كاتب إماراتي
المشكلة الرئيسة أنكم لا تفهموننا!
نعرف أن اللعبة سهلة وواضحة، لكن ما لا يريد الكثيرون أن يفهموه أنه لن يسمح لك بالانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد أن تقضي على الخنازير الخضراء في هذه المرحلة! لا يمكن أن تنتقل إلى مرحلة أخرى أجمل أو أصعب أو أغرب طالما أن خنزيراً واحداً بقي على قيد الحياة.. هكذا هي اللعبة! لاحظ دائماً أن أصعب الخنازير هو ذلك الذي يأتي في نهاية المرحلة.. وغالباً ما يكون قد ارتدى خوذة عسكرية!
نعلم أنكم تعتبروننا انتحاريين، لكن ما الذي يمكن فعله.. حين تضعوننا في «النشابة» وتطلقوننا في اتجاه العدو لكي تحصلوا على بعض التسلية، فأنتم تعرفون جيداً أن الطائر الذي سيتم إطلاقه لن يعود.. لكن مماته سيسبب دائماً ذلك التفجير الذي يجعل العصافير التي تبقى على قيد الحياة تهلل، ويجعل رصيدك في اللعبة يرتفع.. ويجعلنا جميعاً ننتقل إلى مرحلة أخرى.. أليس كذلك؟
لعلك لاحظت أننا نختلف، ففينا الطائر الكلاسيكي الذي ينتمي للمعسكر الأحمر بسبب النسخة الأولى من المقاومة.. وفينا الأصفر ذو الرأس المثلث، الكثيرون يستغربون كيف نسمح له بالمشاركة رغم رأسه «المثلث»، واختلاف لونه.. هؤلاء القوم يتطرفون في أفكارهم، فهم ينسون أنه «طائر» قبل أن يكون «مثلث» الرأس!
فينا الطائر المتفجر الذي لم يحبه الكثير من محترفي اللعبة.. إلا أنه والحق يقال، يحقق في بعض المراحل الصعبة ما لا تحققه الطيور الكلاسيكية.
ومن الأمور المهمة هي أن تتتبع الخط الذي أطلقت فيه الطيور السابقة، فمعرفة المكان الذي سقط فيه الطير السابق ومدى تأثيره والضرر الذي أحدثه في مملكة الخنازير مهم جداً لتشكيل الخبرة المتراكمة!
من أجمل الخواص في لعبتنا هي خاصية الانقسام، فالطائر المنطلق إلى حواجر الخنازير بلمسة زر واحدة ينقسم إلى ثلاثة طيور.. الخنازير الخضراء لا تريد أن تقرأ التاريخ ولا تريد أن تعرف أن قنبلتنا الديموغرافية هي أحد الأسلحة التي ستجعلنا ننتقل ذات يوم لمرحلة أخرى.. بل وربما ننهي اللعبة بسرعة لم تكن تتصورها.
بالنسبة لي أروع ما في هذه اللعبة هو ما أسميه عنصر التوفيق السماوي.. فأنت أحياناً تطلق طائراً صغيراً من أجل إزالة عائق بسيط، لتفاجأ بأن الله يكتب أن يؤدي هذا الطير إلى سلسلة من الانفجارات، فهذا الحاجز يسقط على ذاك.. وهذا العدو يسقط على الآخر.. لتفاجأ بأنك بضربة بسيطة قد أنهيت المرحلة.. دون أن تكون قد خططت لذلك!
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-08-12-1.700373