ارتكب الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية النازحة في قطاع غزة، وشدد الخناق على شمال القطاع، الذي يشهد عمليات تدمير وتهجير واسعة، وانطلقت منه قذائف صاروخية على سديروت، في وقت توفي فيه رضيع ثامن جراء البرد القارس، وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الاثنين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على قافلة تابعة للمنظمة في غزة يوم الأحد في حادث مروع.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن 13 فلسطينياً بينهم عدد من الأطفال قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة أمس الاثنين. وأعلنت وزارة الصحة المحلية أن 49 فلسطينياً قتلوا خلال اليوم السابق وحتى صباح أمس. وأكدت الوزارة «ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45854 قتيلاً و109139 إصابة» منذ السابع من أكتوبر 2023. ولا تشمل هذه الحصيلة الضحايا الفلسطينيين الذي قتلوا أمس الاثنين.
وشنت مقاتلات الجيش الإسرائيلي غارة على خيام النازحين بمنطقة «المواصي» غرب مدينة خان يونس، ما أسفر عن مقتل سيدة وإصابة آخرين بجراح. وقال شهود عيان إن أغلب المصابين جراء قصف «المواصي» بخان يونس من الأطفال.
وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق غارة إسرائيلية جوية استهدفت منطقة قريبة من خيام النازحين، فيما لم تظهر المنطقة المستهدفة في المقطع.
وفي شمال القطاع، أفاد شهود عيان بمقتل فلسطينيين وهما شابان توأم جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المحافظة، حيث يمعن الجيش بإجراءات الإبادة والتطهير العرقي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فيما تستمر عمليات النسف الإسرائيلية لمبانٍ سكنية في مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا وبلدة بيت حانون. وأفاد الشهود بإصابة 7 فلسطينيين بجراح مختلفة عقب إلقاء مسيرة إسرائيلية الرصاص والقنابل في أنحاء مختلفة من جباليا النزلة.
من ناحية ثانية، توفي الطفل يوسف أحمد كلوب البالغ من العمر 35 يوماً، نتيجة للبرد الشديد، وفقاً لبيان من وزارة الصحة، ليرتفع بذلك إلى 8 عدد الأطفال والرضع الذين توفوا خلال الشهر الجاري بسبب البرد وسوء التغذية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان في وفاة الأطفال حديثي الولادة في غزة، فيما يفتقر 7700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة.
وحذر الإعلام الحكومي في غزة، في بيان، من زيادة عدد الوفيات بين الأطفال وكبار السن، «بسبب البرد وسوء التغذية». وأشار إلى «الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية والتشريد». ويواجه مئات آلاف النازحين المتكدسين في المناطق الغربية في دير البلح وخان يونس ورفح، ظروفاً قاسية، بسبب عدم تأهيل الخيام التي يقيمون فيها في فصل الشتاء والبرد الشديد، وعدم توفر المياه ونقص الطعام.
واتهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على إحدى قوافله في قطاع غزة يوم الأحد، مندداً ب«الحدث غير المقبول» الجديد. وأشار البرنامج في بيان إلى أن القافلة المؤلفة من ثلاث مركبات كانت هويتها «واضحة» و«تعرضت لإطلاق نار رغم حصولها على جميع التصاريح اللازمة من السلطات الإسرائيلية»، موضحاً أن الأشخاص الثمانية الذين كانوا على متنها لم يصابوا خلال الحادث «المرعب».
على صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، رصد ثلاثة مقذوفات أُطلقت من شمال قطاع غزة، وعبَرَت الحدود إلى سديروت. وقال الجيش، في بيان: «بعد دويِّ صفارات الإنذار.. في مناطق سديروت وإيبيم، ونير عام، جرى رصد ثلاثة مقذوفات أُطلقت من شمال قطاع غزة». ووفق الجيش، «اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفاً واحداً، وسقط آخر في سديروت، وسقط مقذوف آخر في منطقة مفتوحة، ولم تردْ أنباء عن وقوع إصابات».
ورغم 15 شهراً من الحرب والحصار الخانق، تكررت في الأسابيع الأخيرة عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على مستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع. وكان الجيش الإسرائيلي طلب من عشرات آلاف الإسرائيليين سكان المستوطنات المحاذية لغزة إخلاء منازلهم مع بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين يقيمون في فنادق موزّعة على أنحاء مختلفة من إسرائيل على نفقة الحكومة الإسرائيلية، بانتظار السماح لهم بالعودة. (وكالات)
الخليج