10 مهندسين إماراتيين يحققون نقلة تقنية بـ«إلياه 3»

أخبار

أنهى 10 من المهندسين الإماراتيين من شركة «الياه سات»، الشركة المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للتنمية (مبادلة)، تدريباتهم التي استمرت 6 أشهر في الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة دولوز، بولاية فرجينيا، ذلك لحرص الشركة على مشاركة المهندسين الإماراتيين في تصنيع القمر الصناعي الثالث «الياه 3» الذي سيطلق خلال الربع الأول من عام 2017. 

«الخليج» التقت مع المهندسين الإماراتيين الذين تحدثوا عن تجربتهم والعمليات التدريبية التي مروا بها، في حمل الخبرات لتصنيع القمر الصناعي «الياه 3» بجانب مشاركتهم أفضل الخبرات في قطاع الاتصالات الفضائية، مؤكدين أن الدولة بتوجيهات القيادة الرشيدة تقوم بتطوير وتنمية عقول المهندسين الإماراتيين وقدراتهم للعمل في هذا المجال للاستعداد لتحديات المستقبل، حيث نسعى من خلالها إلى تطوير وتصنيع أقمار صناعية تهدف لخدمة الإنسان والتنمية المستدامة، واكتشاف طرق جديدة في تفعيل دور الهندسة الفضائية في التطوير، ودفع عجلة النمو والاقتصاد والأمن في الدولة.

قال المهندس عبد الله زكريا العربي، مهندس عمليات حمولة الساتلي: حصلت على درجة البكلوريوس في تخصص الهندسة الكهربائية من معهد ووستر التطبيقي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تقدمت «للياه سات» عن طريق مكتب تنسيق البعثات الذي كان له الفضل الكبير في دراستي، وشجعني على العمل في قطاع الفضاء التوجه القوي للدولة لاقتحام هذا المجال بشكل واسع من خلال دعم الشباب ومشاريع البحث العلمي والخطط المستقبلية التي تسهم في وضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة، كما شجعني على الانضمام «للياه سات» السمعة الطيبة والطموحات المستقبلية الكبرى للشركة في التوسع.

وأضاف: الدولة تشهد طفرة في قطاع الفضاء من خلال المشاريع الحيوية القائمة منها: «مسبار الأمل»، لاستكشاف المريخ كأول دولة عربية تقتحم هذا المجال، فدخول الدولة مجال الفضاء والبحث العلمي يخلق جيلاً متحمساً للتعلم والاستكشاف والابتكار على مستوى عالمي.

التدريب الخارجي

وعن مشاركتهم في الولايات المتحدة الأمريكية وتدريبهم في الشركة العالمية «أوربيتال إي تي كي» قال: الاستفادة كانت كبيرة من خلال الاطلاع عن قرب إلى سير عملية تصنيع القمر الصناعي الثالث، ومن خلال حضورنا للكثير من الاجتماعات المتعلقة بالبرنامج، مما أسهم في زيادة المستوى المعرفي لدينا في مجال تصنيع الأقمار الصناعية، وأطمح للمشاركة ضمن فريق العمل في المستقبل وتطبيق الخبرات التي اكتسبتها خلال هذه التجربة الثرية.

وأضاف: شركة «الياه سات» تدعم التوطين وتنمية المواهب الوطنية بشكل كبير، ولها الفضل في تطوير قدراتنا من خلال إرسالنا للتعلم عن قرب في أرقى المؤسسات في المجال الفضائي على مستوى العالم، الشركة وفرت المتطلبات المعيشية كافة خلال فترة تدريبنا في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تتواصل معنا بشكل دائم لمتابعة مراحل التدريب. الصعوبات في بداية الأمر كانت تتعلق باختلاف بيئة العمل.

الشغف والطموح

وقالت فاطمة علي اليماحي، مهندسة ديناميكيات طيران القمر الصناعي عن انضمامها لقطاع الفضاء: لقد درست مادتين دراسيتين في الجامعة عن الأقمار الصناعية، وكيفية إتمام عملية الإرسال والاستقبال عن طريق الهوائيات «antennas»، ومن خلال التجربة الاختبارية فوق سطح الجامعة التي امتدت لمدة أربع ساعات، بدأت بالميول نحو هذا المجال، لقد هدفت التجربة إلى إعداد أجهزة الاستقبال على الأرض، وتوجيه الصحن الهوائي لاتجاه القمر الصناعي «AsiaSat4» والتأكد من استقبال الإشارة وتفكيك الشفرة وتشغيل القناة الفضائية على جهاز التلفزيون بنجاح، لقد أدركت أن مجال الأقمار الصناعية مجال واسع ونادر. 

