
توفي مساء أمس بعد صراع مرير مع المرض الفنان التشكيلي الإماراتي حسن شريف، الذي يعتبر من رواد الفن المفاهيمي في الإمارات.
ولد حسن شريف في دبي عام 1951، وقد بدأ رساماً للكاريكاتير في الصحف والمجلات في سبعينات القرن الفائت في أجواء عكست المناخ السياسي في الشرق الأوسط آن ذاك، كانت دبي محطته الأولى وقد بدأت تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة توسعاً عمرانياً لافتاً، أما المحطة الأهم في سيرة شريف الفنية والتشكيلية، فبدأت منذ سفره إلى انجلترا طمعاً في تجديد رؤيته للفن وتحديداً في العام 1973.
في لندن التحق الراحل شريف بكلية بايام شو للفنون (جزء من سنترال سانت مارتينز) في عام 1980، وقد تأثر بأعمال الفنان تام جيلز، رئيس قسم الفن التجريدي والتجريبي في الكلية آن ذاك، وهي المحطة التي بدأ من خلالها شريف يعي الفن بوصفه معبراً عن فكرة وكانت تلك بداية ميله للمفاهيمية في الفن التي رأى من خلالها التعبير الأقرب عما يجول في داخله من أفكار وطروحات.
بعد تخرج شريف في عام 1984، أسهم في بث روح جديدة في أجواء الفن التشكيلي بين الأجيال الجديدة في الإمارات، وهنا قام بتأسيس (مرسم الفن في مسرح الشباب) في دبي، الذي شكل ملتقى فنياً وفكرياً عكس من خلاله رؤيته للفنون البصرية ضمن ما بات يعرف بالفن المعاصر.
في لقاءاته الكثيرة مع الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة كان شريف حريصا على تمرير أفكاره الفنية بروح هادئة طبعت تجربته المؤثرة ليس في الإمارات وحسب وإنما في الجوار الخليجي والعربي.
فقد أسهم شريف على مستوى الإمارات في تأسيس جمعية الإمارات للفنون الجميلة، ومجموعة «الخمسة» للفن المفاهيمي والتي شملت كلا من محمد كاظم، ومحمد أحمد ابراهيم، وعبد الله السعدي، وحسين شريف.
ينظر إلى الراحل شريف بوصفه الأب الروحي في مجال الفنون البصرية في الإمارات، وله كتب منشورة في الفن الحديث ومفهوم الفن وفلسفة إنتاجه، وشريف عضو «البيت الطائر» للفن في دبي الذي أسسه شقيقه رجل الأعمال عبدالرحيم شريف وكان بمثابة فضاء جديد للعرض ولحفظ وثائق فنية كانت مكدسة في صناديق.
قادته تجربته في الفن المعاصر لينقل صورة مشرفة عن الفن الإماراتي نحو العالمية من خلال المعارض التي أقيمت في العديد من العواصم الغربية.
أقام شرف العديد من المعارض الفنية في معظم دول العالم وقد كرمته عدة جهات ثقافية رسمية وأهلية عربية وعالمية، منها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي نظمت معرضه «تجارب وأشياء 1979 2011» في قاعة حي قصر الحصن الثقافي بأبوظبي.
المصدر: الخليج