أبوظبي تجمع «القارات الست» في متنزه خليفة

منوعات

تعلن الإضاءات الملونة والأصوات المنبعثة من خلف أسوار متنزه خليفة، أن احتفالية كبيرة قد انطلقت، فمن المتوقع أن تستقطب فعالية «القارات الست» الترفيهية، التي أطلقتها بلدية مدينة أبوظبي، مؤخراً في متنزه خليفة بأبوظبي على مدى ثلاثة أشهر، آلاف الزوار لتنوع البرامج والأنشطة الترفيهية والخيارات العديدة من الترويح والإدهاش التي حرصت البلدية على توفيرها. وتستقبل الزوار يومياً من الرابعة عصراً حتى الحادية عشرة ليلاً طوال أيام الأسبوع، ومن الثالثة وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل في نهاية الأسبوع.

خيارات ترفيهية

حرصت بلدية أبوظبي على تقديم مجموعة كبيرة من الخيارات الترفيهية وإتاحة المجال للاطلاع على مختلف المنتوجات لدول عربية وإقليمية ودولية، وتضم الفعالية أجنحة للعديد من دول العالم إلى جانب الإمارات، ومنها مصر وسوريا، والهند والأردن والصين ولبنان وباكستان وتركيا، حيث تقدم «القارات الست» للزوار عروضاً ترفيهية متميزة، وبرامج تراثية، تمازج بين ثقافات وتراث مختلف دول العالم، وتوفر مدينة ألعاب ترفيهية تضم ألعاباً متنوعة تناسب الكبار والصغار من مختلف الأعمار.

وعندما يلج الزائر المكان تستقبله خشبة مسرح تتوسط مدرجات ليعانق الجمهور مرحا مستداما يتوجه للأطفال، الذين يستمتعون بحركات، مع شخصيات كرتونية حية في جو من المرح، وتضفي الإضاءة وهجاً على المكان الذي تتوافر فيه كل عناصر الجمال، وعندما يتجاوز الزائر هذه الرقعة يدلف إلى ساحة متسعة ينعشه فيها رذاذ مياه النوافير، وهناك يلتقي الترفيه بمتعة التسوق، ليجد الصغار والكبار تنوعاً كبيراً من المنتجات الترفيهية المتمثلة في الألعاب الإلكترونية في أماكن متفرقة مفتوحة يزيد الجو اللطيف قوة الإقبال عليها، إلى جانب العديد من أكشاك المأكولات الخفيفة والحلويات، بينما توفر المنطقة الخلفية فرصة للاستمتاع والتجول في مجموعة من الدول من خلال أجنحة تحتوي على منتجات هذه البلدان.

ويضم الجناح الإماراتي أبرز أجنحة الفعالية، العديد من الأكشاك التي تقدم خيارات كثيرة لزوار القارات، من بخور وعطور وعبايات وقفاطين ومأكولات شعبية وغيرها من المواد التي تلقى إقبالا كبيرا، ولا يقتصر عرض المواد على الأجنحة فحسب، بل إنها تنتشر في ساحة المتنزه على شكل مأكولات تراثية محببة من لقيمات وخبز رقاق وخبز جباب.

إلى جانب ذلك، فإن متنزه خليفة يشكل وجهة سياحية وترفيهية تشهد إقبالاً متزايداً من العائلات على مدار السنة، وخاصة خلال هذا الجو الجميل نظراً لاحتوائه على العديد من الخدمات الترفيهية والترويحية، كونها تضم العديد من المعالم البارزة فإلى جانب الألعاب وأماكن اللهو والترفيه، توجد مكتبة الأطفال، والمتحف الذي يضم حوض الأسماك، والقطار الذي يوفر لرواد المتنزه فرصة فريدة للتجوال في أرجائه والتعرف على معالمه، وهناك الأماكن المخصصة لممارسة رياضة المشي، والمسطحات الخضراء الفسيحة التي توفر أماكن للجلسات العائلية في مختلف أرجاء المتنزه.

الأسر المنتجة

يشارك الاتحاد النسائي العام بجناح يضم 30 دكاناً في ملتقى القارات الست الذي تقيمه بلدية أبوظبي بمتنزه خليفة، والذي يقام للمرة الأولى في إمارة أبوظبي، من خلال معرض الأسر المنتجة، وتتنوع مبيعاته ما بين العطور العربية والملابس الإماراتية، ومختلف المنتجات والمأكولات الشعبية.

عن مشاركتها في الملتقى، قالت آمنة الرميثي، وهي من الأسر المنتجة في الاتحاد النسائي العام، وحاصلة على لقب «الأم المثالية»: «أنا سعيدة بمشاركتي في المهرجان، وقد شاركت في مهرجانات مختلفة ومتعددة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وفي كل مشاركة أشعر بأنني أقدم باقة جديدة من منتجاتي المتمثلة في الملابس الإماراتية التي تأخذ الطابع التراثي الأصيل».

ولوحظ منذ اليوم الأول إقبال لافت من الزوار على أجنحة الأسر المنتجة، حيث أبدوا إعجابهم بالمعروضات المتنوعة. وفي هذا الصدد، عبرت لين ألبرت، زائرة من المملكة المتحدة، عن إعجابها بالقرية الإماراتية وبالأزياء التراثية، وأثنت على تلك اللوحات التراثية المختلفة التي جذبتها، مؤكدة أصالة تراث الإمارات، ومدى تمسكها بماضي الأجداد من خلال عرض منتجات منوعة امتزجت بعبق الماضي وإضاءات الحاضر.

