آل الشيخ: لن نتدخل في تحقيق ضحيتَيْ مطاردة اليوم الوطني.. ولن نوكِّل محامين للأعضاء المتهَمِين

أخبار

تعهَّد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ، بأن تأخذ العدالة مجراها في قضية مطاردة اليوم الوطني، مؤكداً عدم تدخل الهيئة في مجرى التحقيقات، ولن يسمح بأن يقوم أحد من جهاز الهيئة بتوكيل محامٍ عن المتهمين.

ووجَّه خلال الزيارة التي قام بها مساء أمس لأسرة القوس في منزلهم أمس، بإزالة «الصدامات» من جميع سيارات الهيئة، وتوعَّد من يخالف ذلك بأشد أنواع العقوبة.

وقال آل الشيخ: «عندما علمت بوقوع الحادث اتصلت مباشرة بأمير منطقة الرياض، الأمير خالد بن بندر وطلبت أن يتم تشكيل لجنة احترافية متكاملة، تتولى التحقيق دون أن يكون أي دور لجهاز الهيئة فيها، وتفاعل سموه و نائبه الأمير تركي بن عبدالله مع الفكرة، وقاموا بتشكيل لجنة احترافية تتولى مجريات التحقيق».

وعندما قال له والد الشابين: «نخشى أن تتدخل الوساطة في تغيير مجرى التحقيق، وعدم إحقاق الحق»، أقسم آل الشيخ بأنه «لا يعلم مَنْ هم الأشخاص الذين تم اختيارهم في لجنة التحقيق، ولن يسمح لأي منتسب لجهاز الهيئة بأن يتدخل».

وأضاف «نحن نتألم لما حدث، ونعلم أن مصابكم جلل، وما جرى لكم شيء عظيم، ولكن من عرف الله هانت مصيبته، ولا هي أمور تدفع بالمال ولا بالجاه ولا بالشفاعة، قدَّر الله وما شاء الله فعل، خادم الحرمين الشريفين يوصينا بالحرص والتسامح قدر الإمكان والأمر بالمعروف، والأمير سلمان يوجِّه بالمحافظة على أمن واستقرار الناس، وولاة الأمر حريصون جداً على إحقاق الحق والإنصاف وتحقيق الأمن والأمان للجميع».

وتابع آل الشيخ «أول ما علمت بالحادث اتصلت بأمير منطقة الرياض، وقلت له يا سمو الأمير المصيبة ليست سهلة، وهؤلاء أبناؤنا، والهيئات لا تتدخل في التحقيق، وليس لها علاقة، ولا نُرسل عضواً، وتُشكَّل لجنة احترافية متكاملة تقوم بالتحقيق وتؤتي الحق لمن هو له بالعدل، والحق يعلو ولا يُعلى عليه، وعمدت الهيئات بأنها لا تتدخل لا من بعيد ولا من قريب حتى يظهر الحق، والشرع يُطبق على الجميع، وولاة أمرنا حكموا البلاد بشرع الله وما نحن به من نعمة من فضل الله ثم بفضل تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى، ولن يكون لنا تدخل في هذا الأمر حتى ينتهي التحقيق وتتبيَّن الرؤية، وحينها حقكم تأخذونه، وبالنسبة للنظام لن نتنازل عنه، والتحقيق في أياد أمينة وليس لأحد حق الحديث حتى تخرج النتائج والدم ما يروح».

وتعهد آل الشيخ لأسرة الشابين بقوله: «عليك مني والله ثم والله ألاَّ تتدخل الرئاسة في مجرى التحقيق، وإن ظهر الحق لكم فنحن أول من يقف معكم، وبعد اللجنة لكم الشرع، أما بالنسبة لنا فلن نتدخل، وبالنسبة للجنة والله ما أعرف منهم أحداً ولا أدري مَنْ هم، ولكن أعلم أنها لجنة من عدة جهات، و- إن شاء الله – يظهر الحق، والأمير خالد حريص جداً، وإذا علمت أن أحداً من الهيئة قام بتوكيل محامٍ عن المتهمين (والله ما يجلس يوم في جهاز الهيئة)، وأنتم لا تسبقون الحدث، ونحن لا نرضى بهذا، ولا ولاة الأمر، ولا كل عاقل يرضى بهذا، عليكم الصبر وعليهم إظهار الحقائق».

