أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دبي بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، دشنت مرحلة جديدة لبرامج تسريع الأعمال على مستوى العالم، تكون فيه لاعباً أساسياً في رسم ملامح مستقبل أفضل، وذلك من خلال توفيرها منصة مثالية عالمية لتطوير أفكار مبتكرة تدعم الجهود العالمية لإيجاد حلول مستدامة للتحديات القطاعية الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.

تعريف

وأضاف: «إن دولة الإمارات تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة تعريف دور مسرعات الأعمال عالمياً ليتوافق مع الأجندات والاستراتيجيات الحكومية ويكون محركاً لعجلة البحث والتطوير ضمن القطاعات الأكثر استراتيجية وأولوية للدول مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والمواصلات والطاقة». وشدد معاليه على أن المبادرة تسعى لتحقيق مستهدفات أجندة دبي للمستقبل من خلال ضمان استدامة الابتكار ضمن القطاعات الاستراتيجية للدولة واستكشاف قطاعات جديدة مبنية على تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة التي من شأنها خلق أسواق بمليارات الدولارات وإحداث تغيير جذري في نماذج الأعمال التي نعرفها.

اختيار

جاءت تصريحات معاليه بمناسبة إعلان برنامج «مسرعات دبي المستقبل» أسماء الشركات المختارة للانضمام للدورة الأولى للبرنامج، التي تضم نخبة من أكثر الشركات الابتكارية تميزاً في العالم، ووقع عليها الاختيار بعدما حقق البرنامج تفاعلاً عالمياً كبيراً باستقطابه 2274 طلباً للمشاركة في أقل من شهر واحد على إطلاقه، وذلك في يوليو الماضي.

وعلى مدى 12 أسبوعاً، ستعمل أفضل 30 شركة ابتكارية وأكثرها تميزاً على مستوى العالم مع الجهات الحكومية السبع ذات الصلة في برنامج «مسرعات دبي للمستقبل» لتطوير وتجربة حلولها ومنتجاتها المبتكرة التي تسهم في التغلب على التحديات في القطاعات، وتحظى بأولوية حيوية في القطاعات الاستراتيجية في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

دراسة

وجاء اختيار الشركات بعد دراسة دقيقة لكافة طلبات المشاركة التي تلقتها مؤسسة دبي للمستقبل من شركات ابتكارية من 73 دولة في جميع قارات العالم، وأسفرت عن انتقاء المشاريع الخلاقة والشركات الأكثر ابتكاراً، والتي من شأنها إيجاد حلول عملية ومستدامة للتحديات القطاعية التي تواجه المدن في القرن الحادي والعشرين.

تفاعل

وأكد سيف العليلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن التفاعل العالمي مع برنامج «مسرعات دبي المستقبل» الذي استقطب طلبات مشاركة من 2274 شركة ابتكارية من 73 دولة في قارات العالم السبع، وبات يعد حالياً من أسرع برامج تسريع الأعمال نمواً على مستوى العالم خلال فترة زمنية قياسية، دليل على مكانة دبي العالمية ودورها كلاعب رئيس في تطوير الجيل القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال، وأضاف: مع الانتهاء من مرحلة اختيار الشركات العالمية التي ستشارك في برنامج «مسرعات دبي المستقبل» إيذاناً ببدء مرحلة الاختبار الفعلي لحلولها المبتكرة بالتعاون مع الجهات المعنية، نكون قد بدأنا فعلياً بإعادة تقديم الأفكار المبتكرة للعالم على شكل مشاريع متطورة تشكل رافداً جديداً للاقتصاد العالمي.

تأثيرلائحة

وتشمل قائمة الشركات التي وقع الاختيار عليها، شركة «هايبرلوب ون»، التي تعمل على نظام نقل مبتكر تفوق سرعته سرعة الضوء، وشركة «نيكست فيوتشر» المتخصصة في حلول النقل الجماعي ذاتية القيادة، وشركة (Concensys) التي تعتبر أكبر شركة لتقنيات البلوك تشين والمتخصصة في توفير أدوات للمطورين وتطبيقات اللامركزية وحلول للمشاريع، و«ريبوتك كونستركشن» المتخصصة في تصميم حلول بناء تزيد الإنتاجية إلى حوالي 5 أضعاف، وهانيويل إحدى شركات قائمة ‹فورتشن 100› التي تعمل على تطوير أنظمة رقمية متطورة لتقديم الرعاية الصحية.

اختصاصات

وتتخذ «نيكست فيوتشر ترانسبورتيشن» من وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية مقراً، وتختبر نظام نقل ذكي يتكون من وحدات كهربائية قادرة على استيعاب قرابة 6 ركاب.