وأشارت إلى أنها تحمل شهادة بكالوريوس هندسة الإلكترونيات والاتصالات من جامعة «آر إم آي تي RMIT University» في أستراليا، ولشغفها بمجال الأقمار الصناعية، قامت بالبحث عن الشركات العاملة في هذا القطاع في الإمارات وشركة «الياه سات»، جذبت انتباهها، لكونها شركة إماراتية لا تخدم القطاع الحكومي وحسب، بل تمتد خدماتها للقطاع التجاري حول مناطق مختلفة من العالم.

مواجهة العقبات

وتابعت: أنا أعمل كمسؤول أول على نظم القمر الصناعي خلال فترة التدريب، وانضممت في مرحلة تركيب واختبار قطع أجهزة القمر الصناعي «الياه 3» إلى «integration and testing phase» ولقد اكتسبت الخبرة من زيارة المصنع بشكل يومي ورؤية التقدم في مراحل التركيب والاختبار لكل قطعة من قطع القمر الصناعي. لقد تعلمت أيضاً كيفية إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي واجهتنا وكيفية اختيار المسار الصحيح لحل المشاكل ومواجهة العقبات، ليس هذا فحسب، بل تبادلت ثقافات وخبرات مع الفريق المتواجد وعملت في بيئة محفزة.

المساهمة والإنجازات

وأكدت ندى علي عبيد، مهندسة حمولة القمر الصناعي، أن ما دفعها للانضمام إلى قطاع الفضاء في الإمارات هو رغبتها بالإسهام في الإنجازات التي تشهدها الدولة في مجالات التقنية الحديثة، خاصة مجال الاتصالات الفضائية، لكونه ساحة علم واسعة تدفع الإنسان إلى السير في أغوارها واكتشاف طرق جديدة في تفعيل دور الهندسة الفضائية في تطوير حياتنا اليومية، ودفع عجلة النمو والاقتصاد والأمن في الدولة، وتخطي الحدود الجغرافية لتوصيل خدمات الاتصالات والإنترنت إلى القطاعات الحكومية والتجارية والمدارس والمستشفيات في دول العالم المختلفة. 

وأشارت إلى أنها تحمل شهادة هندسة كهربائية من الجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث تخرجت في عام 2014، وبعد تخرجها من الجامعة بحثت عن وظائف في مجالات الهندسة المتوافرة في الدولة، وخلال بحثها تفاجأت بوجود شركة اتصالات فضائية تسعى لتطوير حلول الاتصالات عبر الأقمار الصناعية فكانت تلك بداية رحلتها في عالم الاتصالات الفضائية.

تحديات وعقبات

وأكدت أن تجربة السفر إلى أمريكا والتدريب في أحد أهم وأكبر الشركات المصنعة للأقمار الصناعية ومراقبة عمل المهندسين عن كثب والتفاعل مع المختصين في مجالات الهندسة المختلفة وحضور اجتماعاتهم ورؤية ما يحمله يومهم من تحديات وعقبات ورؤية الحلول التي يتوصلون لها بعد مراحل عديدة من البحث والتنقيب والمناقشات للتغلب على المشاكل التي تعترضهم، كلها عوامل حفزتنا كمجموعة للتعلم من فيض خبراتهم ونقلها إلى الوطن.

وأوضحت أن الجولة التدريبية نتج عنها استفادة دمج المعرفة بالخبرة، والاستفادة من الجولات التدريبية في المصنع التي نقوم من خلالها بمراقبة بعض مراحل التركيب والدمج، واختبار الأداء للقطع المختلفة من القمر الصناعي الثالث «للياه سات».

