شهد «ركن التواقيع» في آخر أيام المعرض مساء أمس الأول، توقيع 6 كُتاب على مؤلفاتهم الجديدة.
وقد نجح الركن خلال أيام المعرض في خلق علاقة بين الكتاب وجمهور القراء، عكس حالة الإقبال الكبيرة التي تشهدها على القراءة واقتناء الكتب في الإمارات.
أعرب كثير من القراء ل «الخليج»، عن إعجابهم بفكرة الركن، والتفاعل الكبير بين الكتاب والقراء، وبين القراء بعضهم مع بعض بمختلف ميولهم ومواردهم من المعارف في المجالات المختلفة في الشعر، والرواية، والمسرح، والقصة القصيرة، والدراسات النقدية، وغيرها.
وقعت سميرة عبيد ديوانها الشعري «شجرة في جذع غيمة»، ووقع فراس اللامي «سعودي في ميتشغان»، وراني عمايري «خيبة أمل»، ود. سعيد المظلوم «ترومون»، كما وقع فيصل سلطان على كتابه «لا أريد لهذه الرواية أن تنتهي»، ووقعت سحر حمزة ديوانها «قصائد للنساء فقط»، ومجموعتها القصصية «ظلال اللبلاب».
شهدت دار مداد للنشر والتوزيع حركة كبيرة لتوقيعات الكتب من قبل المؤلفين: وقع حمور زيادة رواية «النوم عند قدمي الجبل»، وحامد الناظر رواية «الطاووس الأسود»، كما قامت جواهر المهيري بتوقيع كتابها «رحلة إلى اليابان مع منصور»، كما شهدت الأيام الفائتة توقيع عدد من الكتاب مثل: واسيني الأعرج، وأمير تاج السر، والشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، والشيخ عبد العزيز بن علي النعيمي، وإبراهيم بوملحة.
وفي رواية «لا أريد لهذه الرواية أن تنتهي»، الصادرة عن دار ورق للنشر والتوزيع، نعيش مع الكاتب سلطان فيصل، معاناة جميلة لرواية تأبى أن تنتهي؛ إذ إن التفاصيل والحياة أكبر من أن تسعها رواية، ففيها الكثير من المحكيات التي يدخرها، وتلك التي يرمي بها في واقع الحياة، فالكاتب نفسه ينشئ علاقة مع شخوص الرواية؛ حيث يعيش تجاربهم، ويسرد تفاصيل أحداث قصصهم، وفي كل مرة يكتشف أشياء جديدة عن شخصياتهم، لقد تأثر بحيواتهم وتورط في علاقة عاطفية معهم، فكانت المتعة تسري في عروق الرواية، التي تعني نهايتها إعلان تفاصيل موجعة للوداع، وهذا ما يتجنبه القارئ فالرواية تقدم سرداً إنسانياً لمريض سرطان ينتظر الموت في أي وقت، هو يعلم ذلك؛ إذ إنه ينتظر في غرفة الحالات المتأخرة في مستشفى في العاصمة البريطانية لندن، لكن الموت يتثاقل ليمكث المريض فترة طويلة في انتظاره وحيداً في غرفته، لينشأ الكثير من القصص والتفاصيل عن علاقته بالمرض، وعن الموت المحلق فوق رأسه، وكذلك عن المرضى الآخرين الذين يطل عليهم الموت كل ليلة ليختار واحداً منهم، ليكون بطل الرواية شاهداً على تلك التفاصيل يمده السرد بحياة أطول تماماً كما في أسطورة شهرزاد.
تقدم رواية «سعودي في ميتشغان»، الصادرة عن دار الساقي في لبنان، تفاصيل مثيرة لمريض بالسرطان يطلب العلاج بمستشفى في بلاد الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة؛ حيث تدور أحداث الرواية هناك، لتكتشف زوجته أم عبدالله، زواجه من ثلاث نساء، غير أن التفاصيل الأكثر إثارة والتي يكثفها السرد، تتصل ببطل الرواية وعلاقته مع المرض، ومع ثقافة الغرب وأمريكا وجغرافيتها، من خلال تجواله هناك؛ حيث يخلق علاقة مع المقاهي والأماكن العامة، تكشف الاختلاف الثقافي، والسرد يقدم لنا أمريكا أخرى غير التي غذت وسكنت عقول الشباب، إنه يقدم إضاءة كبيرة لنقطة مظلمة في أمريكا ينهي معها أسطورة أرض الأحلام، ويعكس كثيراً من صور البؤس المسكوت عنها، وكذلك يقدم لنا قصصاً مع المرضى المصابين بذات المرض ورحيلهم واحداً بعد الآخر، وقصة بطل الرواية مع السرطان والعلاج الكيميائي، وتعكس الرواية تلك التفاصيل المأساوية عن معاناة مريض السرطان، والاقتراب التدريجي من مشهد الموت.
نعيش مع الشاعرة سميرة عبيد، عوالم مختلفة في ديوانها «شجرة في جذع غيمة»، الصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة، حيث تقدم لنا نظرة جديدة ومختلفة للعالم والأشياء، ملؤها الحرية والرفض الكبير، هي عوالم حرة، نسجتها بشاعرية عالية، ومفردات أخاذة:
أكتب لأعيش
أكتب لأروض الألم بداخلي
أكتب لأقول نقصي
أكتب لكي لا يختنق الزيف.
هي تفاصيل الرفض والاحتجاج الشاعري، عن وجهة نظر جديدة للأشياء وللعالم، هي حقيقة الأشياء في تفاصيل كتابة حرة.
المصدر: الخليج