
عرض مجموعة من الخبراء الإعلاميين المشاركين في أعمال اليوم الثاني لمؤتمر الرابطة العالمية لناشري الصحف ووكالات الأخبار الشرق الأوسط 2017، أهم ما توصلوا إليه من خطط وإجراءات لإبقاء صحفهم الورقية على قيد الحياة، في ظل الانتشار الكاسح للإعلام الرقمي، الذي بات يهدد وجودهم، في ظل انخفاض الإيرادات، وتدني حجم مبيعات الإعلانات.
وأشاروا إلى أهمية التفكير خارج الصندوق، والابتكار في إيجاد طرق ناجعة للتفاعل مع القراء والمعلنين، عبر تبني نماذج إبداعية في طباعة الصحف، وتغيير شكل الصفحات، ومحاولة تحويل المطبوعة الورقية إلى منتج خدمي أو ترفيهي يستطيع الوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين عبر وسائل جذب غير مألوفة، مثل الإعلانات المعطرة، والصفحات التي تحمل بذوراً نباتية يمكن للقراء زراعتها.
واعتبر المدير العام لقطاع النشر في مؤسسة «اكسل سبرينغر»، توماس دريزنيك، أن الابتكار في الوسائل التكنولوجية واللوجستية عنصر أساسي لمواكبة المتغيرات التي طرأت على قطاع النشر والإعلام المكتوب بفعل الإعلام الرقمي.
ولخص أهم العناصر المطلوبة لتقليص النفقات، باستخدام نظام تلوين أوتوماتيكي، يتحكم بدرجة وحدة الألوان حسب الحاجة، والتكامل والتنسيق بين مواقع الطباعة المختلفة الممتدة في أنحاء البلاد، والتابعة للمؤسسة نفسها، وزيادة عدد مقدمي الخدمات الخارجية، والاستخدام الأمثل لإمكانات الطباعة عبر الطباعة الثلاثية الأبعاد.
وتابع دريزنيك أن مؤسسته لجأت إلى عدد من الإجراءات التي عملت على رفع الإيرادات، مثل اتباع أنماط جديدة في إخراج الشكل النهائي للصحيفة، وزيادة عدد الملاحق، التي وصل عدد صفحاتها خلال العام الماضي إلى مليار صفحة، بدلاً من إدراج كل محتوى الصحيفة في نسخة واحدة.
ولفت إلى أهمية التغيير في إدارة عمليات الطباعة، وتبني نماذج متطورة وحديثة من الطابعات النافثة، وهي الطابعات التي تعتمد على قذف قطرات متناهية في الصغر من الحبر على الورق لرسم الصورة، أو طباعة النصوص، للتمكن من نسخ الصفحة المطبوعة واستخدامها رقمياً بمواصفات عالية الجودة.
وشدد دريزنيك على أهمية المرونة في بناء عمليات وخطوات الإنتاج، ومن بينها الاستجابة لمتطلبات السوق والتفاعل الإيجابي، والمشاركة ضمن البيئات والثقافات المختلفة التي ينتمي إليها القراء.
وخلص إلى ضرورة الاندماج والتشابك بين ثلاثة قطاعات أعمال، تتضمن الإنتاج والتكنولوجيا والتسويق.
أما مساعدة مستشارة المدير العام للعلاقات والتواصل وتطوير الأعمال في مؤسسة الجزيرة للنشر والطباعة في المملكة العربية السعودية، عبير عبدالله، فقدمت عرضاً ركزت فيه على استخدام الابتكار كوسيلة تغيير فاعلة في قطاع النشر، وتحديداً في طباعة الإعلانات «التي تمثل مادة جامدة لا يمكن حجبها أو تحريكها أو مسحها من صفحات الصحيفة».
وأشارت إلى تركيز مؤسستها على الابتكار في طرق طباعة الإعلان، بما يضمن جذب القارئ والمعلن على حد سواء، حيث تبنت نموذجاً يقوم على ستة عناصر أساسية.
واستعرضت عبدالله منتجات الجزيرة الطباعية الفريدة في عالم المطابع الصحفية، التي تقدمها بخصائص تقترب مما تقدمه المجلات الفاخرة، مثل خاصية الطباعة باللون الخامس، الذهبي والفضي والفسفوري، الذي يوجد غالباً في المجلات، ويضيف وهجاً للإعلان، والقص الفني الذي يتيح للمعلن تقديم إعلان لا يخلو من الإثارة والمفاجأة.
وعرضت من ضمن تلك النماذج الإعلان ذا الرائحة، الذي يُعد ثورة في عالم الطباعة، من خلال إضافة رائحة المنتج ليلعب دوراً إضافياً في جذب القارئ من خلال حاسة الشم، إذ يمكن للقارئ أن يتلمس صورة البرتقال مثلاً في الإعلان، ويحكه، لتنفذ إلى أنفه رائحة البرتقال.
كما عرضت الصفحات البانورامية على أربع إلى ثماني صفحات لإعلانات على مساحات واسعة وغير تقليدية تناسب المنتجات الفاخرة، حيث يأتي الإعلان البانورامي في مقدمة الأفكار الإبداعية التي تقدمها الجزيرة للقارئ والمعلن.
أما الإعلان بخاصية القص الفني، فيعتمد على إثارة عامل الفضول في جذب القارئ إلى صفحة تحمل إعلاناً مقصوصاً، أو إعلانا يخفي ما تحته بتصميم جذاب، عبر إحداث نافذة في الصفحة من خلال قص فني آلي، يتيح إظهار بقية الإعلان على الصفحة التالية، وهي خاصية جديدة ومبتكرة في طباعة الصحف لإضافة التشويق وإبراز الإعلانات التي يتطلع أصحابها إلى التميز والتجديد في ظهور منتجاتهم بشكل لافت وطريقة جذابة، وأيضاً الإعلانات اللاصقة التي تنفذ حالياً بطريقة تقليدية عبر لصق الإعلان يدوياً، باستخدام مواد لاصقة قد تشوه وتتلف الصفحة.
وأكد مدير الإنتاج والتقنية في «الهند تايمز»، سانات هازرا، أن سوق الصحف الورقية لايزال رائجاً في الهند، بسبب عدم انتشار استخدام الإنترنت في قطاعات كبيرة من أنحاء البلاد، ما يبشر بتأجيل أزمة اللحاق بالإعلام الرقمي إلى أجل غير مسمى في الهند، إلا أنه شدد على ضرورة التطوير حتى في ظل تحقيق أرباح وعدم وجود مخاطر.ولعل أكثر النماذج المبتكرة التي قدمها هازرا تميزاً، كانت طباعة صفحات المطبوعة الورقية الحاملة لبذور نباتية، إذ يمكن للقارئ أن يفتت الصفحة ويزرعها في التراب، لتثمر أزهاراً أو نباتات من أنواع مختلفة.
المصدر: الإمارات اليوم