
أكدت فاطمة الهاشمي رئيسة شعبة الإدارة في مركز دبي لدم الحبل السري التابع لهيئة الصحة بدبي وباحثة إكلينيكية أهمية تخزين دم الحبل السري للاستفادة منه مستقبلاً في علاج الأمراض المختلفة، فيما بلغ عدد العينات التي نجح المركز في تخزينها منذ تأسيسه عام 2006 بمستشفى لطيفة، حتى الآن أكثر من 6000 عينة لدم الحبل السري لأمهات من مختلف الجنسيات، والغالبية من الأمهات المواطنات، وهناك عينات مخزنة من الخارج من أمهات من دول الخليج ومصر وسوريا، ونسبة الزيادة 50% مقارنة بعام 2012م.
استفادت 18 حالة من الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري منها حالات تعاني مرض الثلاسيميا وحالة من اللوكيميا وحالة أنيميا منجلية، وتلك العمليات تم إجراؤها خارج الدولة وتكلفتها عالية جداً، والخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري تسهم في علاج أكثر من 80 مرضاً مرتبطاً بالدم، وهناك دراسات عالمية جار العمل عليها لعلاج السكري والزهايمر عن طريق الخلايا الجذعية ولم تثبت فعاليتها حتى الآن.
وقالت: لا يوجد مركز لزراعة الخلايا الجذعية في الدولة، والحاجة ملحة لإنشاء المركز لأن هناك حالات عديدة لمرضى الثلاسيميا بحاجة لزراعة الخلايا الجذعية، وننصح بالاحتفاظ الخاص إذا كان هناك حالات مرضية في العائلة كالأمراض المناعية وأمراض الدم، أما إن لم يكن هناك حالات مرضية ننصح بالتبرع للمركز لاستفادة المرضى الآخرين من الخلايا الجذعية المخزنة، وهناك عينات يتم التبرع بها ولكن تكون غير صالحة للتخزين بالتالي يتم رفضها، فإذا كانت العينة غير معلومة المصدر أو بها فيروس أو كمية الخلايا الجذعية فيها غير كافية يتم رفضها، فهناك معايير عالمية نتبعها لتخزين العينة، والمركز في صدد الدراسة ليتم إجراء الأبحاث والدراسات في المركز على الخلايا الجذعية.
وأشارت إلى أن التخزين الخاص أكثر من التبرع، وهذا نتيجة تخوف الأمهات من احتياجهن للخلايا الجذعية في المستقبل رغم أن التاريخ المرضي سليم للعائلة، فهناك أمهات في كل حمل يخزن لعائلتهن، وأمهات في كل حمل يتبرعن للغير، ونتمنى أن نصل لمرحلة تنتشر فيها ثقافة التبرع بدم الحبل السري ليكون لدينا سجل كبير وقاعدة بيانات، ونبني سجلاً خاصاً بالدولة للخلايا الجذعية من متبرعين من مختلف الأعراق والجنسيات، فدم الحبل السري كنز الحياة وذهب سائل لا يعي الأغلبية قيمته.
وقالت الهاشمي إن المركز ينظم محاضرات توعوية للأمهات الحوامل حول أهمية تخزين الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري بعد الولادة، والدور الذي يقوم به المركز في استخلاص، ومعالجة وتخزين الخلايا الجذعية لفترات تصل ل 30 عاماً، وننوي التوجه للعيادات الخاصة.
وذكرت أن نسبة الوعي زادت لدى الأمهات بشأن التبرع بدم الحبل السري، ولكن مازالت هناك نسبة كبيرة ليس لديهن الوعي بأهمية التبرع، ونتمنى أن يكون هناك قانون في المستشفى لتعريف الأمهات بأهمية التبرع بدم الحبل السري كما هي الحال في القانون المطبق حالياً في مستشفيات الهيئة والذي يتم من خلاله تثقيف الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية.
وأكدت أن تخزين العينات التي يتم استخلاصها من دم الحبل السري (المشيمة) مفتوح لمن يرغب من المواطنين والمقيمين للاستفادة من الخدمات الطبية المتميزة التي يوفرها المركز، لافتة إلى رسوم تخزين دم الحبل السري لفئة التبرع للأهل والأقارب ب9 آلاف درهم ورسوم التسجيل 1000 درهم، وهي غير مسترجعة، ورسوم المعالجة والتخزين البالغة 8000 درهم، أما بالنسبة للتبرع للغير فمن دون رسوم ويتحمل المركز كافة التكاليف من الجمع وحتى التخزين، وهي مفتوحة حالياً للمستشفيات الحكومية فقط.
المصدر: الخليج