محمد السحيمي
محمد السحيمي
كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة

أوليس (المنيع) من أسماء الله تعالى أيضاً؟!

آراء

حين نتحدث عن فقهائنا الأجلاء، أعضاء (هيئة كبار العلماء) الموقرة؛ فإننا على يقين من أنهم جميعاً (الإمام الشافعي) في مقولته الشهيرة: «كلامي صواب يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب»!! وكلهم إياه أيضًا في قوله: «ما ناظرت أحدًا إلا وتمنيت أن يجري الله الحقَّ على لسانه»!

وأما على صعيد العبادة والسلوك الشخصي، فتشهد لهم سيرتهم العطرة بأنهم أول من يلتزم بفتواه دون أن يلزم بها أحدًا؛ فمن وجد ـ مثلًا ـ شبهة (ربا) في بعض المعاملات المصرفية، ولو بنسبة (30%)؛ فإنه يسحب مدخراته من البنك فورًا، وإن أدى ذلك إلى خسارته ـ هو وليس البنك ـ ولو اضطر أن يحفظها في خزنة خاصة (تجوري)، في منزله المتواضع!

ويشهد الكثيرون أن سماحة معالي المستشار بالديوان الملكي (عبدالله بن سليمان المنيع) هو من أكثرهم تقبلًا للرأي الآخر، حتى وإن جاء من غير أهل (الفتيا الشرعية)، كما حدث مني في أكثر من مناسبة، لم يناقش منها غير واحدة بعنوان: (الفن صابون القلوب)، كتبتها في نشرة نقدية في (الوطن 2009) حين كان سماحته من كتابها!

ولم يسمِّني في رده، بل وأشار إلى أنها (رسم كاريكاتيري) وليست مقالة! وكما فهمت متأخرًا؛ فقد تعمد التنكير والتمويه؛ لكيلا يفهم المتربصون أنه يصنِّفني عدوَّاً للدين وأهله! وهي التهمة التي لم يسلم منها كاتب (وطني)!!

ولهذا لا أجد حرجًا في أن أتقاطع مع فتوى معاليه بتغيير اسم نادي (الباطن)؛ تنزيهًا لاسم الله تعالى!!

فالظاهر من المقطع التلفزيوني، أن السؤال (مرتب) بخبث؛ لتوريط معاليه في إجابة خاطفة؛ لا تليق بمنصبه الرسمي، الذي يوجب عليه أن ينقل رأيه للمسؤولين بصفة خاصة، وليس في فتوى عامة، وفي موسم الحج الأكبر!!

أما لو أخذت (هيئة الرياضة) بها، فهذا يعني عودتنا إلى حقبة (بني صَحْيُون) ومن أبرز ملامحها التنطع في تغيير الأسماء مثل: مالك، ملاك، حورية، صالح، عادل، طاهر … إلى أخخخخه!

وباختصار؛ فإن من يراجع قوائم الأسماء المحظورة شرعًا، في سجلات مكاتب المواليد، يدرك أننا كنا على وشك تحقيق نبوءة المفكر (عبدالله القصيمي): بأن نستيقظ يومًا وقد فقدنا أصواتنا، والقدرة على التواصل بالكلام!

لولا أننا كنّا نستمع خفيةً (للحلا كله) في رائعتها الشهيرة: (أسامينا)!!!

المصدر: صحيفة مكة