من جهتها، قالت إيمان آل ربيعة، مُصممة أزياء وصاحبة محل، إن «فكرة محلي تتمثل بإبراز الهوية والتراث الإماراتي، مع وضع بعض اللمسات الحديثة، التي تضيف على المنتج رونقا جميلا ومتميزا، واليوم مشاركتي في هذا الحدث الفريد من نوعه هي إضافة جديدة لي، لإبراز تراث دولتنا من خلال منتجاتي وأنا سعيدة بمشاركاتي الدائمة ضمن جناح الاتحاد النسائي»، مشيرة إلى أنها تسعى دائماً لعمل مختلف التصاميم التي تتناسب مع الأجيال من جلابيات تراثية وعبايات وملابس أطفال.

من جهتها، قالت عائشة المهيري، مسؤولة الأسر المنتجة في الاتحاد النسائي العام، إن المشاركة لافتة من مختلف الأسر المنتجة، وإن كافة المحال المشاركة تميزت بالتزامها باللوائح والأنظمة، مؤكدة أن الهدف الأول من المشاركة في هذا الحدث ليس الكسب المادي بقدر ما هو إبراز المنتجات الوطنية وتعريف الزوار بها، وإتاحة المجال أمام الأسر المنتجة للمشاركة في هذه الفعاليات التي تعود بالفائدة على الجميع.

مشاركات مميزة

عندما يلج الزائر إلى الجناح الإماراتي يلفت انتباهه ذلك التفرع الذي يأخذه إلى خيارات عديدة، حيث تحضر الملابس الجاهزة من كندورات مبتكرة وعطور جديدة عربية وفرنسية بنكهة محلية ومأكولات شعبية، إلى جانب ركن لبيع الحيوانات الأليفة، وكون القفطان المغربي بات من اهتمامات الإماراتيات، فإنه احتل مكانة بارزة في واجهة مدخل الجناح.

إلى ذلك، قالت المشاركة مريم حميد «تتنوع منتجات المحل بين التجميلية والاستهلاكية، والمشغولات اليدوية المغربية والفضيات والمعادن وتشكيلة متنوعة من القفطان المغربي، إلى جانب المواد التجميلية الأصيلة المغربية التي أصبحت تعرف إقبالاً كبيراً».

من جهتها، أشارت المشاركة نجاح نادر إلى أن محلها يوفر تشكيلة متنوعة من العبايات، مؤكدة أنها حاولت توفير جديد خاص بمهرجان «القارات الست»، ويتمثل ذلك في عبايات من المخمل بقصات فرنسية مع «السلهام» على الطريقة المغربية، موضحة أنها تستلهم قصاتها كمصممة أزياء من الأزياء المغربية.

هوايات وشغف

تجاوز مهرجان «القارات الست» عرض المنتجات والمواد الغذائية، وتوفير المتعة للجمهور، إلى عرض شغف الناس وميولهم وهواياتهم، ومن هؤلاء كانت اليازية المنصوري الطالبة بكلية التقنية، التي تتوسط دكانها الصغير لبيع الحيوانات الأليفة وخاصة القطط، والسلاحف والأسماك، كما تشارك في المهرجان بمحل آخر لبيع الملابس التراثية الجاهزة، عن مشاركتها، قالت: لدي 50 سلحفاة، اقتنيتها من شخص يستقدمها من عدة دول، كما أن لدي أحواض أسماك، بينما هوايتي الأساسية هي تربية القطط، وعندي أكثر من 7 منها، بحيث بدأت هذه الهواية منذ سنتين، وليس غرضي تجارياً، بقدر ما أمارس هوايتي، كما أرغب في رفع وعي الجمهور ولفت انتباهه لهذه الحيوانات الرائعة، بحيث أصبحت أعرف كل واحدة منها وطباعها، فمنها المدلل، ومنها المجنون، ومنها «العاقل».

عروض مميزة

يشمل «القارات الست» العديد من الفعاليات والعروض المميزة في أجواء من التشويق ليستمتع بها الكبار والصغار، حيث يوفر المشروع جميع الخدمات والمرافق الأساسية، وسلسلة من المطاعم التي تتنوع بين مطاعم عربية تقدم أشهى المأكولات العربية، ومطاعم المأكولات السريعة، والمطاعم العالمية. كما تقدم الفعالية العديد من الأنشطة والفعاليات والألعاب مثل ألعاب الأطفال، وألعاب المهارة، وسينما ثلاثية ورباعية الأبعاد، والألعاب البهلوانية والفرق الموسيقية والعروض الفلكلورية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الأجنحة التجارية، توفر مختلف أنواع البضائع المميزة من مختلف أنحاء العالم.

كما اتخذت البلدية جميع التدابير من أجل تأمين سلامة زوار «القارات الست» بالتنسيق مع الجهات المعنية في أبوظبي، لتوفير أجواء آمنة ومريحة لجميع الفئات ليقضوا أوقاتاً ممتعة. ويحرص القائمون على المشروع على ضمان أعلى درجات السلامة خاصة في الألعاب، وقد شكل لهذا الغرض فريق متخصص يعمل على راحة الزوار، ويؤمن لهم سلامتهم وجميع متطلباتهم خلال فترة وجودهم في المكان.

المصدر: لكبيرة التونسي – الاتحاد