وقال والد الشابين للدكتور عبد اللطيف آل الشيخ « أنت مَنْ أرسلك»؟، فقال له «أرسلني الواجب، ولم يرسلني أحد، وأنا أخ من إخوانكم، يربطنا الدين والوطن والشرع المطهر والرحمة للجميع».

كما قال آل الشيخ للإعلاميين: «الإعلام عون لنا وليس ضدنا، ولا شك أن المصاب جلل، والحادث ليس هناك من يرضى به، وأتمنى من إخواني الإعلاميين أن يتريثوا حتى تخرج نتائج التحقيق، ويحددوا المسؤولية على مَنْ تكون، وإن كانت المسؤولية على الهيئة فكل يتحمَّل جنايته بنفسه، ولا نستبق الحدث، وإذا كانت الهيئة بريئة فلا يحمل الشخص على إخوانه المسلمين دون سبب، وما تصل إليه اللجنة سيكون هو الفيصل في هذا الأمر، وهي مشكلة من عدة جهات ومن أشخاص ثقة ومحترفين، كما أكد لي أمير الرياض ونائبه».

وتابع «لن نتسامح في هذا الأمر والرئاسة سيكون لها موقف على كلا الحالتين، وما يثار من لغط ومحاولة بعض الناس استغلال الموجة أعتقد هذا فيه إيذاء للميت وإيذاء لذوي المصابين وإثارة للبلبلة والتشويش على اللجنة، وبعد انتهاء التحقيقات سيكون لي لقاء معكم».

وحول تكرار الحوادث من قبل بعض أعضاء الهيئة، قال آل الشيخ: «اسألوني عن الفترة التي تشرفت وحملت فيها المسؤولية أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث بدأت في بعض الإصلاحات التي كنت أتوقع أنها من المنغصات التي تنغص على الناس، وابتداءً بإلغاء جميع أشكال التعاون ومنع المطاردة لأي سبب كان، وقد نشرت بالأمس في صحيفة «الشرق» مشكورة التعميم الذي أصدرته في تلك الفترة، وأتمنى قراءته بتمعن، أما مَنْ خالف التعميم فلا شك أنه سيجازى في حدود قدراتنا وإمكاناتنا، وسأطبق أشد ما لدي، وما أستطيع أن أستعمله من صلاحيات ضد من خالف التعليمات».

وأضاف «منذ أن توليت المسؤولية لم تُرفع أوراق أي موظف جديد إلا بعد الرفع لوزارة الداخلية، ثم يأتينا «برنت» عن الشخص، فإذا كان نظيفاً يتم تعيينه، ومن كان في سجله سابقة حتى لو كانت مضاربة لا يقبل ولا يتم تعيينه».

من جهته، ذكر والد الشابين أن الدكتور المتابع لحالة ابنه المصاب أوضح له أن أجزاء من المخ تعمل وأخرى متوقفة.

وعن حالة والدة الشابين الصحية، وقال إنها مستقرة، ونفى أن يكونوا وكلوا محامين لقضية ابنيه وإنه ينتظر قرار اللجنة، وأضاف «المتهمون اعترفوا بالمطاردة،وأنهم لم يقيموا عزاء رسمياً بعد، حتى يتم دفن جثة المتوفى الذي تمت إحالة جثته إلى الطب الشرعي، بعدما تأكد خلو دمه وشقيقه من الكحول، وحتى الأن لايعلم عن الأسباب والدوافع التي دفعت أعضاء الهيئة لمطاردتهما على الرغم من أن تقرير المرور أثبت أنه لا يوجد شيء ممنوع داخل السيارة».

.. وسيارات الهيئة من غير «دعامات»

علمت «الشرق» أن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ شدَّد، أمس، على منع تركيب الدعامات أو «الصدامات» على سيارات الهيئة دون استثناء، والإزالة الفورية لأي دعامات موجودة حالياً على السيارات في جميع المناطق، وفي حال خروج أي سيارة مزوَّدة بـ «دعامات» يخضع رئيس المركز المباشر والسائق للمساءلة وتطبيق الأنظمة بحقه.

وبحسب المعلومات، فإن الهدف التأكيد على أن المطاردة والملاحقة ليستا من مهام الفرق الميدانية بأي شكل، وعلى جميع الأعضاء الالتزام بالتعميم الصادر من الرئيس بتاريخ 23/5/1433 هـ، القاضي بعدم الملاحقة وإبلاغ الدوريات ببيانـات السيارة المخالفة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦٦٥) صفحة (٤) بتاريخ (٢٩-٠٩-٢٠١٣)