُ يَفعَلُ مَا يُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنتَ الله لاَ إِله إِلا أَنتَ الغَنِىُّ وَنَحنُ الفُقَراءُ أَنزِل عَلَينا الغَيثَ واجعَل مَا أَنزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلاَغاً إِلى حين».
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ فَلَم يَزَل في الرَّفْعِ حتى بَدَا بَيَاضُ إِبطَيهِ ثُمَّ حَوَّلَ على النَّاسِ ظَهرَهُ وَقَلَّبَ أَو حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ونَزَلَ فَصلَّى رَكعَتَينِ فَأَنْشَأَ الله سَحَابَةً فَرَعَدَت وبَرَقتْ ثُم أَمطَرَت بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَم يَأْتِ مَسجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ فَلَمَّا رَأَى سُرعَتَهُمْ إِلَى الكِنِّ ضَحِكَ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذُهُ فَقَالَ: «أَشهَدُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَأَنِّي عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»
أحمد الحداد: إحياء للسنة النبوية
شدد الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي على أهمية تلبية دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بصفته ولي الأمر، بالخروج إلى صلاة الاستسقاء، مؤكداً أن سموه أحيا هذه السنة بدعوته إليها.
وقال فضيلته: «على العباد الخروج للمصليات شاكين لله ضرهم، مفتقرين إليه بحالهم وقولهم، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، ولا سيما مع توافر شرط الخروج بدعوة ولي الأمر صاحب السمو رئيس الدولة، الذي أحيا هذه السنة بدعوته إليها، والناس معنيون بأن يحققوا شرط الإجابة بالخروج من المظالم، وصدق الالتجاء للملك العالم، والتفاؤل بتحول الحال إلى أحسنه».
تعريف الاستسقاء
وعرف الدكتور الحداد الاستسقاء بأنه طلب الغيث والمطر من الله تعالى، ليحيي الأرض بعد موتها، فيخضرَّ ورقها، وينبت عشبها، وتثمر أشجارها، ويعيش الناس في رحمة الله تعالى مما ينبت الزرع، ويدر الضرع، وتطمئن النفوس بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وتابع الحداد: «الغيث رحمة كبيرة، ونعمة وفيرة، فبفقده تجدب الأرض، وتضيق الأرزاق على الناس والدواب، وتكفَهِرُّ الأرض غبرة وقترة من القحط، ولا ريب بأن الله تعالى هو الذي ينزل الغيث برحمته لمن يشاء من عباده».
وبين أن الله قد يبتلي عباده بالجدب ليسمع تضرعهم إليه، ودعاءهم له، وافتقارهم لرحمته ونعمته، «فهم عباده وهو يحب الملحين بالدعاء، والمستغفرين بالأسحار وآناء الليل وأطراف النهار، لما في هذا الدعاء من خلوص العبودية، وإظهار الافتقار للربوبية، ومن لم يجأر إليه بالدعاء فذلك مستكبِر يوشك أن يدخل جهنم داخراً، كما كان يعيش في الدنيا صاغراً».
المصدر: البيان