إرهابيو «أتاتورك» خططوا لمجزرة أكبر والسلطات أهدرت فرصة للقبض عليهم

أخبار

كشفت تسجيلات فيديو لكاميرات المراقبة في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول أن منفذي الهجمات الإرهابية في المرفأ الجوي كانوا يخططون لمجزرة أكبر عبر احتجاز عشرات المسافرين رهائن قبل تفجير شحناتهم الناسفة، غير أن السترات التي ارتدوها لإخفاء شحناتهم لفتت انتباه المدنيين وأحد عناصر الأمن ما أرغمهم على البدء بإطلاق النار العشوائي على المسافرين، وفيما اعتقلت الشرطة التركية أمس الجمعة 11 مشتبهاً بهم جدداً لصلتهم بالمنفذين، أظهرت معلومات وشهادات أن السلطات التركية أهدرت فرصة محققة لمنع الهجمات والقبض على الانتحاريين الثلاثة الذين استأجروا شقة في منطقة فاتح.

نقلت الصحف التركية عن شهود أن السلطات تجاهلت شكوى جارة أقامت في شقة فوق شقة المنفذين ولم تلتق بهم إطلاقاً، من انبعاث روائح كيميائية من الشقة المؤجرة بعد منتصف الليل، لتعود السلطات لسؤال السيدة لاحقاً بعد الهجمات لتقول لهم في التحقيقات إنها كانت تعيش فوق القنابل.

وحددت السلطات التركية أمس الجمعة أسماء اثنين من انتحاريي الاعتداء الإرهابي على مطار أتاتورك الذي وقع بإسطنبول يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت وكالة (الأناضول) التركية عن مصادر أمنية قولها إنه جرى تحديد هوية اثنين من الانتحاريين وهما (راكيم بولجاروف) و(فاديم عثمانوف) في إطار التحقيقات التي تجريها نيابة منطقة (باكير كوي) بإسطنبول مبينة أن هذه التحقيقات مستمرة بغية تحديد هوية الانتحاري الثالث.

وأوضحت الوكالة أنه جرى تحديد اسم «عثمانوف» بواسطة نسخة مصورة لجواز سفره سبق أن تركها لدى مكتب عقارات في منطقة «فاتح» من أجل إيجار منزل.

من جهة أخرى عثرت الشرطة على حاسوب في حاوية للقمامة المجاورة لمنزل

«الإرهابيين» وتسعى للوصول إلى المعلومات المخزنة فيه.

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها وسائل إعلام تركية نقلاً عن كاميرات المراقبة في المطار أن الانتحاريين الثلاثة كانوا يخططون لتنفيذ مجزرة أكبر عبر احتجاز عشرات المسافرين رهائن قبل تفجير شحناتهم الناسفة، وفي التسجيلات بدا ثلاثة رجال يرتدون سترات داكنة اللون واعتمر اثنان منهم قبعة، ويظهر في إحدى اللقطات رجل أمن بلباس مدني يطلب من أحد المهاجمين أوراقه الثبوتية، ثم بدا لاحقاً راكعاً والشرطي يصوب إليه سلاحه، كما أقدم الانتحاريون الذين افترقوا قبل تفجير أنفسهم في مختلف نواحي المطار على قتل الناس بإطلاق النار عليهم بأسلحة رشاشة.

وفي إطار التحقيق أوقفت الشرطة 24 شخصاً (13 الخميس و11 الجمعة) في إسطنبول بينهم 15 أجنبياً، وتسعة آخرون في محافظة ازمير الغربية.

وأشارت وسائل إعلام تركية إلى شيشاني باسم أحمد شتاييف بصفته العقل المدبر لهجوم المطار، وزعيم التنظيم المتطرف في إسطنبول.

وذكرت صحيفة «حرييت» أن الانتحاريين الثلاثة استأجروا شقة في منطقة فاتح حيث يكثر السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والأردنيون، ودفعوا مسبقاً 24 ألف ليرة تركية (حوالي 7500 يورو) لمدة عام.

وروت الصحيفة عن جارة أقامت في الشقة فوقهم أنها لم تلتق بهم إطلاقاً، وإنها اشتكت لدى مختار الحي من انبعاث روائح كيميائية من الشقة المؤجرة بعد منتصف الليل، لكنه أحالها «إلى البلدية، وصلت الشرطة لمقابلتي بعد الهجمات، كنت أعيش فوق القنابل». 

ويأتي هذا فيما، أقر البرلمان التركي خططاً واسعة لإعادة هيكلة المحاكم العليا محققاً نصراً للرئيس رجب طيب أردوغان يقول منتقدوه إنه يسمح له بعزل القضاة ويقوي قبضته على السلطة القضائية.

وقال حزب العدالة والتنمية الحاكم إن القانون الذي تم إقراره في وقت متأخر أمس الأول الخميس سيحل مشاكل كبيرة في النظام القضائي لكن المعارضين يرون أنه يمنح أردوغان مزيدا من السلطات في وقت يسعى فيه إلى تعديل دستوري لإقامة نظام رئاسي. (أ.ف.ب، رويترز)

المصدر: الخليج