الخبرات العملية

وقال المهندس خالد النعيمي: انضممت إلى شركة «الياه سات» عام 2014، وشجعني على الانضمام إلى هذا المجال كون هذا المجال من المجالات الواعدة والفاعلة في دولة الإمارات، وكذلك بحكم أن هذا المجال يختص بقدر كبير من مجال دراستي في الهندسة الكهربائية، كذلك شركة «الياه سات» تعد إحدى الشركات التي تختص بقطاع فريد يجمع بين مجال الاتصالات ومجال الفضاء في وقت واحد. 

وأوضح أنه قد حصل على درجة الماجستير في هندسة النظم الدقيقة من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من الجامعة الأمريكية في الشارقة.

وبخصوص الجولة التدريبية قال النعيمي: كانت فترة التدريب التي قضيتها في مكان تصنيع القمر الصناعي الثالث بالولايات المتحدة الأمريكية فرصة فريدة من نوعها، من حيث إن الدورة التدريبية شملت العديد من المهام والمهارات التقنية التي يتطلبها مشروع تصميم وتصنيع القمر الصناعي، وتضمنت فترة التدريب العديد من ورشات العمل والحصص الدراسية التي تمحورت حول مواضيع عدة يتطلبها تصنيع القمر الصناعي.

إدارة الوقت

وعن التحديات، أكد النعيمي أن فترة التدريب تخللتها تحديات عدة، منها: التحديات التقنية المختصة بتصميم القمر الصناعي ومطابقته لمتطلبات الخدمة، التي تتطلب استشارة الخبراء الهندسيين والاستطلاع والبحث من أجل إيجاد أفضل الحلول الهندسية المناسبة، وإدارة الوقت وتفعيل دور الفريق من أجل تخطيها وإتمام المشروع بأتم صورة عملية وفاعلة، وفي خلاصة الأمر، نستطيع أن نقول إن هذه التحديات كان لها الدور الأبرز في صقل مواهبنا التقنية والعملية.

وقال: لقد تصادفت مرحلة مشاركتي مع الفريق الهندسي المتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية مع مراحل المراجعة النهائية لتصميم القمر الصناعي، وبالتالي كان دوري في هذه المرحلة يتمحور حول الإطلاع على مختلف المهام التي يجريها فريق العمل المسؤول عن القمر الصناعي من أجل تحسين واختبار التصميمات النهائية المختصة بأجهزة اتصالات القمر الصناعي، وكجزء من مرحلة التدريب قمت بالعمل على بعض مهام مراجعة خطة نظام الاتصالات للقمر الصناعي، والتأكد من مطابقتها للمتطلبات التي تضمن جودة بث القمر الصناعي في مختلف نطاقات الخدمة التي يغطيها القمر الصناعي على الأرض.

وأشار إلى أن الفترة التدريبية أعطتهم المجال في التوغل بصناعة القمر الصناعي بشكل مباشر ورؤية خبرات المصنعين والصعاب الهندسية التي واجهتهم وطرق حلها، حيث كان لها الدور الكبير في زيادة خبرتهم التي سوف يتم استغلالها في القطاع الفضائي الذي بدوره سيعود بالفائدة على الوطن.

تحصيل المعلومات

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهتم خلال الفترة التدريبية قال الوهيدي: بالعزيمة واجهنا الصعوبات التي كان أهمها في التدريب الذي تم في الشركة المصنعة للقمر الصناعي الثالث الذي تقدر مدته ب 6 أشهر من التدريب، هي كيفية استيعاب الكم الهائل من المعلومات التقنية، لصناعة الأقمار الصناعية في مدة قصيرة واستثمارها بما يفيدني ويفيد شركتي، وأيضاً كيفية جمع وتحصيل المعلومات في مشروع «الياه سات 3» ليس من بداية المشروع، وإنما الدخول إلى المشروع من منتصف الفترة التصنيعية، حيث يجب عليَّ أن أستوعب جميع ما تم في المشروع وما يتم في الحاضر وما سوف يتم في الفترة المتقدمة من المشروع.

المعارض المهنية

وقال المهندس سعيد الزعابي: أثناء دراستي الجامعية التحقت بمساق يرتبط بالأقمار الصناعية، مما جعلني أفكر في هذا التخصص كونه سيجيب عن أسئلة كثيرة في ذهني، كنت أكمل دراستي في الجامعة الأمريكية بالشارقة في مجال هندسة الحاسب الآلي، حيث إن الجامعة تنظم المعارض المهنية على مدى الفصول الدراسية، وكان ذلك اليوم عندما قررت الانضمام إلى شركة «الياه سات»، التي استقبلتني بصدر رحب، لتحقيق طموحي وآمالي.

