أسرار التجربة الإماراتية

آراء

برنامج التبادل المعرفي الحكومي، فكرة انطلقت قبل 6 سنوات من القمة العالمية للحكومات، فقد كثرت مطالب الدول الراغبة في التعرّف عن كثب إلى التجربة الحكومية الإماراتية، واستكشاف «أسرار» نجاحها، وقدرتها على التطوّر السريع.

مبادرة أطلقتها حكومة دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتقديم الدعم المعرفي والخبرات للحكومات الشقيقة والصديقة حول العالم، ونقل تجربة الإمارات في الإدارة الحكومية التي أظهرت نجاحاً كبيراً وتحوّلت إلى نموذج استقطب اهتمام دول العالم كافّة.

منذ زمن، قالت الإمارات للعالم، «تجربتنا بين أيديكم»، و«مستعدون لنقلها لكم»، لأن الإمارات دولة تؤمن بأن الخير يجب أن يعم الجميع، وأن الإدارة الرشيدة عليها أن تنتشر كوسيلة للارتقاء بالشعوب وبناء الجسور، وهو ما جسدته بجدارة دولة الإمارات، فباتت لها قوّة ناعمة تنسج من خلالها خيوط التعاون بما يعود بالفائدة على الجميع.

اليوم هناك اتفاقات تعاون لتنفيذ البرنامج المعرفي مع 39 دولة تمتد من كوبا في أقصى القارة الأمريكية غرباً إلى دول آسيا الوسطى مروراً بالعديد من الدول العربية والإفريقية.

وما الزيارة الرسمية التي قام بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى جمهورية أوزبكستان، إلا تتويج لجهود 5 سنوات من برنامج التبادل المعرفي، وليشهد سموه بذلك على أعلى مستويات العلاقة بين الدولتين الصديقتين وتطورات تلك العلاقة المتسارعة، حتى وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 7 مليارات درهم في نمو مطرد من 1.2 مليار قبل 5 سنوات.

وبحيويّته المعهودة حرص سمو الشيخ حمدان بن محمد، رغم الزيارة القصيرة، على عقد أكبر قدر من الاجتماعات مع القيادة العليا لأوزبكستان والتقاء عشرات المسؤولين والخبراء للتأكيد على متانة العلاقات، وأنها مقبلة على آفاق واسعة، مؤكداً سموه على أهمية توسيع نطاق البرنامج ليكون محوره في المستقبل التقنيات والذكاء الاصطناعي.

ماذا قدمت الإمارات لأوزبكستان من خلال البرنامج المعرفي؟ الحقيقة أنها قدمت الكثير الكثير بصمت وجهد ومثابرة، إذ أرسلت 214 مدرّباً من القطاع الحكومي الاتحادي والمحلي، وأيضاً من القطاع الخاص لتأهيل الكوادر في أوزبكستان الذين بلغ عددهم 3.3 مليون شخص. رقم كبير يقارب 10% من مجموع السكان في أوزبكستان، منهم 3 ملايين مبرمج، و350 ألف كادر حكومي.

أثبتت دولة الإمارات من خلال هذا البرنامج أن كوادرها الوطنية باتت على درجة كبيرة من المعرفة والخبرة، وأنها في اتفاقياتها مع الدول والهيئات الدولية تلتزم دائماً بتعهداتها، وأن قولها فعل، وأن أيديها ممدودة وأبوابها مفتوحة للأصدقاء والأشقاء، وهذا نهج قيادتها منذ التأسيس.

الإمارات لديها الكثير لتقدمه للعالم ولخير البشرية، وبرنامج التبادل المعرفي الحكومي هو إحدى قنواتها لتحقيق ذلك، وفي جعبتها مبادرات عدّة لتحقيق مستقبل أفضل.

برنامج التبادل المعرفي جسر من نوع فريد يربط الإمارات مع العالم، وهو في الوقت نفسه الذي يصدّر فيه المعرفة الإماراتية، إنما يُكسب الفرق العاملة فيه من شباب وشابات الوطن الخبرة الواسعة في مختلف المجالات، وهي إحدى المهام الوطنية الحيوية التي يتبناها مجلس الوزراء من خلال وزارة شؤون مجلس الوزراء بقيادة الوزير محمد عبدالله القرقاوي الذي يشرف على هذا الملف ويتابعه يومياً.

المصدر: الخليج