خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

آخر أخبار مزرعة البقدونس !

آراء

اتفقت مع الزملاء في «عكاظ» بأن تبقى هذه الزاوية على نظام الدوام القديم (من السبت إلى الأربعاء) من باب محاربة كل جديد!، لذلك يسرني أن أبلغكم ــ أيها القراء الأشاوس ــ أننا (فاتحين يوم السبت)!.

**

قراء السبت، إما (مواصلين من الجمعة) بعد أن قهروا خيول السهر، وإما مستيقظين من النوم عصرا والشرر يتطاير من أعينهم، وإما من الفئة النادرة التي تصحو السبت لتفضي يومها الجميل بينما القوم في سبات عميق!، على أية حال نحن نرحب بهم جميعا، ونؤكد لهم أننا اتخذنا هذا القرار حرصا على مصلحة المواطن وحماية لتراثنا الأصيل وتطبيقا لنظرية أبو بكر سالم: (الزمن ما تغير بس أهل الزمن متغيرين)!.

**

يسعدني أيضا بهذه المناسبة أن أنقل لكم آخر مستجدات قضية البقدونس، حيث تم تغريم الشركة المنفذة لمستشفى الولادة في حائل، والتي قام عمالها بزراعة البقدونس والكوسة وبقية الخضروات في أرض المشروع الحكومي مبلع أربعة آلاف ريال فقط لا غير ــ بحسب ما ذكرت الصحف، تخيلوا.. حفلة كوميدية من المخالفات الواضحة أقلها منع هؤلاء العمال لمراقبي الأمانة من دخول المشروع بأربعة آلاف ريال..يا بلاش، عموما نطمئنكم بأن الخضروات التي تم إنتاجها في مستشفى الولادة (الذي لم يولد حتى الآن) تم تحويلها إلى المختبرات للتأكد من مدى خطورتها على المستهلكين الذين كانوا يشترونها من سوق الخضار، وأما مصدر المياه الذي كان يسقي مزرعة البقدونس فجارٍ البحث عنه حتى هذه اللحظة، الجميل أنه وفوق كل هذا البقدونس، فإن وزارة الصحة ما زالت تتحدث بكل ثقة وتؤكد لكم وتبشركم بأن مستشفى حائل للولادة سوف يفتتح في موعده المحدد.. إن صدقت فلها منا حزمة بقدونس!.

**

شطبت الهيئة العامة للاستثمار تراخيص أكثر من 60 مستثمرا أجنبيا؟، هل ما زلتم تتذكرون الهيئة العامة للاستثمار ومجسماتها الخرافية التي انتهت استثماراتها الأجنبية بمطاعم شاورما وفلافل؟، كانت ستحقق نتيجة اقتصادية أفضل لو وجهت الاستثمارات الأجنبية نحو زراعة البقدونس!، على الأقل العمال لن يطلبوا قاعات مكيفة لإنهاء إجراءات إقاماتهم، فهم يستمدون إبداعهم أصلا من بقائهم مخالفين لنظام الإقامة!.

**

قال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه لا يوجد نص شرعي يحظر المرأة من قيادة السيارة، ولكنه لا يملك سلطة تغيير السياسة بخصوص قيادة المرأة للسيارة، ممتاز الهيئة لا ترى مانعا شرعيا في قيادة المرأة للسيارة والمرور كذلك.. إذن من الذي يمانع؟!.. من هو هذا الطرف الجلي الخفي الذي يزرع البقدونس في فجوات الأسمنت؟، قد يساعدنا تحديده على الاقتراب من حل لهذه المعضلة العجيبة التي أرهقت عقول المفكرين؟، بعيدا عن الموضوع، أو ربما قريبا منه يلوح السؤال: إلى متى يأتي الآسيويون والأفارقة كي يسوقوا السيارات للنساء والعائلات، ثم يطمعون ويبالغون في الأجر، ثم يسيحون في الأرض قبل أن يتحولوا إلى مزارعي بقدونس في قلب خطة التنمية؟!.

**

نشرت الحياة تقريرا عن الذكرى السنوية الـ32 لوجبة برنامج التغذية لمدارس التعليم العام في السعودية، والتي بدأت عام 1976 وتوقفت في 1981، وكانت حكرا على مدارس البنين من دون مدارس البنات، وتتصف مكونات تلك الوجبة المجانية بجودة المكونات، اليوم وزارة التربية والتعليم لديها ميزانية بحجم الجبال، ولديها شركات عملاقات للبناء والنقل والتغذية.. ولكن ليس لديها وجبة مجانية!.. حقا (راحوا الطيبين)!.

المصدر: عكاظ