وأضاف: تسعى رؤية أبوظبي 2030 جاهدة لتحفيز أبناء الدولة للالتحاق بجميع المجالات العلمية التخصصية التي سوف تجعلهم أصحاب قدرة على العطاء والعمل الدؤوب.

وأشار إلى أن عملية التصنيع وبالأخص الأقمار الاصطناعية تمر بالكثير من التحديات لما فيها من الدقة والتكنولوجيا المتطورة، بحيث تجعل منها صالحة للعمل في الفضاء الخارجي، ومن تلك التحديات تلبية أحد المتطلبات في آلية صناعة البرمجة اللغوية للتحكم في القمر الصناعي، حيث إن قمر «الياه سات 3» هو الفريد من نوعه لكونه الطراز الأول الذي يتم تصنيعه لخدمة المدار البعيد عن الأرض، من خلال هذا المتطلب.

آلية التصنيع

وأضاف سعيد الزعابي: كوني مهندس كومبيوتر أسهمت في فهم آلية البرمجة، ومن ثم عرض جميع المشاكل التي استطعنا اكتشافها، وإيجاد الحلول لها، وأضاف أن عملية تصنيع القمر الصناعي تمر بمراحل عدة، وفي فترة تواجدنا هناك كان علينا متابعة أين وصلنا في مرحلة التصنيع المبدئية، حيث قمنا بمراجعة جميع المتطلبات المتفق عليها مع شركة التصنيع، إضافة إلى التحقق من آلية التصنيع والاستفادة من أصحاب العقول النيرة لفهم وإدراك مراحل التصنيع عن كثب، ولبلوغ هذا الهدف تم التعاون بشكل كبير مع فريق العمل المتواجد هناك الذي أسهم بطريقه بناءة في تسهيل استقطاب المعلومات من خلال حضور الاجتماعات والزيارات الميدانية لمواقع تصنيع أجزاء القمر الصناعي.

الفضاء مستقبل الإمارات

وقال عمر الزرعوني: لقد درست الهندسة الكهربائية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وتخرجت فيها عام 2013، وأثناء دراستي في الجامعة لفت انتباهي أحد المواضيع عن «الياه سات» في إحدى الجرائد المحلية، وما استدرجني لها هو أن مجالها يتعلق بالفضاء، وكنت أرغب منذ الصغر بالعمل في مجال يخص الفضاء لمدى شغفي به، وبما أن مجال الفضاء في الإمارات من المجالات الحديثة فإن الطموحات والأفكار المستقبلية لا حدود لها والدليل الأكبر على ذلك هو «مسبار الأمل».

وتابع: من الصعوبات التي واجهناها كمتدربين هي استخراج أكبر قدر من المعلومات والخبرات من الطاقم الذي عملنا معه في الوقت المحدد لفترة التدريب، وذلك لكي نستفيد من كل يوم ودقيقة أمضيناها هناك، وبفضل التعاون الذي أبدوه حققنا ما نريد. 

القمر الاصطناعي «الياه 3» يمتاز بأدائه العالي، واعتماده بشكل كامل على حزمة (Ka )، ويساعد تصميمه في الوصول إلى أفضل المستويات، من حيث التكلفة والسعة والتغطية والمرونة، وسيوفر القمر خدمة الإنترنت بأسعار تنافسية، يستفيد منها 600 مليون مستخدم في القارة الإفريقية والبرازيل.ويغطي «الياه 3» أكثر من 95% من سكان البرازيل، و60% من سكان القارة الإفريقية، ويتماشى هذا الإنجاز مع هدف «الياه سات» في التشجيع على التنمية الاجتماعية والتطور الاقتصادي، من خلال تقديم منصة تُمكّن الناس من الوصول إلى المعلومات، وتساعدهم على الانتقال إلى مرحلة المشاركة الرقمية، إضافة إلى تسهيل أعمال الشركات، ما يمكنها من توسيع مجال شبكة علاقاتها، وتوفير فرص عمل جديدة.

المصدر: الخليج