
خاص لـ هات بوست:
يواجه قطاع العلاقات العامة في منطقة الخليج والمرشح للنمو إلى أكثر من 7 مليارات درهم حتى عام 2030 بحسب «أكاديمية العلاقات العامة» – الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحولات عميقة تفرضها الطبيعة المتغيرة للبيئة الإعلامية والاتصالية، ما يتطلب من المتخصصين في هذا القطاع الحيوي التخطيط لمواكبة هذه النقلة النوعية، وتطوير مهارات متجددة تتجاوز الأدوار التقليدية، لتشمل إتقان تقنيات السرد القصصي الرقمي، وإنتاج المحتوى المرئي الجذاب، والتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي المتجددة التي تظهر بوتيرة متسارعة، لتغير قواعد التفاعل وآليات نشر المحتوى باستمرار، بما يتناسب مع هذا النمو المطرد والتغيرات الكبيرة.
من قلب التحديات تبرز الفرص
في قلب هذه التحديات، تكمن فرص مهمة لمؤسسات وشركات العلاقات العامة القادرة على التكيف والابتكار، حيث إن المشهد الإعلامي الرقمي المتسارع يفتح آفاقاً جديدة للوصول إلى الجمهور بطرق أكثر تأثيراً وفعالية، بشرط أن تكون استراتيجياته قائمة على الفهم العميق لسلوك المستخدمين والجمهور المستهدف، ولغة المنصات المختلفة، وقدرة المؤسسة على بناء حضور إعلامي موثوق ومؤثر.
مستقبل متخصصي العلاقات العامة
ومن وجهة النظر الحديثة، فإن دور متخصص العلاقات العامة لم يعد يعتمد على إعداد البيانات الصحفية أو تنظيم الفعاليات التقليدية، بل أصبح مُنسقًا إبداعيًا للرسائل، ومُوجهاً للقصص التي تحمل هوية المؤسسة وقيمتها، ومُحللاً للبيانات لفهم مدى انتشار الرسائل وتأثيرها، كما أصبح من الضروري أن يكون قادراً على التعامل مع الأزمات في الزمن الحقيقي، وفي بيئة إعلامية لا تعرف الحدود ولا الساعات.
كما أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية، واستخدام تقنيات الفيديو القصير والمحتوى التفاعلي، يُعدّ خطوة محورية نحو إعادة تعريف مفهوم العلاقات العامة في الخليج. ومن هنا، فإن الاستثمار في تطوير الكفاءات البشرية، وتوفير برامج تدريبية متقدمة، واعتماد ثقافة التعلم المستمر داخل المؤسسات، سيشكل ركيزة أساسية للنجاح في هذا العصر الرقمي.
«هتلان ميديا».. مسيرة تواكب المستقبل
في ظل هذه الرؤية وقبل أكثر من عقد من الزمن، بدأت «هتلان ميديا» رحلتها بخطى واثقة في عالم العلاقات العامة، بفريق صغير وطموح كبير. كانت البداية متواضعة، لكنها ارتكزت على رؤية واضحة وإيمان راسخ بأن التميز لا يتحقق إلا من خلال الفهم العميق لخصوصيات المنطقة، والقدرة على التكيّف مع التحولات السريعة في بيئة الإعلام والاتصال.
ومع تغير المشهد الإعلامي في الخليج، لم تقف هتلان ميديا عند حدود تقديم خدمات العلاقات العامة التقليدية، بل سارعت إلى التوسع والابتكار، مستفيدة من كل تحدٍ جديد كفرصة للنمو، حيث أدركت مبكرًا أن النجاح المستدام يتطلب تقديم خدمات جديدة، وبناء شراكات استراتيجية مع العملاء تقوم على المصداقية والشفافية، وتقديم حلول متكاملة تجمع بين الأصالة والتجديد.
واحدة من نقاط القوة التي ميّزت مسيرة هتلان ميديا كانت استثمارها المستمر في العنصر البشري، حيث حرصت على بناء فريق متعدد الثقافات والاختصاصات، يتمتع بخبرات عالية وقدرات إبداعية، مما مكّنها من تقديم خدمات نوعية تراعي تنوع المجتمعات الخليجية وتواكب تطلعاتها. كما وضعت الشركة التدريب المستمر في صلب استراتيجيتها، فأطلقت برامج تطوير مهني متقدمة، تجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي، وتركز على المهارات التقنية والتواصل الاستراتيجي والذكاء العاطفي.
ومع مرور الوقت، توسع نطاق خدماتها ليشمل الاستشارات الإعلامية، وإدارة السمعة، والتدريب الإعلامي، وإنتاج المحتوى، والترجمة، وإدارة الفعاليات، وتطوير المواقع الإلكترونية وغيرها، مقدّمة بذلك حزمة متكاملة لكبرى الجهات الحكومية والخاصة في الخليج.
اليوم، تُعد «هتلان ميديا» نموذجًا يُحتذى في صناعة العلاقات العامة، وشريكًا استراتيجيًا للعديد من المؤسسات التي وجدت فيها الكفاءة، والابتكار، والقدرة على التكيف مع التغيرات، دون أن تفقد روحها وهويتها الأصلية.
العلاقات العامة والتدريب الإعلامي وبناء الثقة
أشار الدكتور سليمان الهتلان، الرئيس التنفيذي لشركة «هتلان ميديا»، في تعليق سابق أن العلاقات العامة والتدريب الإعلامي تمثل اليوم حجر الأساس في بناء الثقة المجتمعية وتعزيز سمعة المؤسسات، وتكتسب أهمية استثنائية في دول مجلس التعاون الخليجي التي تقود تحولاً حضارياً شاملاً عبر رؤاها الطموحة للمستقبل. وفي ظل التطور المتسارع الذي تشهده منطقتنا والقفزات النوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تتطلب مؤسساتنا استراتيجيات تواصل متقدمة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
تجاوزت العلاقات العامة دورها التقليدي كأداة إعلامية، لتصبح شريكاً استراتيجياً في صنع القرار المؤسسي وبناء الهوية التنظيمية، وتشكيل الرأي العام، وإدارة الأزمات، وتعميق الحوار البناء مع جميع شرائح المجتمع، وهناك فرصة مهمة لقيادة نموذج متقدم في العلاقات العامة يعكس قيمنا الأصيلة ويحقق تطلعاتنا المستقبلية، ويعزز من حضورنا على جميع الصعد. يقع مستقبل العلاقات العامة في منطقة الخليج بين أيدي من يستطيع التفاعل بذكاء، وإلهام الجماهير بحكمة، وبناء سردية قوية تبقى علامة فارقة في ذهن الجمهور.
استشراف المستقبل: نحو رؤية متكاملة للعلاقات العامة
كما هو الحال مع «هتلان ميديا»، فإن النصيحة الجوهرية لأي شركة علاقات عامة تتطلع إلى مواكبة التطورات هي أن تظل مرنة ومبتكرة في ظل التحولات المتسارعة، خاصة أن مستقبل العلاقات العامة في منطقة الخليج يبدو واعدًا وزاخرًا بالفرص، على الرغم من التحديات التي تفرضها التغيرات التقنية والاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة.
فالتميز في هذا المستقبل يعتمد على القدرة على التكيف السريع، وتبني أدوات التكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في الكفاءات البشرية ذات المهارات المتقدمة. وستكون الريادة من نصيب المؤسسات التي تنجح في تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على الهوية الثقافية والانفتاح على التجارب العالمية، وبين توظيف الذكاء الاصطناعي والحفاظ على البعد الإنساني في بناء الرسائل الإعلامية وتعزيز الثقة مع الجمهور.