مواطن شاب يستحدث أول محطة لإنتاج ملكات النحل خليجياً في حتّا

أخبار

سجل الشاب الإماراتي، مانع الكعبي، قصة نجاح وأثبت ذاته وأوجد لنفسه مكاناً مميزاً في عالم الأعمال، بعدما اختار مجال تربية النحل وإنتاج العسل، ليبدع فيه باستحداث أساليب جديدة منحته ميزة تفوّق نوعية، من أهمها إنتاج ملكات النحل محلياً بدلاً من استيرادها.

توفير الدعم لتمكين الشباب

تعمل كل الجهات المشاركة في خطة تطوير حتّا على توفير مختلف أشكال الدعم لتمكين شباب المنطقة للاستفادة من الفرص الاستثمارية، وفي السياق ذاته تنظم بلدية دبي سنوياً «مهرجان حتّا للعسل»، الذي يعد منصة اقليمية مهمة تجمع بين المهتمين بالقطاع، وتوفر لهم فرصاً عديدة في مجالات التسويق، والتطوير، وذلك للمساهمة في تطوير القطاع والعمل على استدامته من خلال إنتاج سلالة إماراتية متأقلمة مع الظروف المحلية وقادرة على توفير انتاج بمواصفات ممتازة وبحجم مقبول، وتشجيعاً للمزارعين والمنتجين على الاستثمار في هذا المجال.

وتقوم مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة بتوفير الدعم المادي، والاستشاري لأصحاب المشروعات حيث افتتحت مكتباً تنفيذياً في مدينة حتا، يقدم جميع خدمات المؤسسة لأهالي المنطقة، ويمكنهم من إنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر.

وتضع خطة التنمية الشاملة لمنطقة حتا التي أطلقتها حكومة دبي، الشباب في مقدمة أولوياتها أسوة بنهج دولة الإمارات التي طالما راهنت على الشباب كرقم مهم وحاسم في معادلة التنمية.

وحرص الكعبي عند تأسيسه شركة «حتّا للعسل»، على أن يكون مبدعاً في مجاله وسعى إلى تقديم إضافة يمكن من خلالها أن يحقق التميز في هذا المجال الذي طالما ارتبط بتاريخ دولة الإمارات وتراثها، إذ نجح في انتاج ملكات النحل محلياً لأول مرة، التي تعتمد فيها تربية النحل بحسب الكعبي على استيراد النحل بنسبة 95% من الخارج، بينما يدخل سنوياً أكثر من 800 ألف خلية نحل لموسمي السمر والسدر، حيث لم توجد أي محطة لإنتاج «الملكات» لتغطية احتياجات السوق المحلية.

وتُعد نجاح عملية إنتاج ملكات النحل محلياً خطوة مهمة تسهم في دفع وتطوير قطاع انتاج العسل في حتّا، وإمارات الدولة كافة لما في ذلك من ضمان لاستدامة هذه الصناعة، والقدرة على تطويرها بما يتناسب مع الظروف البيئية في الدولة، إذ إن أغلب الخلايا المستوردة تعيش لمدة عام واحد على الأكثر بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بيد أن الخلايا المنتجة محلياً لها قدرة أكبر على التعايش مع الطبيعة المناخية.

لم يكن تأسيس مصنع العسل الحلم الوحيد للشاب الإماراتي مانع الكعبي، بل مجرد البداية إذ قرر تبني وتنفيذ مجموعة من الأفكار المبتكرة لتكون دعماً له، وضماناً لقدرته التنافسية، وهو ما دفعه إلى تأسيس محطة إنتاج «ملكات النحل»، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل استطاع الكعبي، من خلال الدعم الذي تلقاه من بلدية دبي ومؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسط، التواصل مع عدد كبير من الجهات والأشخاص المتخصصين في هذا المجال، وذلك حتى يحصل على أفضل السلالات ومن ثم يعمل على تهجينها لتطوير سلالة تتناسب مع الظروف البيئية للدولة.

سلالات نحل متطورة

وقال الكعبي إن خلايا الملكات تُعد اللبنة الأساسية للمشروع، لذا بدأ التفكير في تأسيس أول محطة على مستوى الخليج العربي لإنتاج ملكات نحل العسل، وتضم المحطة حالياً مجموعة متنوعة من أفضل سلالات النحل العالمية والإقليمية من أهمها سلالة «ساسكاتراز» الكندية، وهي سلالة تتميز بخصائص تجعلها من بين الأفضل عالمياً نظراً لقدرتها الكبيرة على مقاومة أغلب أمراض النحل، وهناك أيضاً سلالة إيطالية من انتاج شركة أوليفاريز الأميركية تحت اشراف خبير النحل العالمي راندي اوليفر، وسلالة استرالية، فضلاً عن السلالات الخليجية مثل العماني والغنامي السعودي، وتعمل المحطة على إنتاج سلالة تجمع بين أفضل الصفات العالمية والخليجية وتتحمل ظروف المناخ الحار وتكون جماعة للعسل.

وأكد أن المحطة تستهدف حالياً توزيع الإنتاج في السوق المحلية، والأسواق الخليجية، وبعض البلدان العربية مثل الأردن ولبنان والعراق، وتسعى في المستقبل إلى تصدير العسل الإماراتي إلى المزيد من البلدان.

ويهدف الكعبي إلى إنتاج سلالة جديدة تجمع الصفات الأقوى بين السلالات كافة، لتكون «سلالة دبي»، وذلك بالتعاون مع هيئات وجهات عالمية معنية بالنحل.

المصدر: الإمارات اليوم