أما «هايبرلوب ون» التي تتخذ من لوس أنجليس مقراً، فهي تعمل على اختبار نظام نقل عالي السرعة يستخدم كبسولات تنتقل ضمن شبكة أنفاق يمكن تشييدها تحت الماء. وتسعى «ريبوتكس كونستيركشن» إلى إيجاد حلول مبتكرة في قطاع البناء والتشييد في العالم، وذلك من خلال استخدام الروبوتات وأنظمة التشغيل الآلية في عملية البناء. وتعمل (Concensys) على تطوير تطبيقات رقمية للمعاملات المالية والتجارية الرقمية «بلوك تشين»، وتساعد هذه التكنولوجيا في الحفاظ على سجلات البيانات المتنامية. وتعمل هانيويل، وهي من الشركات المدرجة على قائمة «فورتشن 100»، على تطوير «المنشأة الصحية الرقمية»،

منشأة

وخلال الدورة الأولى من برنامج «مسرعات دبي المستقبل» ستعمل الشركات الابتكارية وبالتعاون مع الجهات الحكومية السبعة ذات الصلة على تطوير وتسريع مشاريعهم ومنتجاتهم في منشأة «مسرعات المستقبل»، التي ستوفر مساحات عمل، ومختبرات للابتكار تم تصميمها وفق أرقى المعايير.

وقف بحثي

تعتبر مؤسسة دبي للمستقبل أول مؤسسة وقف بحثي في المنطقة تم تأسيسها عام 2016 بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات ومدينة دبي كمركز عالمي لاستشراف وصناعة المستقبل. وتشرف المؤسسة على تنفيذ أجندة دبي المستقبل التي تندرج تحتها مجموعة واسعة من المبادرات: مسرعات دبي المستقبل، متحف المستقبل، ومرصد المستقبل، وغيرها من المبادرات الهادفة إلـى تعزيـز قرات الأفراد وبناء الثقـافة في مجال استشراف المستقبل .

تسخير الفرص والتعرف على التحديات

يتضمن برنامج «مسرعات دبي المستقبل» 3 دورات «تسريع أعمال» سنوياً تستغرق كل واحدة منها 3 أشهر يتم من خلالها التعرف على التحديات وتسليط الضوء على الفرص القطاعية وجذب أفضل شركات العالم الناشئة لإيجاد حلول منتجات تكنولوجية لحل التحديات وتسخير الفرص، كما سيتم ضمن الدورة أيضاً تقديم برامج تدريبية على كيفية تطوير الأعمال وتنميتها، إضافة إلى نمذجة الحلول المستقبلية، وتقديم مشاريع تجريبية على مستوى مدينة دبي وصولاً إلى بناء نموذج عمل تجاري قابل للنمو وتحقيق الربحية، وذلك بالتعاون مع نخبة من مسؤولي المؤسسات الحكومية المشاركة وخبراء عالميين في مجال حاضنات وتسريع الأعمال.

ويعد برنامج مسرعات دبي للمستقبل إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة دبي للمستقبل، كما تم تدعيم البرنامج من خلال تخصيص مبلغ مليار درهم للاستثمار في الشركات والمشاريع ذات الجدوى الاستثمارية والتجارية والمنتسبة للبرنامج، مما سيساهم في خلق رافد جديد للسوق الاستثماري في الدولة والمنطقة بشكل عام.

ويعتبر «مسرعات دبي للمستقبل» أكبر برنامج لمسرعات الأعمال على مستوى العالم أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليكون بيئة مثالية تتمكن من خلالها الشركات الابتكارية الرائدة على مستوى العالم من العمل على تطوير وابتكار حلول للتحديات التي تواجه القطاعات السبعة ذات الألوية الاستراتيجية، والممثلة في هيئة الطرق والمواصلات، هيئة كهرباء ومياه دبي، شرطة دبي، بلدية دبي، هيئة الصحة بدبي، شركة دبي القابضة، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي.

تحويل أفكار خلاقة إلى تقنيات متطورة

تتضمن لائحة الشركات التي وقع الاختيار عليها للمشاركة في الدورة الأولى من المبادرة نخبة متميزة من أكثر الشركات ابتكاراً على مستوى العالم تعمل حالياً على تطوير وتجربة أفكاراً خلاقة وتحويلها إلى تقنيات متطورة من شأنها المساهمة في إيجاد فرص تكنولوجية وخدمية واقتصادية ذات بعد مستقبلي، وتشكل حلولاً للتحديات ضمن القطاعات الرئيسية، بما فيها قطاع الصحة، وقطاع التعليم، وقطاع الطاقة والمياه، وقطاع النقل، وقطاع البنية التحتية، وقطاع الأمن والسلامة، وقطاع التكنولوجيا. وستقوم هذه الشركات باختبار حلولها المبتكرة في مجال الهايبرلوب والنقل المستدام والطباعة ثلاثية الأبعاد والتعاملات المالية الرقمية. 

المصدر: البيان