وزعت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورا التقطتها من الفضاء للمملكة العربية السعودية، يظهر فيها ميناء الملك عبد العزيز، ورأس تنورة، وخليج تاروت، والقطيف، وذلك كجزء من دراسات فضائية وجيولوجية حسب برنامج تعاون سعودي – أميركي.
ومن وقت لآخر، توزع «ناسا» مثل هذه الصور، عن مختلف الدول، وعن السعودية وزعت في الماضي صورا عن الربع الخالي، والجزيرة العربية، وحارة خيبر، والجبيل وطبرجل.
الجبيل ليلا
الصور التي وزعتها «ناسا» قبل يومين هي أحدث مجموعة لمسلسل من الصور بدأته قبل سنوات للسعودية. الصور تبين خليج تاورت، وذلك كجزء من دراسة التكوينات الجيولوجية للمنطقة، وذلك عن طريق سفينة الفضاء العالمية. وكل يوم توزع «ناسا» صورة من بلد معين كجزء من هذا البرنامج.
وقال متحدث باسم «ناسا» لـ«الشرق الأوسط»» إن هناك «علاقة خاصة مع السعودية»، وذلك حسب اتفاقية قبل أربع سنوات مع جامعة الملك عبد العزيز للتكنولوجيا. وحسب الاتفاقية، تشترك الدولتان في إجراء أبحاث عن الفضاء، والقمر، والكواكب، والأجرام السماوية. ويجري جزء كبير من التعاون عن طريق مركز العلوم القمرية في ولاية كاليفورنيا، وهو واحد من مراكز «ناسا».
خيبر ومحيطها
وفي السنة الماضية، تعاون الجانبان لتطوير أبحاث عن المياه الجوفية في السعودية. وفي تلك المرة، كان الاعتماد على الفضائي «لاندسات»، الذي صور المناطق الزراعية في السعودية التي تعتمد على المياه الجوفية. ووزعت صورة لميناء الجبيل بالليل ولعاصفة رملية. ووزعت «ناسا» آخر صورة في سلسلة صور عن زيادة المناطق الزراعية في منطقة طبرجل، في وادي الجوف، بالقرب من الحدود الأردنية. وكانت أول صورة وزعت عام 1987 تصور المنطقة من دون زراعة.
في ذلك الوقت، قال بيان أصدرته «ناسا» إن السعودية «حققت نجاحات كبيرة في الوصول إلى الأنهار والبحيرات العذبة التي تجري تحت سطح الأرض» (بناء على تكوينات جيولوجية بعد العصر الجليدي).
زيادة الزراعة في طبرجل
وأشار المتحدث باسم «ناسا» لـ«الشرق الأوسط» إلى صور طبرجل، وقال إنها دليل على التعاون الفضائي الأميركي – السعودي، وذلك لأن «ناسا» بدأت بالتقاط صور، قبل قرابة ثلاثين سنة تقريبا، عن المياه الجوفية في المنطقة. وتوضح صورة عام 1987 عدم وجود أي زراعة هناك، ثم زراعة قليلة في صورة عام 1991، ثم أكثر في صورة عام 2000. وتوضح صورة العام الماضي المنطقة الزراعية وقد غطت مساحة شاسعة.
عاصفة رملية في الربع الخالي
وقال: «هذه مياه تحت سطح الأرض منذ العصر الجليدي، ها هي تخضر الصحراء السعودية. هذه مياه أمطار سقطت لمئات الآلاف من السنين، أو كانت بحيرات، وظلت تحت رمال الصحراء المتحركة». وقال إن المطر يسقط في المنطقة بمعدل بوصة واحدة كل سنة. ولهذا، لا يمكن التعويض عن المياه التي تستعمل في الزراعة، فقط باستمرار ضخ المياه الجوفية.
وقال إن خبراء «ناسا» ليسوا متأكدين، من الصور الفضائية، من حجم الماء المتبقي تحت سطح الأرض. ويقول البعض إنها لخمسين سنة. لكن، ليس ذلك مؤكدا. وفي عام 2008، وزعت «ناسا» صورة حارة خيبر، شمال شرقي المدينة المنورة.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط