أهالي مربض والحلاة يشيعون الشهيدين اليماحي والزيودي

أخبار

شيع أهالي منطقتي مربض والحلاة، التابعتين لإمارة الفجيرة، أمس، الشهيدين أحمد محمد أحمد الزيودي، وعبدالله محمد سعيد اليماحي، من شهداء الوطن الأبطال، اللذين استشهدا دفاعاً عن الحق والشرعية في اليمن، وكانا من الفائزين بالشهادة، وهما صائمان.

وقال التوأم محمد وملاك ابنا الشهيد الرائد طيار أحمد محمد الزيودي: «والدنا أصبح الآن في الجنة في مكان أفضل منا بكثير، فهو في كل مهمة عسكرية له كان يخبرنا بأنه سيعود شهيداً رافعاً راية وطنه عالياً، وأن روحه ستسكن في مكان أفضل من مكاننا، وذكراه ستبقى عطرة أبد الدهر تمنحنا العزة والفخر كوننا أبناء الشهيد». وقال محمد: «سأحذو حذو والدي، وسأصبح شهيداً حينما أكبر حتى ألبس والدتي وسامين، هما (زوجة وأم شهيد)».

وقال خليفة محمد الزيودي شقيق الشهيد: «يؤلمنا فراق شقيقي، الذي رحل تاركاً بيننا فراغاً كبيراً ولوعة لا تنتهي على فراقه، سنشتاق له كثيراً، إلا أن شرف الشهادة التي نالها سيخفف وطأة اشتياقنا له، وسيجعلنا فخورين به ما حيينا».

وأكد: «أبناء الشهيد أمانة في أعناقنا الآن، وسنحرص على إكمال مسيرة والدهم، الذي رباهم على حب الوطن، وغرس في نفوسهم الولاء والإخلاص للقيادة الرشيدة، ولكل حبة تراب من هذه الأرض»، مشيراً إلى المكالمة الأخيرة بين الشهيد وزوجته، التي أوصاها فيها بالاهتمام بأبنائهما، مبدياً سعادته بانتظاره مولوده الجديد، الذي سيأتي خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وأضاف أن الشهيد شارك في مهام عسكرية عدة خارج الدولة، وفي كل مرة كان يبدي حماسة وعزيمة لا تلينان أبداً، إذ شارك ثلاث مرات في مهام عسكرية في جمهورية اليمن الشقيقة، إلى أن استشهد في الأسبوع الأول من المهمة الأخيرة التي شارك بها.

للشهيد الرائد طيار أحمد محمد الزيودي ثمانية إخوة وأخوات وهو يكبرهم، إذ أصبح الآن قدوة وفخراً للعائلة جميعها، والمثل الذي يضرب في العطاء والولاء في كل المحافل.

وأشار والد الشهيد محمد الزيودي إلى أنه كان يعمل في المجال العسكري وهو متقاعد حالياً، وأن ابنه البكر كان يمشي على دربه، وكان باراً به وبوالدته، وملبياً جميع احتياجات المنزل، على الرغم من مشاغله الكثيرة، لافتاً إلى أن «الشهداء يختارهم الله من بين البشر، منتقياً الأصفياء منهم، وكلي فخر بأن ابني ـ بإذن الله ـ من بينهم».

من جانبه، قال محمد ضاوي اليماحي، والد الشهيد ملازم أول طيار عبدالله محمد ضاوي اليماحي، بثبات واستبشار: «نعم أنا والد الشهيد الطيار، وأعد ابني في الجنة، وهو في خير منزلة وخير مكانة، فالشهيد وسام على صدر والديه، وفخر وعزة لأخوته وأبناء منطقته».

وذكر الوالد أن الشهيد عبدالله اليماحي، الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً، متزوج منذ 10 أشهر، وزوجته بانتظار مولودهما الأول، إلا أن الله كتب لهذا الجنين أن يولد وهو دون أب ينتظر صرخاته الأولى، متابعاً: «ابن الشهيد، الذي سيولد سبقه أطفال كثر لم يروا آباءهم الذين استشهدوا في ساحات المعارك والدفاع عن الحق، إلا أنني سأحرص على ترديد سيرة والده الطيبة، حينما يكبر حتى يتفاخر بوالده الشهيد أمام الجميع، إذ إن شرف الشهادة يفوق أي شرف آخر كالنسب والمال وغيرهما».

وأشار إلى أن «ابنه كان باراً بوالدته، إذ كان يدبر كل أمورها، ويلبي جميع احتياجاتها حتى وهو في قمة انشغاله أو سفره، ويتواصل بشكل دائم معها للاطمئنان عليها أثناء مهماته العسكرية، من خلال اتصالاته المستمرة بها، ويوجه إخوته بتدبير احتياجات والديه في أوقات سفره»، وللشهيد ثمانية إخوة وأخوات أحدهم في القوات المسلحة، ولن يزيدهم استشهاد أخيهم إلا عزماً وإصراراً على أن يخدموا وطنهم الغالي بأغلى ما لديهم وهو أرواحهم، وفقاً لوالد الشهيد.

وتابع: «أبناؤنا لن يكونوا أغلى من تراب الوطن، وحينما ينادي قادتنا فنحن لهم الأجساد التي تلبي، والأرواح التي تطير في ساحات الحروب، لنصرة المظلومين والمستضعفين». وأنهى حديثه: «ابني استشهد، وإخوته في هذا الأسبوع ستبدأ امتحاناتهم النهائية، حيث كان حريصاً على متابعة دراستهم، ليحصلوا على أعلى الدرجات، ويخدموا وطنهم في شتى المجالات».

وكان جثمانا الشهيدين وصلا على متن طائرة عسكرية، تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، أمس، وقد جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثماني الشهيدين، وكان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد نعت، أول من أمس، الشهيدين اللذين انتقلا إلى جوار ربهما في حادث سقوط طائرتهما العسكرية، خلال أدائهما واجبهما الوطني في عملية «إعادة الأمل»، ضمن التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن. 

المصدر: الإمارات اليوم